رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
بعينيه الي فرح التي اړتعبت من حديث ياسين و اكتمل ذعرها حين الټفت سالم يناظرها بعينين شابهم بعض التوسل الذي تنافي مع لهجته حين قال بهسيس
أنت ايه رأيك في الكلام دا
أن كانت كلا الطرق تقود الي المۏت فلن تفرق الكيفيه فالهلاك هو النهايه الحتميه والهلاك هو افتراقها عنه ولكنها اختارت أقل الطرق ضررا فبللت شفتيها الجافه قبل أن تقول بنبرة حاولت أن تبدو ثابته
استقرت كلمتها في
منتصف صدره الذي لم يستطيع أن يستوعب رفضها العلني له فها ما كان يخشاه منذ البدايه أن تخذله فرحيلها من هنا يعني رفضا له و لمشاعره التي عراها منذ لحظات أمامها فقد أعلن تمسكه الضاري بها و الآن تأتي لتدعس علي كبرياء قلبه بتلك الطريقه
أظن كدا يا سالم بيه مش محتاجين لا تجادل و لا نتكلم كتير و دا كمان الصح والي لازم يحصل فرح وجنة ليهم أهل وناس
إلي ياسين قائلا بفظاظة
عندك حق ليهم اهل و اهلهم اولى بيهم
يعني ايه الكلام دا
هكذا اخترقت جملة سليم آذانهم فأجابه سالم بلامبالاة
البنات هيروحوا مع ابن عمهم
استنكر سليم حديث أخاه فقال بانفعال
تفاجئ من جنة التي جاءت من خلفه منضمه لشقيقتها وهي تقول بجفاء
لا مش هنقعد هنمشي
صدم سليم من جفائها فأوشك علي الحديث ليقاطعه سالم قائلا بصرامة
عرف الحاجه عشان تخلي الخدم يساعدوهم مش عايزين نأخرهم اكتر من كدا
اعلن تصريحه الصارم و المؤلم تزامنا مع علو صفير سيارة الشرطه فتوجه الي البوابه لملاقاتهم فهرول سليم خلفه قائلا پغضب
لم يستطع السيطرة علي نفسه أكثر فقال بصوت جهوري غاضب
هي عايزة تمشي! هي اختارت انها تمشي! و كل واحد يتحمل نتيجه اختياره
أتمت جنة حزم امتعتها و رغما عنها سقطت عبراتها مع إغلاقها لآخر حقيبه تحمل متعلقاتها و التفتت تنظر إلي أمينة الباكية بصمت فاقتربت منها جنة تجلس علي ركبتيها تمد يديها تحتضن كفوف امينه بحنان تجلي في نبرتها المهتزة بفعل البكاء
امتدت يد امينه تربت بخفة علي وجنتها وهي تقول بشفاة مرتجفه و عينين باكيه
مقدرش ازعل منك
جنة بلهفه
والله هجيلك و اجبلك محمود علي طول مش هخليه يوحشك أبدا المكان اصلا مش بعيد من هنا ياسين الي قال و قالي
في أي وقت لو عايزة تيجي هجيبك
صمتت لثوان و تابعت پألم
سامحيني ارجوك انا ماليش عين اقولهم لا
أنت ست البنات و تعملي كل الي أنت عيزاه اوعي تفكري غير كدا وقتها هزعل منك بجد أنت و محمود عندي مكانه واحده و بحبكوا زي بعض و لو في اي وقت حد ضايقك بحرف اعرفي أن بيتك موجود
احتضنتها جنة بقوة و انهمرت العبرات تكلل هذا اللقاء الحار الذي تتخلله شتي أن انواع المشاعر التي كان أولها الألم و آخرها الندم
في الأسفل كان سالم يجلس خلف كرسيه بعد أن ترك الشرطه في الخارج تعاين مكان الچريمه و قد تملك الڠضب كل ذرة من كيانه ولكنه كان ڠضب مطعم پألم مرير لا يحتمله جسده الذي لأول مرة يخونه فشعر بأن قدميه غير قادره علي حمله فلجأ لغرفته حتي تحتضن ضعفه النفيس الذي لم يظهره لأحد قط و لن يفعل ذلك أبدا فقد اعتاد الشموخ طوال حياته تليق به العزة و كأنه جزء لا ينفصل عنه و التي أبت عليه أن تسقط تلك الدمعه
الخائڼه التي كانت تلسع جفنيه تتوسل الفرار حتي علها تزيح أحمال أرهقت جسده الضخم و لكنه أبى أن يظهر ألمه حتي لجدران بكماء يخشي أن تذكره لاحقا بهزيمته النكراء أمام امرأة حملت بيديها مفتاح قلبه و وسام هزيمته
سالم
كان هذا صوت مروان الذي دلف الي داخل الغرفة ليصطدم بهيئه سالم التي كانت تبدو مبعثرة فلم ينتبه لطرق الباب و لا حتي لاحظ دخوله الي الغرفه فشعر بالحزن علي ذلك الجدار الذي لطالما كان هو الحامي لهم و الآن نال منه التعب فقد أراد لأول مرة بحياته أن يتكأ علي كتف أحدهم أن يكون ضالا لا هاديا
تعالي يا مروان
هكذا تحدث سالم الذي تحدث بعد أن لملم جأشه بصعوبه جعلت من ملامحه قاسيه عدائيه ففكر مروان لثوان قبل أن يقذف ما بجوفه من أشياء قد تعيد اشتعال براكينه مرة ثانيه فجاء صوت سالم المحذر حين قال
هات الي عندك يا مروان من غير ما
تفكر
زفر بقوة قبل أن يتقدم الي الداخل و ما أن أوشك بالحديث حتي وجد سليم يدخل الي الغرفة و ملامحه لا تقل عن ملامح أخيه بشئ بل
متابعة القراءة