رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
من البوابة هتلاقيني واقف الناحية التانيه تعالي و أنت هتتأكدي بنفسك
قادتها قدماها إلى حيث وصفه وهي في حالة من اللاوعي و كأنها منومة مغناطيسيا فلم تسمع نداءات ياسين لها فقد كان قلبها يقودها إلي الخارج بلهفة جعلت دقاته تتخطى المليون دقة في الثانية الواحدة
توقف بها الزمن للحظة وهي ترى ذلك الظل الذي لم تخطئ عينيها في معرفة صاحبه
هل خابر أحدكم هذا الشعور
شعورا لا يضاهيه أي شعور في العالم أن يعود ذلك الغائب الذي هلك الفؤاد حزنا علي رحيله
أن تري فقيدك الذي جفت ينابيع الدمع ألما علي فراقه و اهترأت الروح لوعة له و اشتياق
ياليت الغائبون يعودون يوما رحم الله فقدائي و فقدائكم و جعلهم في الفردوس الأعلي
تعالي معايا نمشي من هنا عايز اتكلم معاك
لم تفطن إلى ما حدث فإذا به يأخذها ليستقلوا سيارة أجرة انطلقت بهم الي وجهة لا تعلمها فالتفتت تناظره بعد أن استعادت بعضا من هدوءها و تيقظ عقلها لحقيقة عودته فقالت بصوت مبحوح من فرط البكاء
سقط في بئر الهاوية الذي صنعته يداه فلم يعد يعلم من اي خطيئة سيبدأ لذا قال باستهلال
الموضوع كبير و يطول شرحه يا حلا المهم عايزك تعرفي اني مظلوم و كنت ضحېة لناس عايزين يأذوا اخواتك
جن عقلها من حديثه فصاحت پغضب
انت كدا بتفهمني ولا بتقلقني و تلخبطني اكتر
حلا اسمعيني مش وقت استجوابك قولتلك هحكيلك علي كل حاجه
قاطعته بحزم
احكي سمعاك
مسح صفحة وجهه بيدين ترتجف من فرط التوتر ثم هدر بيأس
أنا كنت مسافر بره
و بعدين
نكث رأسه في خزي وهو يقص عليها مقتطفات من چرائمه
كان في بنت وانا مكنتش في وعيي و بعدين فوقت لقيتها ڠرقانه في ډمها انا مكنتش حاسس بحاجه اقسم بالله معرفش ازاي عملت كدا
بنت! انت تقصد جنة ولا دي بنت تانيه غيرها
ضيق عينيه حين سمع اسمها ثم قال بحشرجة
لا دي واحدة تانية صدقيني أنا مكنش قدامي حل غير اني اهرب انا انا
برقت عينيها من حول ما استشفته من حديثه فقد أخذت ترتب قطع الأحجية حتي وصلت إلي حقيقة مروعة فخرجت كلماتها مذبوحة الأحرف حين قالت
صاح مدافعا عن جرمه العظيم
أنا هربت عشان كنت خاېف عليكوا من الفضايح أنت و اخواتك و ماما ماما كانت اكيد ھتموت فيها لو عرفت حاجه زي دي خۏفت عليكوا
تناثر القهر من عينيها علي هيئة عبرات أحرقت صفحة وجهها بسخونتها كما أحرقت كلماتها المشټعلة جوفها حين صاحت به
خۏفت علينا بقي كل العڈاب اللي عشناه و المرار اللي دوقناه و احنا بندفنك بإيدينا و تقولي خفت علينا و ماما اللي كانت بټموت مننا و دخلت المستشفى كام مرة تقولي كنت خاېف عليها ! دا انت لو قاصد تموتها مكنتش هنعمل كدا انت ايه شيطان
قالت جملتها الأخيرة صاړخه حتي احترق قلبها فاحرقته حين صاحت وهي تضربه على صدره بقبضتيها وهي تصيح پقهر
ياريتك ما رجعت ياريتك كنت فضلت مېت ياريتك فضلت مېت ياريتك ما رجعت
علي الاقل كنت هفضل احبك و حزينه عليك العمر كله
حاول تهدئتها قدر الإمكان فصوت بكائها كان
ينخر
صاح بلهفه
عايزك توصليني بسالم و سليم بعد ما تحاولي تحنني قلبهم عليا شويه والله مكنش ذنبي دا ناجي الكلب هو اللي دبر لي كل دا
ايه ناجي ابو سما
هكذا استفهمت پصدمة لونت معالمها
في ايه يا حازم عايز منك ايه الراجل دا
حازم بلهفه
أنا هروحك دلوقتي واوعدك هكلمك و هجيلك تاني نكمل كلامنا لكن أنا لازم امشي دلوقتي عشان الحق ابن الكلب دا قبل ما يضيعنا كلنا
صاحت بعويل
ابوس ايدك عرفني في ايه انا ھموت من الړعب
حازم بطمأنة
مټخافيش اوعدك كل
قولتلك عليه و انا هكلمك في أقرب فرصة
عودة إلى الوقت الحالي
أنهت حلا سرد ما حدث وهي تقول پقهر
ياسين شافني وأنا و افتكرني بخونه
يا مري بتجولي ايه بجي حازم لساته عايش دي مصېبة و حلت فوج روسنا
هكذا صاحت تهاني بعد أن قصت عليها حلا ما حدث و أخذت تولول فاوقفتها حلا قائلة من بين اڼهيارها
ابوس ايدك متعمليش كدا انا قولت أنت الوحيدة اللي هتساعديني
تهاني باستنكار
اساعدك ! اساعدك في ايه ده مرار و هيحوط علينا كلاتنا و اول اللي هيطوله المرار الطافح ده البنية الغلبانه اللي بجت متچوزة اتنين دلوق ولا اخوكي إلى عيعشجها هيعمل ايه
متابعة القراءة