رواية بين غياب الأقدار

موقع أيام نيوز

نفسك يوما  
و ذلك الذي يتحمل رماديتك و مزاجك السيء بقلب رحب وأيضا هذا الذي يستمر ب إخبارك بأنك الأروع في هذا العالم  
وعلى رأسهم هذا الذي يغفر جميع ذلاتك غضبك قسوتك إزعاجك و تذمرك الدائم يوقن بأن كل تلك الأشياء عابرة بعيده عن طبيعتك و يدرك بأنه لا يوجد شخص كامل في هذه الحياة كلما رأيت نفسك بعينيه تقع بعشقها بإستطاعته تبديد غيومك السوداء وإعادة الصفاء إلى سماءك من جديد لتبدو مشرقة  
نورهان العشري 
انتهى الطبيب من فحصه لها تحت أنظار غلفها القلق ولكنه كعادته كان صامتا إلى أن تحدث الطبيب بعملية 
القولون عندها متهيج جدا 
سالم بخشونة 
و دا من إيه 
قولون عصبي من الواضح أن مدام فرح عصبية جدا و دا غلط الموضوع مش خطېر بس متعب أنا هكتب لها على شوية أدوية و ياريت كمان تحافظ من لخبطة الأكل لحد ما الدنيا تهدى معاها و الف سلامه عليها 
انكمشت ملامحه پغضب أرسلته عينيه إليها ثم تحدث بإقتضاب 
شكرا يا دكتور 
اومأ الطبيب قبل أن يرافقه سالم للخارج فوجد الجميع بانتظاره فوجه حديثه إلى شقيقه 
وصل
الدكتور يا سليم 
أطاعه سليم بصمت وحين غادر مع الطبيب تحدثت أمينة بلهفه 
طمني يا سالم 
أجابها بإقتضاب
تعب عادي يا حاجة متشغليش بالك لو سمحتي خلي حد يطلعلنا العشا هنا 
خابت آمالها و تمتمت بخفوت 
حاضر  
لم يضيف شيئا إنما توجه للداخل مغلقا الباب خلفه فقابلته بسيل الأسئلة التي تضج بعقلها كالذباب منذ أن ألقى بقنبلته
في وجهها ثم قاطعهم قدوم الطبيب الذي انتظرت أن يمر لقاءه بسرعه حتى
تفهم ماذا حدث
ممكن تفهمني بقي إيه القنبلة اللي رمتها في وشي دي 
تجاهل سؤالها وقال بحنق 
أنت هتهتمي بصحتك امتى 
لم تهتم لكلماته و قام بفتحه و العبث به لثوان قبل أن
يضعه أمامها لتجد فيديو مسجل لمروان الذي يقهقه بمرح مع رجل لا تعرفه ثم قال بجدية 
كدا يبقي اتفقنا نقرا الفاتحة بقى 
ثم قام مروان بمد يديه ليصافح الرجل الذي لم ترتح لها نفسها و بعدها أخذ منه شيئا لم يكن واضحا و من ثم انتهى الفيديو فنظرت إلى سالم پصدمة انبثقت على هيئة حروف تتوسل له أن ېكذب ما رأته 
ماتقوليش أن الراجل دا هو ناجي 
اومأ بخيبة أمل لخصها في كلمة مختصرة 
هو 
و كأن الكلمة كانت سيفا شق قلبها لنصفين فقد إنهار العالم من حولها فكيف لذلك الشخص النقي المرح الذي ينجح دائما في رسم البهجة على وشوشهم أن يكن كاذبا مخادعا و الأصعب من ذلك خائڼا ! هل يوجد أشخاص ماهرين في الخداع لهذة الدرجة 
التقمت عينيها جموده الظاهري و رق قلبها كثيرا لمظهره فهذه هي حالتها فكيف هو حاله 
دون أي مقدمات قامت بإحتوائه ليستقر برأسه بين جنبات صدرها فقد شعرت بحاجته إلى ذلك كثيرا و قد صح ظنها فقد وجدته يرتمي بأوجاعه دفعة واحدة بين طيات حنانها الذي يحتاجه بقوة فتألم قلبها لهذا الجبل الذي يحمل أكثر بكثير من طاقة البشر ! 
انشق قلبها لنصفين ل عبراته التي هطلت بصمت تحكي مقدار الألم الهائل الذي يحجبه عن الجميع بينما يقف أمامهم شامخا لا يتأثر ولكن داخله ېحترق بصمت  
مرت قرابة الربع
ساعة قبل أن 
اومال ليه بتعملي كده 
جهرت 
عشان أنا فعلا مش كدا يعني لو مكنش اللي حصل دا حصل كنت هتحكيلي على موضوع مروان 
لأول مرة يتوارى خلف صمته أمام عينيها فصاحت بتذمر
شوفت بقي عرفت إيه مزعلني  
عرفت
أجابها بإختصار فتدللت كفوفها تحوى وجهه و أرسلت عينيها سهام عاشقه مستقرها قلبه وهي تقول بخفوت 
محدش هيحبك في الدنيا قدي ولو فاكر إنك بتبعدني عن المشاكل تبقى بتظلمني و بتظلم نفسك عشان مفيش حاجه هتهون عليك غيري 
لم يعتد على وصف شعوره بالكلمات و خاصة إن كان ما يجول بصدره عميق إلى تلك الدرجة فقد التف ضماد حروفها حول جدران قلبه المتهالكة فتخدرت اوجاعه للحد 
مازحته قائله بثقة 
ياريت تبطل مقاومة بقى عشان أنا اللي هنتصر في الآخر 
اتسعت ابتسامته وهو يستكين معترفا
أنت انتصرتي أصلا 
ابتسمت بحب قبل أن تتحدث باهتمام 
تعالى عشان تغير
هدومك و تتعشى تقريبا من أول جوازنا متعشناش مرة لوحدنا أنا حقيقي ممتنة لقولوني اللي اداني الفرصة العظيمة دي
شقت ضحكاته طريقها من أعماق الۏجع الساكن بصدره إثر مزاحها و قال يشاكسها
فكريني أشكره بنفسي بعد و جو رومانسي أعملي حسابك عايز كل يوم من دا 
لونت السعادة ملامحها حين أجابته 
أنا عن نفسي مستعده بس هينفع نتعشى كل يوم لوحدنا 
اقترب ملتقطا زيتونه من الأطباق أمامه وهو يقول بإختصار
ينفع 
إزاي طب الحاجه مش هتزعل
لون المكر عينيه وهو يقول
لما الحاجة تلاقي مرات ابنها كل يوم مجهزاله عشا حلو زيها كدا اكيد هتفرح 
فرح بتخابث
اه قول كدا يعني عايزني كل 
جذبها لتجلس بقربه و أخذا يتناولان العشاء سويا وسط دلالها و مزاحها الذي راق له كثيرا و ما انتهوا حتى توجهت انظارها إليه
تم نسخ الرابط