رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
بها و قال بلهجة خشنة
مهما يحصل أنا جنبك اوعي في يوم تخافي من أي حاجة أو أي حد و أنا موجود خليك فاكرة إنك بنت الوزان و إن العيلة دي كلها تحت أمرك سمعاني
اومأت و عينيها تعده بأن تنفذ وصاياه و شفتيها تؤكدان ذلك الحديث
سمعاك
فتابع بقلب حنون
و بردو عايزك تبقي زوجة صالحة مش عايزه يشوف منك غير كل خير عشان
أومأت برأسها فتنهد بقوة قبل أن يتأبط ذراعها و يتوجه للأسفل فإذا به يجد ياسين الذي كان وسيما بشكل خارق جعل جميع حواسها تتنبه إلى ذلك البطل الذي أتى ليختطفها على حصانه الأبيض ولكن الحقيقة أنها من خطفت قلبه في تلك اللحظة فقد كانت أشبه بالحوريات من فرط رقتها و روعتها التي جعلت ضربات قلبه تقرع كالطبول حتى وصل طنينها أذنيه فلولا وجود سالم لكان اختطفها إلى أبعد مكان في هذا العالم حتى يستطيع التنعم معها بكل تلك المشاعر الضاريه التي اجتاحته كإعصار
اقترب يربت بخفة على ظهره وهو يقول بمواساة
معلش هانت كلها ساعة و نكتب الكتاب و وقتها محدش هيقدر يتكلم
حلقولك حلقة انما إيه كابوريا
اغتاظ من حديث مروان ولكنه تجاهله و قال بذهول
هما خدوها و رايحين فين هو مش أنا العريس هي الناس دي فاهمة غلط ولا إيه
قهقه صفوت على مظهره وقال بمزاح
إنت اللي فاهم غلط إنت مفكر أنهم هيسبوهالك كدا تبقى عبيط
و أردف مروان بمزاح
صاح ياسين پغضب
تاخدوا مين دي مراتي
مروان بتهكم
لسه يا وحش إنت بصمت وريني إيدك كدا عليها حبر أزرق لا يبقي لسه و لحد ما تتكلبش و تبصم إنت تحت رحمة جوز الوحوش دول يعني تمشي جنب الحيط و تسمع الكلام
أنهى مروان حديثه تزامنا مع علو أصوات السيارات و التي تحركت في طريقها فهرول ياسين إلى الخارج فتفاجأ بأنهم أخذوا عروسه معهم وذهبوا دون أن ينتظروه
دول نسيوك باين لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أول مرة أشوف عريس بيتنسي يوم فرحه انا لو منك أجري ورا العربية احدفهم بالطوب
أنهى كلماته و انخرط في نوبة ضحك أثارت حنق ياسين الذي قال پغضب
عارف أول حاجه هعملها بعد كتب الكتاب إيه
مروان بسماجة
إيه
ياسين بتوعد
حتة علقة
قهقه كلا من صفوت و مروان و توجه الجميع إلى السيارات في طريقهم للذهاب إلى الحفل
كانت مظاهر الفرح في كل مكان تبعث البهجة في النفوس وقد أتقن عبد الحميد الاحتفال بذلك العرس على أكمل وجه على النحو الذي يليق بعائلته واستطاع أن يرفع رأس حفيدتاه أمام عائلة الوزان التي لاقت استقبال مشرفا من جانبهم حتى أنه أعطى الأوامر إلى عمار بالتزام الهدوء و عدم افتعال أي مواجهات مع أحدهم ولكن هيهات فبعد أن تم عقد القران تناول عصاه و قام بالرقص
على أنغام الموسيقى الصعيدي و هو يناظر سالم بتحد تجاهله الأخير فلم يتنحى عمار بل قام بإلقاء العصا أمامه في دعوة صريحة للنزال فلم يجد سالم مفرا من قبول دعوته و قام بإمساك العصا محاولا أن يجاريه مستخدما قوته البدنية و فطنته فأخذ الأخير يرسل ضربات قوية ردها سالم إليه بأقوى منها فتعالت الأصوات في مجلس النساء الذي ضم الثلاث عرائس في تجمع جديد من نوعه عليهم ولكنهم تأقلموا مع تلك العادات التي كانت لها رونقا مختلفا حتى أنهم اندمجوا بالرقص و الغناء و لكن فجأة صاحت إحدى الخادمات بأن هناك مبارزة في حلبة الرقص بين كل من سالم الوزان و عمار فدب الذعر بقلب فرح التي تذكرت حديثا دار في الصباح بينها وبين عمار
عودة لوقت سابق
مبروك يا فرح
أجابته بتحفظ
شكرا يا عمار الله يبارك فيك
كانت ملامحه لا تفسر ولكن لهجته كان يشوبها السخرية حين قال
يمكن يكون الحديت ده چاي متأخر بس لازمن يتجال فكرتي زين يا بت عمي حاسه إنك اختارتي صوح
أجابته بقوة انبعثت من عينيها أولا
انا مش حاسه أنا متأكدة إني اخترت صح
لونت السخرية ملامحه قبل أن يقول بتهكم
كنت متوكد إنك هتجولي أكده بس لازمن انبهك أن سالم ده مش سهل
واصل و لا هو البطل اللي في خيالك ده جلبته شينه و جسوته ملهاش آخر
قاطعته پغضب
مالوش لازمه الكلام دا يا عمار
له لازمه يا فرح و لازمن تسمعيه عشان ابجي خليت مسئوليتي جدام ربنا اللي أنت مفكراه عادل و مفيش
متابعة القراءة