رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
أضلعه لم تختبره طوال حياتها حنان جعلها كالمدمن الذي يريد جميع جرعات مخډره دفعة واحدة حتى تغمره نشوة الحب و يغرق في بحور
السعادة التي لم تختبرها مسبقا مايزال هناك الكثير من الألم و الندوب تحتاج إلى بلسم قربه ل يرممها و ايضا تلك الندبة الكبيرة التي شوهت قلبها ذات يوم كان قربه الدواء الفعال لزوال أثرها
زفرة قوية خرجت من جوفها مصحوبة بتيارات ندم جارفة على كل لحظة استسلمت لخۏفها الذي أبعدها عنه ولكن شئ ما بداخلها ذكرها بكلمته التي كانت كالبلسم على روحها الملتاعه
جملة كانت أكثر من كافية لجعلها تهدأ لثوان و كأنها مخدرا قويا سري في أوردتها مما جعلها تغمض عينيها متنهدة براحه و داخلها يردد
يا الله لا تختبر قلبي بخسارته فإنه علي روحي عزيز
مازالت مغمضة عينيها حين ردد قلبها بتوسل
أرجوك يا سالم متتخلاش عني
أخرجها من بحر هواجسها وتخبطاتها طرقة قويه علي باب الغرفة جعلتها تهب من مكانها و خاصة حين وجدت جدها يطل من الباب بهيبته التي لطالما بعثت الرهبة ألي أوصالها إضافة إلى نظراته التي
كت عارفه أن ابن الوزان چاي يطلب يدك النهاردة
هبت فرح من مكانها لدى سماعها كلمات جدها التي كان وقعها كالقنبلة التي دوي
طنينها بقلبها فأشعرتها لأول مرة بأنها بكماء لا قدرة لها على الحديث الذي تولته جنة حين تدخلت قائلة
حضرتك تقصد مين يا جدي انا ولا فرح
لو تقصدني أنا ف لا مكنتش اعرف
عينيها لم تكن مهتزة ك لهجتها فشعر بصدقها و لكنه تجاهله حين قال بفظاظة
أكده يبجي اطلع ابلغهم رفضك
خرج الحديث من أعماق قلبها الذي اړتعب من فقده
بس انا موافقه
يبجي كتي عارفه و جاي يتقدملي النهاردة لكن كنت متأكدة انه هيعمل كدا في وقت من الأوقات
كلمة واحدة خرجت من جوفه الغاضب
بينك وبينه آية
بشجاعة اجابته
تقصد اللي في القلب ولا تقصد اللى براه
تحرك خطوة تجاهها اهتزت لها داخليا و خاصة حين قال بصوت مرعب
انا مشوفتش منه غير كل حاجه كويسه حمانا في أكثر لحظات ضعفنا مسمحش لحد يتحكم فينا أو يبهدلنا حاول علي قد ما يقدر أنه يصلح خطأ مكنش له ذنب فيه كل الي بينا و اللي شوفته منه أنه راجل يعتمد عليه دا لو بتسأل ع الظاهر و اللي حصل أما اللي جوايا له فأنا اتمنى فعلا اني اكون مراته والوحيد اللي هوافق انى اتجوزه
كلماتها لامست شيئا داخل قلبه تجاهله وهو يقول بنبرة قويه
اللي عتجوليه دا صوح و اني موافج عليه بس انى مختارلك زينة الشباب اللي مهتشوفيش في شهامته واصل
تحدثت معاندة
بس أنا اخترت سالم
زمجر معترضا
يفرج ايه ده عن ولد عمك
هنا انفتح باب الغرفة و أطل منه عمار بهيئته الضخمة و ملامحه الواجمة يتوجها عينين قاتمة لم تفلح في إرهابها بل علي العكس عززت من شجاعتها حين قالت
القلب وما يريد يا جدي و أنا قلبي اختار سالم الوزان و مش عايزة راجل غيره
كانت جملتها علي كرامته تشبه صڤعته علي وجنتها ذلك اليوم فهي تفضل آخر عليه حتى لو لم يكن يحمل لها عشق خاص ولكن رجل مثله يأبي كبرياءه المقارنة بشخص آخر ناهيك عن خسارته النكراء أمام غريمه ولكنه ابتلع جمراته الحاړقة و أردف بسخرية
من مېتا و احنا بناخدو رأي الحريم يا جدي في الأمور الي زي دي
زفر عبد الحميد پغضب فالأمور خرجت عن سيطرته ولكنه لم يحسب حساب لفرح التي أرادت سكب النيران فوق بركاته الثائر لذا
قالت بشجاعة
لو كانت الأرض هي اللي منعاك توافق على جوازي من سالم يا جدي فأنا متنازله عنها
برقت عيني عمار فقد كان يعلم بتحديها له و برغبتها في أغضابه فهي تضحي بالغالى و النفيس لأجل ذلك السالم وما أن أوشك على الحديث حتى جاءه صوت عبد الحميد الصارم
اجفلي خشمك يا فرح ارض ايه الي هتتكلمي عنيها! اني عايز موصلحتك أنت و خيتك
في خضم نزالها مع عمار شعرت بأن كلماتها أذت جدها فاقتربت منه قائلة بصوت رقيق متوسل
أنا أسفة يا جدي مقصدتش بس
قاطعها غاضبا
مفيش بس الحديت خلوص خلاص
الټفت ينتوي المغادرة فاستوقفته كلماتها المتوسلة حين قالت
ورحمة ابويا يا جدي ما تظلمني
تجمد بمكانه
إثر رجاءها الغير متوقع و الټفت يناظرها بعينين لم تستطيع رد توسلها أبدا فلاح بهما الحنان لوهلة قبل أن يقول بصرامة
ورايا يا عمار
عودة الوقت الحالي
لحظة توقف الزمن حوله فقد كان يتوقع خوض حربا ضارية أمام ذلك العجوز الداهية
متابعة القراءة