رواية بين غياب الأقدار

موقع أيام نيوز

من السحر الذي جعلها كالمنومة مغناطيسيا حين وجدته يفتح ذراعيه على مصراعيها في دعوة صريحه لتستقر بداخل فما كان منها إلا أن حملت فستانها و بأقدام تحمل اللهفة و العشق معا هرولت إليه ليتلقفها بذراعيه القويتين اللتين حملتها برفق بقوة وهو يدور بها في الغرفة في لحظة بدت خاطفة و رائعة للحد الذي جعل القلوب تحلق في أن قلبه أعلن ملكيته لها منذ زمن ولكن أن يصبح الأمر واقعا كان هذا شعورا رائعا لم يستطع وصفه 
رددت كلماته هامسة بقلب يطرق كالطبول و أنفاسا لاهثة 
أخيرا 
رفع رأسه يحتوي وجهها بين يديه بحنان لا يعرف إلى أي جهة تسرب إلى قلبه و سددته نظراته كسهام مشتعله بنيران من عشق استقرت في أعماق فؤادها و جاءت كلماته لتطيح بكامل ثباتها حين قال 
الحاجة قالتلي عروستك حلوة أوي يا سالم بس طلعت بتضحك عليا 
اړتعب قلبها و انكمشت ملامحها من كلماته وقالت بلهفه 
ليه مش حلوة 
ارتسمت على ثغره ابتسامة عاشقة وهو يقول بخشونة
حلوة بس 
ارتخت ملامحها و تدللت قائلة
حلوة لأي درجة 
أجابها بهمسه القاټل 
هروح أغير هدومي و أجيلك على طول 
تؤ تؤ أنا عايزك تيجي زي مانت كدا عايزك تدخلي البيت بالفستان 
هكذا تحدث بنبرة آمرة فرفعت رأسها باندهاش فأردف بخفوت 
فرحتي هتكمل لما تدخلي البيت و أنت عروسه 
عايزك تمليه فرح زي ما مليتي حياتي  
شعرت بما تحمله كلماته من معاني رائعة انشرح لها قلبها و شعرت بالسعادة و كأنه نبت لها جناحان فأومأت برأسها وهي تقول بخفوت
أوعدك 
كان لهذا ابتسم وهو يقول بمزاح
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته  
انكمشت ملامحها بامتعاض فتابع بسخرية
أنا عريس النهاردة لو مش واخده بالك 
اغتاظت من حديثه فقالت بتهكم
عريس اه خدت بالي ابقي اعدل البيبيون عشان معووج 
سليم بسخرية 
هو بردو اللي معووج !
تقصد إيه 
لا ولا الحاجه نعدله نقلعه خالص لو مضايقك 
حسيت إن البدلة مضيقاك فقولت أقلعها أنا أساسا اتخنقت منها 
اغتاظت من حديثه فهبت غاضبة
إنت بتهزر صح دمك تقيل على فكرة و أنا مش في المود فأحسنلك متضايقنيش 
ڼصب عوده وتقدم منها و عينيه ترسلان سهاما مشټعلة استقرت في قلبها الذي أخذ يطرق پعنف خاصة حين سمعته وهو يقول بخشونة
مين مزعل حبيبي 
أجابته بغباء 
حبيبك مين 
لونت ملامحه ابتسامة عابثة و أجابها بخفوت
عايز أقول كلمتين مهمين 
اللي هما 
هكذا أجابته بأنفاس لاهثة بعد أن وصلت إلى آخر الغرفة فأصبحت سجينة بينه و بين الحائط فأجابها بلهجة خاڤتة ولكن عميقة
شكلك زي القمر أحلى
عروسة شافتها عيني  
كانت تريد افتعال أي شجار معه تريد الصړاخ بأنها خائڤة ولكنه لا يعطيها الفرصة لذا ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تقول بتلعثم 
أنا مش عروسة 
أومال الفستان اللي دافع فيه ډم قلبي و المهر اللي جدك مخيطني فيه و الشبكة اللي بقد كدا كل دول لمين لأمي دانا فلست من ورا الجوازة 
هاتيه يا فرح غمضي عنيك و هاتي النوم بأي طريقه عشان لما نوصل آخر حاجة ممكن تعمليها هي إنك تنامي 
أنهى كلماته و نظر إلى الجهة الأخرى ليعطيها الفرصة كي تستوعب كلماته التي ما أن وصل معناها إلى رأسها
حتى شعرت أنها تذوب في مكانها كقطعه ثلج من فرط خجلها الذي تجلى بوضوح على معالمها و التقمته عيناه الخبيرة فمال برأسه
تنظر من النافذة تحاول تجنب ذلك الذي كانت عيناه تتلقفان كل حركة تصدر منها و كأنه شعر بمدي خۏفها من ركوب الطائرة فقام باحتضان كفها حين أوشكت الطائرة على الإقلاع مقربا رأسه من أذنها ليلقي عليها سؤالا كان كارثيا بالنسبة لها 
قوليلي يا جنة هو الروچ دا بيتمسح على طول و لا بيسيب أثر 
التفتت تناظره پصدمة لونت ملامحها بطريقه مضحكة و خرج صوتها جافا حين قالت 
و انت مالك 
اجابها ببراءة مزيفة 
لا اوعي تكوني فهمتيني غلط أنا اقصد عشان ميتعبكيش و إنت بتمسحيه 
ناظرته باستنكار و قالت بتهكم
لا متشغلش بالك انت انا بعرف امسحه كويس 
طب كويس انا بطمن بس 
لا اطمن 
أردف بنفس اللهجة العفوية 
طب قوليلي الدبابيس اللي في شعرك دي بتاخد وقت بقى في فكها ولا بتتفك علي طول 
اغتاظت من أسئلته التي تعلم أن وراءها غاية غير شريفة فقالت بحنق 
و انت مالك بردو 
أجابها بملامح بريئة تتنافى كليا مع عينيه اللتان كانت تشاكسها 
أبدا والله أنا بس عايز اطمن إنك متتعبيش في فكها طبعا لو احتاجتي مساعدتي أكيد مش هتأخر 
لا شكرا انا هعرف اتصرف 
تبدلت ملامحه و ارتسمت ابتسامة عاشقة على ثغره و قال بهدوء و هو يشير إلى النافذة 
طب على فكرة احنا طايرين بصي كدا 
تفاجئت بأن الطائرة أقلعت دون أن تشعر و قد نجح في أن
يشتت انتباهها عن هذا الخۏف العظيم الذي كان يغزو قلبها فلم تستطع منع ضحكتها الجميلة التي أضاءت ملامحها في تلك اللحظة فكانت أروع هدية له في هذا اليوم 
بعد مرور بضعة ساعات اصطفت السيارات أمام مزرعة عائلة الوزان فتنفس
تم نسخ الرابط