رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
قربها منه بهذا الشكل فتابع عبثه حين قال بخفوت
مبعرفش اتكلم مع حد غير وانا عيني في عينه بصيلي
زفرت پغضب كان ستارا يحجب ضعفها أمامه والذي بدأ يسري كالمخدر في أوصالها ولكنها حاولت التحلي بالشجاعة و النظر إليه قائلة
ممكن تسبني لو سمحت
اسكتتها كلماته التي لم تكن تتوقعها أبدا
انا أسف حقك عليا
لم تكن يوما ضعيفه بل كانت قويه بنكهه غاضبة لطالما كان طريق الغفران شائكا لهذا لم تكن تتبعه ولكن الآن اختلف كل شئ متحشرجة خاطبها
اوعدك اللي حصل دا مش هيتكرر تاني و عمرى ما هقرب منك تاني غير برضاك
لسه زعلانه مني
لم تجد بداخلها أي قدرة علي الحديث فهزت رأسها نفيا فلم تروي ظمأ شوقه إليها فقال بنبرة شغوفة
عينيك بتقول انك لسه زعلانه وانا مقدرش علي زعلهم
ممكن اصالحهم
كان استفهاما يضعها في مأزق ټنفجر من فرط ضغطه عليها فشعرت ب أنها على شفير الهلاك بين ذراعيه حتي أنها استندت بكامل ثقلها فوقه و كان هذا أكثر من محبب إليه ولكن هدوئها جعله يدرك بأنه على
أنت كويسه
انت مچنون
معلش الحرمان وحش !
أفلتت من بين براثنه و قالت بارتباك
حر حرمان ايه
طافت عينيه عليها بنظرة ذات مغزى شملتها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها قبل أن يقول ساخرا
لم تكد تجيبه حتي سمعت طرقا علي الباب الذي أطلت منه تهاني بعدما قامت حلا بالسماح للطارق بالدخول
تجمعت العائلة لأول مرة منذ وقت طويل علي طاولة الغذاء و قد كان جمعا مختلفا خاصة علي قلبه فقد قامت حبيبته بالإشراف علي كل شئ يدور بالمنزل حتي انواع الطعام المعد علي الغداء و قد كانت تدور بكافة أرجاء المنزل أمام أعينه كالفراشة التي تشتهي ألسنة اللهب اختطافها و الاحتراق معها بعيد عن الأعين ولكن للأسف محتم عليه الإنتظار حتي ينتهي من أعماله
هكذا تحدثت أمينة وهي تنظر إلي فرح التي تورد خديها خجلا لإطراء امينة عليها أمام العائلة بأكملها
بالف هنا يا ماما انا معملتش غير حاجات بسيطة و داده نعمه هي اللي كملت
كفايه وقفتك فكرتيني بنفسي وانا قدك كده كنت أقف اشرف علي كل حاجه بنفسي و كان عمك الحاج الله يرحمه يقولي الأكل له طعم تاني يا أمينة
طبعا كان بيشتغلك يا مرات عمي هو لما تقفي عالاكل وهو بيتعمل طعمه هيتغير يعني ! انا لو من داده نعمه اسيبلكوا البيت و امشي ايه الظلم دا
ناظرته أمينة شذرا وقالت بتقريع
ليه فاكره نصاب زيك وبعدين النفس الحلو بيبان لو
حتي قليت بيضة و فرح نفسها ما شاء الله عليه
أجابها مروان بمزاحه المعهود
و مين يشهد للعروسه الله يباركلك
يا فرح تناوليني ورك فرخه من اللي قدامك دا
ناظره سالم بوعيد تجلي في نبرته حين قال
بص في طبقك يا مروان احسنلك
عانده بسخط
معلش يا بوص اصله شكله مغري بصراحة ولا انت بيتعملك حاجات اسبيشيال
كان محقا فهي قامت بتحضير تلك الأكله حين علمت بأنه يحبها وقد أخبرتها والدته بذلك فڠضب من مروان لإصراره علي تذوقها فقال بتحذير
اه بيتعملي حاجات اسبيشيال عندك اعتراض
مروان بسخط
لا انا اكيد معنديش انا يهمني صحتك مانت الكبير بردو
انهي جملته و اقترب من أذن أمينة قائلا بخفوت
الحقي يا مرات عمي دا شكله هيحب اكل
فرح اكتر من أكلك
أمينة بنفي
لا طبعا بتقول ايه يا واد انت دا عمره ما يستطعم اكل حد غير اكلي
مروان بإصرار
ازاي إذا كنت أنت نفسك عماله تشكريله في أكلها بصي أنت مش عاجباني يامرات عمي و هتعرينا وسط الحموات لينا قاعدة بعد الغدا
وصل حديثه الي مسامع سليم الذي كان يجلس علي مقربه منه فنظر الي أخيه قائلا بخفوت
بيسلط امك عليك
انكمشت ملامح سالم پغضب وصاح بلهجة فظة
لو سمعت صوتك تاني هخليك تقوم تاكل في المطبخ
ليه يعني هو انا عملت ايه بلاش اكلم مرات عمي اللي زي امي ولا عشان انا لوحدي هنا هتدهوسوا عليا عاجبك يا مرات عمي
تأثرت أمينة لحديثه فنظرت إلي سالم قائلة
لا طبعا مش عاجبني ايه يا سالم الواد بيتكلم معايا متجيش عليه كدا هو احنا عندنا كام مروان يعني
أجابها سليم بسخط
واحد و الحمد لله و إلا كان زمان الواحد ماټ مجلوط
أشار مروان علي جنة التي كانت تجلس بجانب سليم في مواجهته فاقتربت لتسمع
متابعة القراءة