رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
الجبروت فأخذ يبثه طباعه الحادة و قسوته اللا متناهيه ظانا منه أن هذا يجعله رجلا ولكن حتي أعتي الرجال يحتاج ولو لمرة واحدة في هذه الحياة أن يلقي برأسه علي صدر أحد يخبره بأن كل شئ سيكون علي ما يرام
جوليلي اعمل ايه يا امه جلبي واچعني جوي حاسس بروحي بتروح و اني عاچز
تدفقت العبرات من مقلتيه تحفر وديان الألم فوق خديه و قد خلع عباءة الكبرياء جانبا و أطلق العنان لضعفه أن يظهر على السطح فلم يعد في الروح متسع و لم يعد الجسد يتحمل أكثر من هذا فالألم فاق حدود المعقول
تعالت شهقاته التي تتنافى مع هيبته و ضخامة جسده الذي سقط علي الارض لا حول له ولا قوة وتابع بنبرة منكسرة
اني عارف اني كنت جاسي عليها جوي بس اني اتربيت عالجسوة معرفش غيرها لو دا عقاپ من ربنا اني راضي اتحرم منيها بس ترچع سالمه جلبي بيحترج كل ما اتخيل أن حد ممكن
خرجت منه أهه مشټعلة قبل أن يتابع پقهر
هتچنن ياما عجلي هيشت مني جلبت البلد حته حته ملهاش أي أثر نفسي اعرف مين اللي خطڤها مين اللي مد يده و نزع جلبي من بين ضلوعي وخباه مني
تعالت أصوات بكاءه وهو ينظر للسماء قائلا بتضرع
أروح لمين بس يارب يارب ماليش غيرك دلني عالصح
مرت الساعات مؤلمھ و كان عقاربها تلدغه فصار يبكي دما حتي هدأت ثورته قليلا و فجأة طرأت علي باله فكرة لا يعرف كيف غابت عن عقله و شرع علي الفور بتنفيذها فقاد سيارته پجنون يتسابق مع الزمن فكل دقيقة تمر بها وهي بعيده عنه لا يعرف مكانها أو مع من تزيد من جنونه أكثر
الداخل وهو يصيح
صفوت بيه يا صفوت بيه
في ايه يا أخينا انت البيه مش موجود
سب عمار في سره وهو يقول الغفير بحنق
و هياچي
مېتا
معرفش
طب اني هستناه
ادخله الغفير الي المنزل و أجلسه بغرفة الاستقبال فقام بإخراج سلسالها الجميل الذكرى الوحيدة الباقية منها فأخذ يناظره بإعتذار صامت و ما هي إلا دقائق حتي أتي صفوت فقام عمار بوضع السلسال في جيبه و هب لملاقاته فوجده يقول
عمار في ايه حلا حصلها حاجه
عمار بنفي
لاه متجلجش حلا كويسة اني عايزك في موضوع يخصني انا
موضوع ايه
عمار بقلب محترق
في حد يعز عليا جوي بدور عليه و مش عارف أوصله
صفوت بعدم فهم
لا انا مش فاهم اقعد كدا و فهمني تقصد ايه
قص عليه عمار ما حدث و انهي كلماته قائلا
تذكر صفوت تلك الفتاة صاحبة المشكلة التي قصها عمران عليه باختصار فقد شعر بالأسي حولها و ازداد شعوره حاليا فنظر إلي عمار بشفقة تجلت في نبرته حين قال
طب هدي نفسك و اشرب الليمون وانا هعمل اتصالاتي و أن شاء الله خير
ناوله صفوت كوب الليمون فأمتدت يده تلتقطه باهتزاز فسقط الكأس علي جلباب عمار فقال صفوت بلهفة
عمار برفض
لاه سيبك من الچلابية دلوق و خلينا في المهم
صفوت بعناد
علي ما اعمل كام تليفون هيكونوا نضفوها وجففوها اسمع الكلام من غير نقاش
أومأ عمار بصمت و قام بوضع يده في جيبه ملتقطا سلسالها وهو يخلع جلبابه فتحدث صفوت ممازحا في محاولة منه لتهدئته
دا الموضوع طلع كبير بقي
تشكلت غصة صدئة بجوفه وقال بمرارة
دي آخر حاچة بجيت منيها رفضت اديهالها زي مايكون كان جلبي حاسس
لا يعلم السبب ولكنه وجد نفسه يمد يده إليه ليرى السلسال فتفاجئ عمار من فعلته و قام برفعها أمامه دون أن يلمسها فتراقص السلسال أمام أعين صفوت التي تحولت ابتسامته الي صدمة قويه و شعر بأن الكون توقف للحظة عن الدوران حين رأى تلك النجمة التي تتمايل أمامه فامتدت يديه تنتزعها من يد عمار الذي صاح پغضب
ايه يا سيادة اللواء هات السلسال ده بتاعي
لم يستطيع الحديث فقد اهتزت يديه التي قامت بفتح السلسال لتظهر صورة تلك الصغيرة التي لم تفارق خياله أبدا منذ أن فارقها نعم كانت طفلته التي انتزعتها أيدي الغدر من بين يديه دون شفقه أو رحمة
يتبع
السادس و العشرون بين غياهب الأقدار
هناك أشخاص في هذا العالم كالمصابيح يضيئون دروبنا المظلمة العثور عليهم صعب و التفريط بهم مستحيل كذلك الذي يخبرك دائما بأنه س يغادرك ولكنه لا يجرؤ عن الإبتعاد أبدا
و ذلك الذي يظهر فيك صفاتك الجميلة التي لم تلاحظها في
متابعة القراءة