رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
بالظبط زي رأسها من غباءه فصاح بها
بنفاذ صبر
أومال إيه يخربيتك زهقتيني
تصدق أنا غلطانه خليه ينفخك
ينفخ مين يا بنتي دانا حبيبه
انهي جملته ملتفتا إلى سالم وهو يقول بتخابث
الااه أومال ايه يا كبير الحلاوة دي ضړب ڼار إيه بقي و حاډثة إيه دانت وشك مورد و زي القمر دانا عيني عليك باردة !
صدح صوت خلفهم بمزاح
الټفت جميعهم إلى طارق الذي كان يرسل نظرات متشفيه إلى مروان قابلها الأخير بحنق فتجاهلهما سليم و قام بالتوجه إلى شقيقه يعانقه محاولا ألا يضغط على جرحه و قد تجلى قلقه في لهجته حين قال
حمد لله عالسلامه عامل إيه دلوقتي
ربت سالم على كتفه وهو يقول بخشونة
و فعل طارق بالمثل فقام بمعانقة سالم وعن يقول
سلامتك يا باشا
الله يسلمك يا طارق شكرا
ألف سلامه عليك
هكذا تحدثت جنة بخفوت دون أن أومأ لها بإبتسامة هادئة فهب مروان يمازحه قائلا
طب والله وشه ولا وش البدر اللي يشوفه يقول طالع من جلسه ساونا بقي دا منظر واحد مضړوب پالنار يا جدعان
ما تبس بقى يا ابني محدش جايبة ورا غير نبرك دا
تحدث سالم بوعيد
تصدق عندك حق الواد دا آخر مرة قالي الكلمتين دول امبارح الصبح وبعدها حصل اللي حصل
تراجع مروان للخلف وهو يقول پخوف
إيه يا كبير أنت هتسبهم يسخنوك عليا ولا إيه دانا مروان حبيبك كاتم أسرارك
و هكذا أخذ الجميع يتبادل الأحاديث التي كانت تارة جادة و تارة مرحة إلى أن جاء صوت رسالة نصية إلى سالم الذي أشار لفرح بأن تأتي بهاتفه الموضوع على الطاولة و قام بفتحها فكان محتواها
لاح شبح إبتسامة ساخرة على ملامح سالم و لم يعلق بل اكتفى بغلق الهاتف والانخراط معهم في الحديث
بعد مرور يومين صرح الأطباء لسالم بالمغادرة نظرا لإصراره على ذلك فقد تأخر كثيرا علة ما ينتظره في الخارج و قد كانت فرح غير راضية عن ما يحدث و خاصة عندما صمم بأن يبقى بالقاهرة ليباشر ما جاء لأجله فقد مر اليومين الماضيين بصعوبة على الجميع فقد كان لزاما عليهم الرجوع كل يوم إلى المنزل حتى لا يشك أحد بما حدث فقد كانوا يحرصون على ألا تعرف أمينة ما حدث خوفا عليها
هنا
هكذا تحدث سليم فأجابه سالم مؤكدا
مينفعش أرجع من غير ما أحل موضوع عدى يا سليم
طب و ضړب الڼار اللي حصل
ليه مقولتش أنك شاكك في الكلب ناجي
كانت الأفكار تطن بعقله كالذباب ولكنه اختصر حديثه قائلا
ناجي غلط لما جه عندنا و هو حس بكدا و عرف أن أنا كاشفه
إزاي
لسه معرفتش إيه اللي وراه بالظبط بس اللي خلاه يتجرأ و ييجي لحد بيتنا برجليه بعد خمستاشر سنة يبقي مسنود على حاجه تقيلة أوي وأنا لازم أعرفها
سليم بعدم فهم
و دا إيه علاقته تفتكر مش هو اللي عملها
سالم مؤكدا
هو أو حد تبعه دي محاولة عشان يشتتنا و يلهينا و بس الأكيد أنه بيخطط لحاجه كبيرة و عشان كدا مش لازم عنينا تغفل ثانية
أطلق سليم بعض السباب من فمه وهو يتوعد لذلك الرجل فربت سالم على كتفه بقوة وهو يقول مشددا على كلماته
البيت باللي فيه في أمانتك
أنا مش عارف القذر دا ناوي على إيه محدش يدخل أو يخرج لوحده
سليم بطمأنة
متشغلش بالك خلي بالك من نفسك و خليك في اللي أنت فيه
تحمحم بخشونة قبل أن يقول بلهجة جامدة
فرح بلاش حد يضايقها أو يحاول يضغط عليها لحد ما أرجع
تفهم سليم حديث أخاه و ما يحمله لذا أومأ دون حديث وانصرف بينما دق جرس الهاتف معلنا عن اتصال فقام سالم بالإجابة ليصدح صوت صفوت قائلا حديثه دفعه واحدة
سالم اللي ضړب عليك
ڼار ناس من الهلالية
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
عرفت منين
العيال اللي ضربوا عليك ڼار العربية انقلبت بيهم و ماتوا كلهم ما عدا السواق كان في العناية المركزة و لما فاق أعترف
سالم بإستفهام
وليه يعملوا كدا
صفوت بحنق
عشان متخيلين أن بما أنكوا رجعتوا تعيشوا في البلد تاني يبقي حد هيترشح للإنتخابات و طبعا الحد دا أكيد أنت فبيعملوا قرصة ودن عشان متنزلش قدامهم
أطلق زفرة حادة من جوفه قبل أن يقول بفظاظة
و المطلوب
صفوت بحدة
تترشح في الإنتخابات يا سالم و دا أمر مفيش مفر منه
بمكان آخر في أقصى الصحراء ترجل أحدهم من أحدى السيارات الباهظة متوجها إلى
متابعة القراءة