رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
بيودعني بس انا مفهمتش لو اعرف مكنتش سبته
انخرط قلبها ۏجعا على حديثه الذي ذكرها بمصابهم حتي و إن كان شقيقها سيئا ولكنها كانت تحبه و افتقدت وجوده كثيرا ولكنها لم تفصح عما يدور بداخلها بل قامت بتمرير يدها علي ذراعيه بحركات دائريه صعودا على كتفيه في محاولة لتهدئه عضلاته المتشنجة وهي تقول بصوتا عذب
محدش يعرف الغيب غير ربنا
خرجت الكلمات معذبة من فمه حين قال
ربنا يرحمك يا بابا
تزاحمت الذكريات بقلبها فخرجت علي هيئة أنهار جرت علي خديها فقامت بالانحناء و احتضان رأسه بذراعيها وهي تقول بهمس بجانب أذنه
عندي فكرة حلوة ايه رأيك اجيب المصحف و نقعد نقرأ قرآن جنبه لحد ما ييجي معاد الغسل
و التشديد عليها تعبيرا عن امتنانه ثم قال بنبرة معذبة
هاتي المصحف بتاعه هتلاقيه في الرف التاني من الدولاب
علي مضض تركته يديها فشعر بالجليد يحيط به و كأنه انسحابها عنه سلب دفء جسده فصارت عينيه معلقه بها الي أن جلبت المصحف و جاءت بشال والدته الملقى علي أحد المقاعد و قامت بلفه على خصلات شعرها المسترسله علي ظهرها و التفتت لتجلس بجواره و ما هي إلا لحظات حتى خرج صوتها العذب وهي تقرأ آيات الذكر الحكيم الذي كان له مفعول السحر علي قلبه الذي استكان
يا بابا بقولك اتكلمت معاها وهي رافضه خالص حتي النقاش
هكذا صدح صوت شيرين في الهاتف فأجابها ناجي بسخرية
دا المتوقع منها عشان متعرفش حاجه لكن أنا هثبتلها ان كلامي صح
زفرت بقوة قبل أن تقول بتحذير
صړخ ناجي پغضب
حتى أنت يا شيرين مش مصدقاني ! مش مصدقه ابوكي
تراجعت شيرين وقالت بخفوت
يا بابا كلامك مش معقول بصراحه ازاي طنط أمينة كانت بتحبك و هي من وهي صغيرة كانت مخطوبة لخالي زي ما قالولنا
أمينة كانت بتحبني أنا ولما لقت أن منصور نصيبه اكتر مني عشان ابوه معندوش غير ولدين و بنت و كدا نصيبه هيكون كبير من التركة سابتني و راحت اتجوزته و بعدها انا حبيت امك و اتجوزتها وأمينة كانت ھتموت لما شافتنا سعدا و مبسوطين مع بعض وهي اللي خططت ودبرت لكل إللي حصل عشان تطلعني خاېن و تبعدني عن امك امك اللي طول عمرها ماشيه وراها مغمضه
ببقي ماما لازم تعرف كل دا و لو معاك الأدلة زي ما بتقول يبقي توريهالها
ناجي بحنق
اوريلها ايه وهي رافضه تسمع حتي اسمي !
شيرين بتفكير
سيب الموضوع دا عليا أنا لازم استغل فرصه أن محدش هنا و اخليك تشوفها
حلو اهو أنت كدا بنت ابوكي بصحيح
النهاردة بالليل انا هاخدها و نخرج كأننا رايحين نشتري اي حاجه و هكلمك قبلها اعرفك هنتقابل فين بالظبط
التمعت عينيه بشړ قبل أن يقول
هستناك
أنهت مكالمتها و توجهت للشرفة تستنشق الهواء النقي فإذا بها ترى ريتال التي كانت تلهو في الحديقه و لكن فجأة تسمر جسدها وكأن هناك صاعقة برق ضړبتها حين شاهدت أفعى سوداء من الطفلة ببطء فلم تشعر بنفسها سوى وهي تصرخ بملئ صوتها
ريتاال حاسبي
التفتت ريتال تناظر شيرين التي كان الذعر يجتاحها بقوة دفعتها لأن تهرول الي الأسفل وهي تصيح
دادا نعمه عم عبدو انتوا فين
كان صړاخها يرن في أنحاء القصر وهي تهرول الى الحديقة وفجأة سمعت صوت صرخه قويه كانت لريتال فهوى قلبها ړعبا بين قدميها و صاحت پذعر
ريتاال
شهقة قويه خرجت من
أخيرا وصلوا
إلى ذلك المنزل الكبير الذي اتشح بالسواد فقد كان الحزن يحيط به من كل جانب ينعي فقيده الراحل و الذي رحل و ترك خلفه قلوب تتعذب كان علي رأسهم عبد الحميد الذي لون الحزن ملامحه التي بدت أكبر بكثير من سنوات عمره الخمس و السبعون فتبدل من ذلك الرجل القوي الصارم الذي يهابه الجميع الي اخر احني الۏجع قامته و هدم جبال صلابته فحين وقعت عيني سالم علي مظهره تأثر كثيرا
و شعر بالتعاطف معه
شد حيلك يا حاج عبد الحميد البقاء لله
هكذا تحدث سالم فأجابه عبد الحميد بنبرة حاول أن تكون ثابته
الدوام لله تعبت نفسك يا سالم بيه
سالم بخشونة
ولا تعب ولا حاجه احنا أهل البنات جوا مع الحريم و معاهم الحاجة
متابعة القراءة