رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
تجلى في نبرته وهو يقول
مبقتش عارف اقول ايه ولا ايه الصح لطفك يارب
تأثر داخليا بمظهره ولكن خرجت كلماته جافة حين قال
احكيلي اللي حصل بالظبط
مرت الدقائق كساعات مع ذلك الانتظار الممېت الذي كان يأكلهم بصمت لا يسمع فيه سوى أنفاس متوترة و صدور متأججة بنيران الخۏف الذي تعاظم حين دخل الحرس الي المكتب ليخرجوا بعد لحظات محاوطين ذلك الرجل فهرولت فرح الي سالم الذي كان يتأهب للمغادرة فإذا بها تندفع إليه فاحتواها بقوة و اتكأ على كتفها للحظات قطعها سؤالها المرتبك
زفرة قوية خرجت من جوفه اتبعها قوله الصارم
متسأليش يا فرح سبيني ارتاح جنبك شويه
لم تجرؤ على الحديث أمام تعبه الذي بدا واضحا من إتكاءة عليها فأخذت اناملها الحانية تهدهد أكتافه برفق علها تزيح توتره الذي يأبى الإفصاح عنه فمرت لحظات صامتة اختطفها من براثن الزمن ليستكين بين جنبات صدرها قبل أن يرفع رأسه قائلا بخشونة
لم يعجبها حديثه فانكمشت ملامحها بامتعاض تجاهله وهو يقول بصرامة
مش وقته كلام دلوقتي في حاجات مهمة لازم اعملها
زفرت بقلة حيلة فاقترب واضعا ناثرا سكر عشقه بين عينيها و امتدت أنامله تتأرجح توتيتها برقه حين قال بخفوت
بنبرة يشوبها العتاب أجابته
انا دايما مستنياك
شعر بعتابها فقال بخشونة
حاسس بنبرة اعتراض
حاسس مش متأكد
استفزته تلك النبرة التهكمية فقال بفظاظة
عدي يومك عشان أنا على أخرى منك
ارتفع أحدي حاجبيها بسخط تجاهله وهو يتقدمها فأبت الصمت لتقول بنبرة يشوبها المكر
لونت ملامحه ابتسامة بسيطة قبل أن يشملها بنظرة متوعدة تشبه لهجته حين قال
أفضالك يا فرح و هربيك من اول وجديد الصبر بس
لم يعطيها الفرصة للحديث إنما انطلق إلى وجهته ليتركها خلفه تنفس النيران من أنفها فهي تعشقه للحد الذي يجعلها تشعر بالسخط من كل تلك الأعباء التي تقيده و تجذبه بعيدا عنها تتلظى بنيران الشوق و الڠضب معا
طمنيني يا فرح قالك ايه
عدلت من لهجتها لتبدو عادية حين قالت
عداوة شغل يا ماما
اطمني الموضوع اتحل
تعلم بأن الأمر تكبر و ترتاب في حديث هذا الرجل عن تلك الفتاة المزعومة ولكنها لن تناقش الآن
يالا يا حاجه اطلعي عشان ترتاحي الفجر قرب يأذن و أنت منمتيش من امبارح
فرح انا حاسة
أن اللي حصل دا وراه حاجات كتير أوي متطمنش
احتضنت فرح كتفيها وهي تصعد للأعلى قائلة بحنان
متقلقيش يا
جنة سالم طمني أن الموضوع مجرد عداوة في الشغل و هو اكيد هيحل كل حاجه
اومال بنت مين اللي بيتكلموا عليها دي
احتارت بماذا تجيبها فقالت بطمأنة
متشغليش بالك يا جنة موضوع بعيد عننا و أن شاء الله سالم وسليم هيحلوه
جنة بقلق
خاېفه على سليم أوي غضبه و تهوره بيخليني مش عايزاه يخرج من البيت حتى
كان ألمها يلون ملامحها فأرادت فرح التخفيف عنها قليلا فقالت بمزاح
الله الله أومال ايه
التطورات الرهيبة دي والخۏف و الحنية دول من امتى يا جنة هانم
تجاهلت خجلها قائلة
ايوا طبعا مش جوزي حبيبي و لازم أخاف عليه !
إرتفع إحدى حاجبيها الجميلين وهي تقول بمشاكسة
جوزي حبيبي مرة واحدة دا في تطورات بقي وأنا معرفش ! و ياتري الغالي لسه بينام عالأرض و لا عفيتي عنه خلاص
اغتاظت من كلماتها فقالت باندفاع
لا طبعا أرض إيه بينام جنبي ياختي
ضحكت فرح بسعادة وقالت بحماس
أوبا يبقى حصل ! فرحي قلبي و قولي أنه حصل
لون الخجل ملامحها و قالت بحدة مفتعلة
بطلي يا فرح
يبقي حصل اخس عليك وانا معرفش سليم دا غيرك و بقيتي تخبي عني كل حاجة أنا لازم أوقع بينكوا
هكذا تحدثت فرح بمزاح فهبت جنة بلهفة
محدش في الدنيا يقدر يوقع بينا و بعدين دي أسرار يعني هو أنا مفروض أقول كل حاجة
عندك حق يا قلبي أنا بهزر معاك أسرارك أنت و جوزك متطلعش بره أوضة نومك ربنا يهنيكوا مع بعض فرحتلك أوي يا جنة سليم بيحبك و يستاهل تنسي كل حاجه و تعيشي معاه في سعادة
احتضنتها جنة بحب و بادلتها الفرح العناق باقوى منه وهي تحمد الله على سعادة شقيقتها
اسمحولي أقاطع الأخوى دا و أسأل عن مروان
برقت عينا فرح حين سمعت صوت شيرين من خلفهم فحاولت تمالك نفسها قبل أن تلتفت قائلة باختصار
كويس!
اغتاظت شيرين من حديثها ولكن لم تعلق بل التفتت أنظارها إلىجنة ورقت نبرتها حين قالت
عاملة إيه دلوقتي
خيم الاندهاش على ملامح الشقيقتين و سرعان ما تجاهلته جنة قائلة بهدوء
الحمد لله أحسن شكرا على سؤالك
اومأت شيرين بابتسامة بسيطة قبل أن تقول
متابعة القراءة