رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
رأته ولكن يجب أن تعلم بأن المعجزات تتحقق والمستحيل يخر خاضعا أمام طغيان عشقه الجارف
هدأت ثورة اڼهيارها أخيرا بعد لحظات بفعل حنانه الذي اغدقها به لتقوم أخيرا بالتراجع خطوة إلى الخلف و رفعت رأسها تناظره من خلال ذلك الضوء البسيط الذي ألقاه ضوء القمر على الغرفة فبدا الأمر رومانسيا اي ابعد درجة و خاصة حين قال بنبرة خافته
أجابت دون أن تعي ما تقول
حاسه اني مرتاحه و أنت
أجابها بخشونة و نظرات تحمل التمني واللهفة
حاسس اني عايز اقفل عليك هنا و مخرجكيش أبدا
كان يشير إلى داخل صدره فدغدغت إجابته حواسها و سرت حزمة من المشاعر القوية في أوردتها فاخفضت رأسها تخفي عينيها التي تفضح عشقا فاض به القلب فإذا بيده تمتد أسفل ذقنها ترفع رأسها إليه وهو يقول بخشونة
هنا تنبهت لما يحدث و تحول ثباتها الي ذعر تجلي في نبرتها حين قالت
اه صحيح انت دخلت هنا ازاي و ايه اللي جابك اصلا يعني اقصد جيت ليه اقصد
قاطعها نبرته العاشقة حين قال بصوت قوى
جيت عشانك عشان اقولك متخلقش الي يبكي وانا عايش على وش الدنيا
اخترقت كلماته جميع حواسها حتى خدرتها فقالت بهمس
سالم پغضب نجح في إخماده حتي لا يخيفها
عرفت و حق القلم اللي خدتيه هيرجع عشرة
اړتعبت من حديثه فقالت بلهفة
سالم ارجوك اوعي ټأذي حد عمار معذور أي حد في مكانه كان هيعمل كدا يعني يشوف بنت عمه واقفه مع واحد
قاطعها غاضبا
ليه مقولتيلوش أننا مخطوبين ليه مقولتيش لجدك لما قال اللي قاله
ماهو
انت مكررتش طلبك تاني من وقت اللي حصل فقلت مينفعش افرض عليك وضع ممكن تكون غيرت رأيك فيه
بجمود
ممكن اعديلك اي حاجه الا كذبك عليا بس حظك المرادي انك تعبانه لكن أي كڈب تاني مش هتهاون فيه يا فرح
كرمشت ملامحها بشكل طفولي عرى روحها التي تفتقد إلى الدلال والحنان وقالت بشفاه مزمومة
غزت ابتسامة جميلة ملامحه ولكنه حاول قمعها ليبدو مازال غاضبا منها وقال بخشونة
أنت ادرى و ياريت تبطلى شغل العيال الصغيرة دا لما تقطعي الأكل والشرب محدش هيتعب غيرك
اغتاظت من فظاظته فقالت باندفاع
اتعب ولا اموت بقى انا حرة
قاطعها بلهفة غاضبة
لا
مش حرة و متقوليش كدا تاني
عاندته غاضبة مشتاقه لأي بادرة حنان و حب من جهته فهي مثله ابتليت بكبرياء لعين يمنعها من استجداء عشقه
براحتي علي فكرة مش هتعرفني اقول ايه و مقولش ايه بطل شغل الديكتاتورية دا
قولتلك قبل كدا انا ديكتاتور عجبك أو لا فدا أمر واقع مش هتعرفي تغيريه
أشعلت إجابته فتيل ڠضبها الذي جعلها جسدها ليناطح بقوة كبريائها الذي أبى عليها الخضوع فثار عنفوانها وقالت بتحدي
دا يعينك انك تتحكم فيا و تتقاذف پعنف داخل صدرها فبللت حلقها الذي جف وقالت بأنفاس مقطوعة
يعني مش هتتخلى عني أبد
أجابها بقوة
روحي قصاد روحك
طب قولى هتعمل ايه
أجابها بغموض لم يروي ظمأ تساؤلاتها
الي بيعمل مابيقولش
فرح بتوسل
طب طمني وحياة اغلى حاجه عندك
سالم بصرامة
وحياتك عندي هاخدك لو من بق الاسد
كان هذا أكثر ما يشتهيه قلبها في تلك اللحظة فارتسمت أجمل ابتسامة يمكن أن تهديه لقلب متيم بعشقها
فأخذ يعبئ صدره بأكسجينها الدافئ قبل أن يقول بصوت اجش
ضحكتك دي في الوقت دا بالذات خطړ عليا اكتر من ضړب الڼار الي بره دا
شهقت متفاجئة حين اخترقت أذنيها عدة طلقات ڼارية ولكن جاءت يداه لتكمم فاهها وهو يقول آمرا
من هنا لحد ما ترجعوا البلد مش عايز لسانك يخاطب اي حد و اظن أنت فهماني كويس
اغتاظت من أوامره فقالت مندفعة
مابحبش الأوامر بتاعتك دي و لو كانت دي طريقتك في الحوار معايا فأنا بعترض
كانت يعطيها ظهره متوجها النافذة وهو يعبث بهاتفه و الټفت يناظرها قائلا بفظاظة
أجلى اعتراضك لما اشوفك المرة الجاية
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
اشمعني المرة الجاية
ارتسم العبث بنظراته التي شملتها بطريقة بعثت الرجفة الي أوصالها و خاصة حين قال بوقاحة
عشان هتكوني مراتي و وقتها هعرف اكسر دماغك الناشفة دي او ألينها بطريقتي
قال جملته الأخيرة بعد أن أرسل إليها غمزة عابثة اخترقت أعماق قلبها و أشعلت بجوفها زوبعة من المشاعر العاتية التي لا يخمدها سوى قربه
كانت النيران مشټعلة في الحظائر الفارغة بعد أن قام أحدهم ب إفراغها من الخيل الذي ما أن رآى النيران المندلعة حتى انتابه الذعر و هرول إلي الخارج معلنا حالة من الهرج و
متابعة القراءة