رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
اختبار لمدى ثقتك فيا و سقطي فيه
سما بتوعد
يعني احنا مش تايهين
مروان بثقة
يا بنتي عيب نتوه ازاي يا جاهله احنا في عصر الانترنت الاندرويد مستبلناش مساحة للغلط التليفونات التاتش ملت البلد في اختراع اسمه ال GBS يا جاهله
انهي كلماته وهو ينظر إلي ريتال قائلا بأمر
هاتي التليفون يا ريتا اما نشوف احنا فين
ايه دا هو انت كنت محتاج تليفونك يا عمو
نعم ياختي !!
هكذا تحدث مروان فأجابته ريتال بعفوية
اصلي كنت زهقانه فلعبت جيم بابجي و فصل شحن و أنا في نص الجيم
بابجي
الطم ولا اجيب لطامة
هكذا صړخ مروان ف ناظرته سما بسخط تجلي في نبرتها حين قالت
و بالفعل ترجلت من السيارة تنوي العبور للجهة الأخرى فلحق بها مروان الذي قال بصړاخ
استني يا بت خدي يا هبلة تتخطفي هنا هيؤدوكي الله يخربيتك
و لكن فجأة تسمر الإثنان بمكانهم حين شاهدا
يتبع
الخامس عشر بين غياهب الأقدار
تحيا القلوب و تهلك بيد ساكنيها ذلك الشخص الذي تضعه في المنتصف بينك و بين روحك هو وحده القادر على ترميم تصدعات وشروخ عمرا مضى و إعادة بناء عمرا جديدا تغلفه السعادة التي ظننتها يوما مستحيلة ولكن ماذا لو أصبح هذا الشخص هو قاتلك! ف علي قدر قربه جاءت طعنته الي قلبك نافذه ف صرت ك روح مذبوحه ترفرف بين يدي قاتلها تستجدي انقاذا لدماء بريئة أزهقت على يد حارسها!! حينها يتخطى الألم حدود العقل و يصبح الغفران دربا من دروب المستحيل
ترجلت من السيارة تنوي العبور للجهة الأخرى فلحق بها مروان الذي قال بصړاخ
استني يا بت خدي يا هبلة تتخطفي هنا ه يؤدوكي الله يخربيتك
و لكن فجأة تسمر الاثنان ب مكانهما حين شاهدا شيرين التي كانت تستقل سيارة يقودها رجلا ملثما و بجانبها رجلا لم يكن يخفي وجهه جيدا مما جعل الصدمة تغلف ملامح كليهما فتحدثت سما قائلة باندهاش
أيوا هي
هكذا أجابها مروان ف أردفت باستفهام
مين اللي هي راكبه معاهم دول
الټفت مروان يناظرها و قد تبدلت صډمته
إلى شفقة كبيرة على تلك الطفلة البريئة التي لا تتذكر ملامح والدها و إن كان لا يستحق هذا اللقب ولكن مهما حدث ففي النهاية صلته بها لا يمكن تجاوزها
معرفش بقولك ايه تعالى انا افتكرت طريق مختصر هنروح نجيب لريتال
التفتت تناظر ملامحه الجامدة والتي تختلف مع طبيعته المرحه فخرجت الكلمات منها متألمه
شيرين أختي بقت تعمل حاجات غريبة أوي أنا حاسه إني مبقتش عرفاها
زفر مروان بتعب قبل أن يجيب
كلنا حاسين نفس الإحساس ياسما معرفش ليه بقت كدا
تباطئت الكلمات على شفتيها و رفرفت ب رموشها قبل أن تقول بلهجة متوترة
يمكن عشان لسه بتحب أبيه سالم و عيزاه
اللي بيحب حد مش بيأذيه و هي أذته و لا يمكن سالم ه يسامحها موضوعهم خلص خلاص وهي عماله تعك و للأسف بتأذينا كلنا من غير ما تحس
هكذا أجابها بتمهل فلاقت كلماته صدى كبيرا بداخلها و أشعلت نيران الذنب بقلبها فقالت بشفاه مرتعشة
مروان كنت كنت عايزة أقولك على حاجه بس توعدني يعني إنك تفكر كويس قبل أي حاجه
لون الترقب معالمه و تنبهت جميع حواسه وهو يقول
سامعك
أخفضت رأسها بخزي و انبثقت عبرات الندم من مقلتيها قبل أن تقول بلهجة تقطر حزنا
انا غلطت غلطة كبيرة اوي و ضميري مأنبني عشانها و مش قادرة أسامح نفسي
في احد المشافي كانت ترقد روح بريئة تجاهد المۏت و تقاتل لاسترداد أنفاس سړقت منها رغما عنها عوقبت بأقصى ما يمكن أن يحدث لبشر دون أن تعرف ما ذنبها
ما الذي اقترفته حتى تنال هذا المصير على يد من لا يعرف الرحمة
كانت الأجهزة تحيط بهذا الجسد الضئيل الذي تخترقه الأنابيب لتمده بما جعله قادرا على الحياة لمدة تسعة أشهر كانت بهما في غيبوبة تامة لا يتحرك إنشا واحدا من جسدها حتى الهواء كان يصلها من خلال جهاز التنفس و بعد أن كانت صيحاتها تملئ المكان بهجة و فرحه انطفأت فرحتها و اندثر بريق الحياة من حولها و خيم الذبول على ملامحها
و لأن الشړ لا يكتفي و لا يستطيع أن يوقف طوفانه أحد فقد أرادت يد الغدر أن تطال منها تلك المرة أيضا فاقترب هذا الۏحش الضخم من أحد الأنابيب التي تغذيها و قام بفصلها واحدة تلو الأخرى حتى يجهز على أنفاسها القليلة المتبقية فما هي إلا ثوان و صدح صوتا قويا في أنحاء الغرفة يعطي إنذارا بأن هناك روحا توشك على المغادرة
إلى خالقها و بعد
متابعة القراءة