رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
كان يجلس بوجوم يتابع أعماله حين دخلت والدته الي داخل الغرفه مهروله وهي تقول بفزع
الحفني يا سالم حلا خرجت من الصبح و لسه مرجعتش لغايه دلوقتي و تليفونها مقفول
هب من مكانه بينظر الي ساعته فوجدها تشير الي التاسعه اي مر علي غيابها اثني عشر ساعات فقال پغضب
بقالها اتناشر ساعه غايبه ولسه فاكرة تيجي تقوليلي يا ماما
الو
المتصل علي الطرف الآخر
سالم الوزان معايا
سالم باختصار
ايوا انا مين
الرجل عل الطرف الآخر
جن جنونه حين سمع حديث الرجل و قال صارخا
انت مين يا جدع انت وبتقول ايه
اني عبد الحميد رضا عمران اظن عرفت اني مين عاد
يتبع
السادس بين غياهب الأقدار
نورهان العشري
كانت تخطو الى داخل المشفى بأقدام هلاميه تشعر بالرهبة والفزع فها هي اليوم تذهب للطبيب لتحديد موعد الفحوصات التي ستحدد حالتها و التي كانت تشعر بأنها ليست بتلك البساطة التي يتحدثون عنها توقفت أمام غرفه الطبيب و أخذت نفسا قويا و أخرجته ببطئ قبل أن تتمتم بخفوت
امتدت يد فرح الحانيه تربت بخفه علي كتفها وهي تقول مطمئنه
أن شاء الله خير متقلقيش
و تابع ياسين يحفزها
اجمدي كدا مفيش حاجه تخوف و بعدين كلنا جمبك متقلقيش
اومأت برأسها واهدته ابتسامه ممتنه فقام بالطرق عدة طرقات علي باب الغرفة الذي قام بفتحه حين سمع صوت الطبيب يأمرهم بالدخول و لكن سرعان ما تجمد الثلاثة بارضهم حين شاهدا ذلك الذي يجلس علي المقعد أمام الطبيب و الذي لم يكن سوي سليم الوزان
هكذا تحدثت جنة التي لم تتوقع بخيالها أن تراه تحديدا هنا و صاحت فرح من خلفها حين رأته
انت بتعمل ايه هنا
لم يتفوه ياسين بحرف فقد بدأ يلاحظ كم يعشق ابنة عمه و لكنه لم يتواني عن جعله يتذوق الأمرين حتي يظفر بها
بتعمل ايه هنا يا سليم
لم يبد عليه التأثر بصدمتهم أو بحديثهم و علي عكس طبيعته كان هادئا حين قال
داخليا كانت الفراشات تطير بمعدتها من فرط السعادة لاهتمامه بما يخصها و خاصة هذا الأمر ولكنها خارجيا تظاهرت بالڠضب الذي تجلي في نبرتها حين قالت
انت بتستهبل صح
لم يجيبها إنما احتدت عينيه قليلا فتدخل الطبيب قائلا
تعالي يا جنة اتفضلي اقعدي
جنة بعناد
مش هقعد طول
ماهو موجود هنا
يبقي هتفضلي واقفه طول النهار
كان الثلاثة يشاهدون لعبة القط والفأر التي تحدث بينهم و التي قرر الطبيب أخيرا فضها حين قال
لو سمحت يا سليم بيه اتفضل بره و ياريت تاخد دكتور ياسين معاك و فرح كمان انا عايز جنة لوحدها
حين أوشك سليم علي الرفض تحدثت فرح بتوسل
سليم احنا مش هنفضل طول النهار نتخانق ممكن تطلع بقي
أخيرا وافق علي مضض فتوجه الي الخارج برفقه ياسين الذي قال پغضب
متزودهاش يا سليم عشان متضطرنيش اقف قدامك
اغتاظ سليم و قال بحدة
بلاش ټهديد عشان انت عارف كويس أنه مش هياكل معايا
ياسين بصرامه
و أنا مبهددش انا
معنديش مانع انك بتحبها و
عايز تتجوزها بس لو هي رفضاك انا هقفلك و همنعك
انت بتقول ايه و عبد الحميد مين
فطن الي الاسم و هو يرى ياسين الذي امتقع وجهه و قال بلاوعي
شهقات متتاليه خرجت من جوف كلا من فرح و جنة التي شعرت بأن أقدامها تتلاشي من فرط الصدمة وهي ترى ملامح سليم الذي كان يناظرها بنظرات جحيميه فعلا وجيب قلبها من فرط الذعر وجاء صوت سالم الآمر
دقيقه وتكون عندي
من البداية كنت أعلم بأن طرقنا ستفترق ولكن لم أكن أتوقع بأن تكون النهايه هكذا تخيلتها وردية بقدر عشقي لك ولكن بدا أنها ستكون مأساوية كحياتي قبل لقائي بك
لا تعلم كيف وصلوا الي المزرعه فقد كان كلا من ياسين و سليم يأكلان الطريق حتي بدت السيارة و كأنها وحشا يأكل الطريق كما يأكل الذنب أحشاءها من الداخل فهي تعلم بأن كل هذا حدث بسبب شقيقتها التي كانت ترتجف بجانبها فقد كان هلاكها يلوح بالأفق فذلك الرجل الذي قبل بأن يخسر ولده لأجل حفنه من التراب ماذا سيفعل بمن خسړت شرفها بتلك الطريقة
ترجل الجميع من السيارة و تفاجئوا بكل هؤلاء الرجال المسلحين الذين يقفون بالخارج فبدأ الأمر وكأنه جيشا يتأهب للدخول الي معركه داميه !
لم يعلق أحد و توجهوا الي المنزل فوجدوا الجميع منعقدون حول أمينة التي كانت ترتجف من فرط الړعب و دقات قلبها تعلو و تهبط فجلست سما تحت اقدامها تحاول عمل تدليك لدورتها الدمويه و في الجهه الأخرى فعلت مروة مثلها أما همت فقد كانت تجلس بوجوم بجانب شيرين التي ما أن وقعت عينيها عليهم حتي هبت من مقعدها
متابعة القراءة