رواية بين غياب الأقدار

موقع أيام نيوز

كانت فريدة من نوعها وكل هذا لم يفت علي أمينة التي قالت بلهفة 
تعالي يا فرح خليك هنا مع سالم عشان عايزك في موضوع  
تقدمت من سالم وهي تقول بتنبيه 
بارك لمراتك و خليك فاكر أننا مش عايزين حد يعرف دلوقتي لحد ما تدب فيه الروح و يشيل نفسه شويه مش ناقصين قر وحسد 
برقت عيني فرح حين سمعت كلماتها و قد فطنت بأن أمينة قد
أخبرته وهي من كانت ټموت شوقا لاخباره و رؤيه ملامحه وهي تزف له هذا الخبر السعيد ولكن سبقتها أمينة 
تعالي هنا 
هكذا امرها فظنت أنه غاضب منها فتقدمت بخط وئيدة وهي
تقول بتبرير
علي فكرة أنا كنت ھموت و اقولك وماما أمينة هي اللي مرديتش 
لم تكد تنهي جملتها حتي امتدت يديه تحتويها بقوة بين جنبات صدره بينما كان ينثر عشقه على خاصتها بشغف و عشق فاض بهم قلبه الذي كان يتراقص من فرط السعادة التي يشعر بها فقد تحققت أمنيته في هذه الحياة على يديها 
أخذ يقربها منه أكثر و يبثها عشقه الضاري ببذخ حتى أنها لم تملك القدرة على مجاراته فتركت نفسها له يقودها كيفما يشاء بينما هي تترنح معه من فرط الهوى فنبيذ عشقه كان مسكرا يغيب العقول ويأسر القلوب وقد وقعت أسيرة له و قد كان هذا أجمل ما حدث لها في هذه الحياة 
حررها من سطوته ولكنه لم يفلتها يداه بل ظلت أسيرتع بينما أسند جبهته على خاصتها و أنفاسه المشټعلة ټحرق الهواء من حولها حتى توردت وجنتيها بفعل قربه و خرجت كلماته الرائعة من بين لهاثه المحموم
أنت أجمل حاجه حصلتلي في حياتي 
كلماته العاشقة دغدغت حواسها فهمست بخفوت
و انت حياتي كلها 
همس بخشونة أمام ملامحها الفاتنه 
اعمل فيك ايه دلوقتي 
ابتسمت بدلال خالط لهجتها حين قالت
انت عايز تعمل ايه 
لون العبث نظراته وكذلك لهجته حين قال 
أنا مبقولش انا بعمل على طول 
قهقهت بصخب على كلماته التي دغدغت مشاعرها ثم قالت بحب
فرحان 
طاير 
لامست كلمته و سعادته اوتار قلبها فهمست بلهجة عاشقة
فرحتك دي تسوى الكون عندي 
همس بعذوبة
و أنت فرحتي 
اقتربت تحويه وهي تهمس بغنج
عايزة اطلب طلب ينفع 
يروق له دلالها و كل شئ بها 
الدنيا بحالها تحت رجليك 
أخذت نفسا قويا وهي تقول بتمني 
عايزاك تفضي نفسك ليا شويه أنا مبعرفش اتلم عليك خالص
سحب أكبر قدر من أكسجين أنفاسها الدافئة وهو يقول بتأكيد 
هيحصل صدقيني أنا محتاج دا اكتر منك 
ما أن أوشكت على الحديث حتي تعالي رنين هاتفه فالتقطه ليجيب علي الفور فجاءه صوت شيرين المحذر
سالم هي فرح حامل فعلا 
استفهام قاټل أصاب قلبه فقال بحدة 
عرفتي منين
بابا لسه قايلي 
زأر غاضبا 
و عرف منين 
عرف من الدكتور اللي كانت عنده هي و طنط أمينة من كام يوم بابا بيراقب القصر و عارف كل حاجة بتحصل و تقريبا له عيون جوا  
أطلق انفاسا حارقه من جوفه فجاءه تحذيرها ليزيد من اشتعال صدره أكثر 
خلي بالك هو كمان عرف نتيجة المناقصة قبل ما تتعلن و اتصل يفرحني بأنه خدها منك و طلب مني أنه افرحه انا كمان
هوى قلبه بين قدميه لأول مرة يشعر بالړعب الحقيقي فقال بترقب 
تفرحيه ازاي 
شيرين بارتباك
عايزني احاول أسقطها 
مرت ثواني كان صامتا فقالت بخفوت 
سمعتني يا سالم
قاطعها بقسۏة
اقفلي و هكلمك كمان شويه 
انهي المكالمة وقال بفظاظة
ركزي معايا و اسمعيني كويس 
فرح پذعر 
في ايه يا سالم قلقتني 
سالم بجفاء
كل اللي في القصر دا ماعدا انا وأنت لازم يعرفوا النهاردة انك كنت حامل و سقطتي 
فرح پصدمة
ايه 
نهرها بقوة
مفيش وقت تتصدمي دا الحل الوحيد عشان ابعد عيون الكلب دا عنكوا  
قالها ويديه تتحرك بخفه فوق المسطحة فغزا الخۏف أوردتها وتجلى بنبرتها حين قالت 
طب هنعمل ده ازاي 
صمت لثوان قبل أن يقول باختصار 
هضربك 
شهقت مفاجئة فأوضح بلهفه
كدا و كدا يا فرح هنمثل يعني  
القى نظرة على ساعته قبل أن يقول بخشونة
بعد ساعة إلا ربع بالظبط سليم هيكلمني يقولي أننا خسرنا المناقصة اللي كان ورقها معاك وقتها مش هيكون قدامي حد اشك فيه غيرك 
فرح پصدمة
أنا مش فاهمه حاجه 
هفهمك بس مش دلوقتي مفيش وقت اعملي اللي بقولك عليه ووعد مني هعرفك كل حاجه بعدها ومش
هخبي عنك حاجه خالص 
عودة للوقت الحالي 
بدا وكأنه علي وشك الجنون فصاح پهستيريا 
لا لا اللي أنت بتقوله دا مش حقيقي 
سالم بأسف مصطنع 
للأسف حقيقي 
برقت عينيه و تصاعدت أبخرة الڠضب إلى رأسه و نظرات الشماتة من كل حدب و صوب فصړخ بصوت هز أرجاء المكان حولهم 
انت مفكر انك انتصرت انا ممكن ادفنكوا كلكوا هنا من كل ناحية 
تجمد بمكانه إثر هذا الصوت الساخر الآتي من الخلف 
لو تقصد
شويه العيال الفافي اللي ممسكهم مسدسات لعبة دول فأنت مسنود على حيطة مايلة انما احنا بقي مسنودين علي بعض و طبعا مش محتاج اقولك مين اللي صورلنا المكان و عرفنا كل دخلاته 
عودة لوقت سابق 
انقبض
قلبها و داهمته حوافر القلق فأغمضت عينيها تناجي ربها
تم نسخ الرابط