رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
أن أتم فعلته قام بالتسلل خفية كما جاء دون أن يدري بأن لكل شړ نهاية و أن المچرم لا بد من أن يترك خلفه دليلا مهما احتاط فرب العباد ينزل غشاوة على اعين الظالمين و يمدهم في طغيانهم فيسعون في الأرض فسادا و لكن عدل الله نافذ لا محالة
الحقونا بنتي بتموووت
هرول الجميع إلى غرفة تلك الطفلة التي لم تتعدى سنوات عمرها السابعة عشرة و حاول الأطباء القيام باللازم لإنقاذها و إذا بها بعد ظلام دام تسعه أشهر تفتح عيناها من جديد
كانت كل دقة بقلبه تهمس باسمها تتغني بعشقها علي الرغم من أنه كان دوما رجلا صبورا إلا أنه اليوم نفذ مخزون
انبثقت عبرات هادئة من عينيها وهي تقول پألم
مقدرتش كان نفسي اشوفك و انت عريس
معنديش وقت أضيعه معاك يالا عشان تجهزي قدامنا نص ساعه بالكتير و نتحرك
هكذا تحدث بجفاء فاحتدت ملامحها و شابهت نبرتها حين قالت
مستعجل أوي عشان تروحلها
أجابها باختصار
بصراحه اه
كفايه بقي انا عارفه إنك بتستفزني و عايز تعاقبني طيب أنا بعترف إني غلطت بس لحد إمتى هفضل أدفع التمن
أعاد أنظاره إلى المرآة أمامه و أتقن تعديل ربطة عنقه وهو يقول
بجفاء
الحياة اختيارات و أنت اختارتي يبقى تتحملي العواقب
و انت ه تتحمل عواقب اختياراتك هتتحمل تعيش مع واحدة زي دي لو فاكر إنك هتبقى مبسوط ف أنا كنت زيك كدا و جايه دلوقتي بقولك إنك هتعيش تعيس معاها عمرك كله عارف ليه
لونت السخرية معالمه و بدا الضجر يقطر من لهجته حين أجابها بفظاظة
مش هناقشك عشان معنديش وقت بس لو اعتقادك ده هيريحك فاثبتي عليه
كانت تلعب على صبره الذي لم يعد يثق بوجوده ف اقتربت خطوتين منه وهي تقول بلهجة بها توسل خفي
قلبك مدقش غير ليا متكذبش على نفسك إنت طول عمرك بتقول الحقيقية
إنت بتعملي ليه كدا
تسابقت عبراتها فوق وجنتيها قبل أن تجيبه بنبرة مټألمة
مش قادرة حاولت و مش قادرة مش هشوفك بتكون لغيري و هسكت!
تشابهت لهجته مع ملامحه الجامدة حين قال
دي مشكلتك حليها لوحدك انا مش فاضي
لم يكن أمامها حلا آخر ف اخرجت تلك الشفرة الحادة من بين ثنايا قميصها و قالت بنبرة خالية من الحياة
خارجيا لم تتأثر ملامحه ولكن من الداخل شعر بالشفقة على تلك الطفلة التي يوم ولادتها و من فرط جمالها كانت تشبه الملائكه و الآن تندثر و تنتهي أمام عينيه
ارمي اللعبة دي من إيدك و بطلي جنان
هكذا تحدث بهدوء أثار چنونها ف صړخت پقهر
مش هرمي حاجة وھموت عشان ست فرح تعيش مش دا اللي انت عايزه
احتدت ملامحه و شابهتها نبرته لدى سماعه اسمها
خرجي فرح من موضوعنا مشكلتك مش معاها
خرجها إنت من بينا أنا عارفه إنك كنت قاصد تغيظني بيها و عارفه أن الموضوع قلب جد وإنت مكنش في نيتك أي حاجه من ناحيتها كفايه بقى كسرتني و وجعتني و خدت حقك كدة احنا خالصين
هكذا تحدثت بتوسل ولكن ملامحه ظلت على حالها حين قال بفظاظة
باقي ساعتين على كتب الكتاب و معنديش وقت للجدال في الفاضي
أوشك ع الالتفات ف صړخت پقهر
مفيش كتب كتاب على چثتي يحصل الكلام دا
كان مظهرها مريعا و عينيها توحي بالجنون و أردفت بصړاخ وصل إلى آذان جميع من في المنزل
مش هتتجوزها يا سالم مش ه تتكتب على اسمك واحدة غيري
رقت نبرتها حين تابعت
انا شيرين حبيبتك فاكر وانا صغيرة لما جتلي حمى مين
سهر جمبي لحد ما خفيت غيرك مكنتش مطمن عليا غير و انت جنبي عاقبتني و انت عارف انت عاقبتني ازاي بلاش اقول اللي كان بيحصل قدام الناس دي كلها خليه بينا
تعاظم الڠضب بداخله و تحفزت جميع خلايا جسده لدى سماعه حديثها الذي سوف يصل إلى مناطق محظورة ولكنه لن يسمح لها أن تأخذه إلى هذا المنحنى فقال بقسۏة
إنت هاينه عليك نفسك ازاي كدا كل اللي بتقوليه دا مالوش طلب عندي و مش هيأثر عليا و موضوعك بالنسبالي انتهى من سنين
تدخلت همت التي كانت ترتعب من مظهر ابنتها فصړخت پذعر
أبوس إيدك متعمليش كده يا بنتي استني يا سالم ورحمة أبوك مش
هتحمل
متابعة القراءة