رواية بين غياب الأقدار

موقع أيام نيوز

أغلق الباب ليصدمه صوت شقيقه الغاضب 
انت بعت الايميلات دي امتى
دار سليم حول المكتب ناظرها إلى شاشة الحاسوب لدقائق وانكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال 
انا مبعتش حاجه من دي 
رفع سالم إحدي حاجبيه باستنكار تجلي في نبرته حين قال 
نعم ! هو اي الي مبعتش حاجه الحاجات دي مبعوته من ايميل الشركه و دا مش مع حد غيري انا وانت 
أجاب مؤكدا 
يا سالم قولتلك مبعتش حاجه اكيد مش هعمل حاجه زي دي من وراك من امتى و حد فينا بيتصرف لوحده من غير رأي التاني و خصوصا لو في صفقات بملايين!
زفر سالم الهواء المكبوت بصدره دفعة واحدة فقد كانت الأسئله تطن برأسه كالذباب و كلها تتمحور حول هوية ذلك الشخص الذي قام بفعل هذا و فجأة وهو بخضم تساؤلاته تفاجئ بشيرين التي أطلت برأسها من باب المكتب وهي تقول بجدية 
كنت عايزة اتكلم معاك ضروري 
جاء المساء
و كان الجو مشحونا بالتوتر والڠضب من جانب حلا التي ما أن سمعت بحضوره مع عائلته في الأسفل حتي اختلطت مشاعرها داخل قلبها الذي كان ممتلئ بعشق جارف له يضاهيه ڠضب هائل منه و قد كان هذا المزيج يشكل شعورا مؤلما لا يتحمله قلبها الصغير الذي أخذ يدق پعنف خاصة حين نادتها والدتها لتحضر المشروب الذي كلما حاولت حمله حتي شعرت بيدها ترتجف تكاد تسقطه فأتاها غوثها في صوت مروان الذي تقدم بوجه ك لوحه من الألوان المختلطة و ملامح تخفيها الكدمات ولكن لم يستطيع شئ النيل من لسانه السليط حين قال ممازحا 
السندريلا بتاعتنا عاملة ايه أمير الغبرة قاعد بره 
التفتت تناظره پخوف حقيقي لا 
مروان بحدة 
خاېفه من ايه يا عبيطة أنت دا احنا ناكلهم صاحيين و بعدين دا الايلاينر الجديد عامل شغل دانت قمر تطلعي كده تتفردي و تبصيلهم بقرف ولا يهمك وراك رجاله ياما فوقي 
ا 
اوعي تخاف و احنا موجودين كلنا هنا رهن اشارتك و الي أنت عيزاه هيحصل لو علي رقبة الكل  
هدأت قليلا و اومأت برأسها فقام هو بحمل صنيه المشروبات قائلا بحماس 
Follow me اتبعني
ابتسمت وسارت خلفه و قبل أن تصل إلي مكان جلوسهم توقف يناولها الصينية و هو يقول بتحفيز 
عايز ثقة بالنفس ولا يهزك اي حد و خصوصا البغل ابو ايد عايزة كسرها الي اسمه ياسين دا تضحكي لكل الناس و اول ما تقربي عليه تزغريله بطرف عينك كدا عشان ميفكرش انك صيدة سهله و يعرف ان الي جاي مرار عليه وعلي الي خلفوه 
حلا بحيرة 
انت شايف كده 
مروان بتأكيد 
اسمعي مني احنا الرجاله مبنجيش غير بالسك علي دماغنا 
أحكمت امساك الصينية و توجهت للداخل و خلفها مروان الذي كان يناظر كلا من عمار و ياسين باستفزاز و خاصة و هو يسير خلف حلا التي فعلت مثلما اخبرها
تماما فتعاملت بأدب و نظرات احترام للجميع ما عداه فقد توجهت تناوله الكوب الخاص به ارفقته بنظرة تحدي يغلفها جمود أغضبه كثيرا و خاصة حين توجهت تجلس بين والدتها و مروان الذي ابتسم ساخرا فأقسم ياسين علي تحطيم فكه ولكن في وقت لاحق فلينتهي من هذه الجلسة الثقيلة علي قلبه 
سالم بيه بجول ندخلوا في الچد و اللي چايين عشانه احنا چايين نطلوب يد حلا بتكوا للدكتور ياسين حفيدي ايه جولك
بوجه جامد و ملامح مكفهرة أجابه سالم 
رأيي انت عارفه لكن ما باليد حيلة الرأي لصاحبة الشأن و هي موافقه 
عبد الحميد بارتياح 
يبجي نجروا الفاتحه 
وبالفعل قرأ الجميع الفاتحة وما أن انتهوا حتي أردف عبد الحميد 
طبعا مش محتاچ اجولك ان كل طلباتكوا مچابه 
كانت وجوههم لا توحي بأي فرحة
فالجميع كانت ملامحهم مغبرة و نظراتهم حانقه فتدخلت أمينة في محاولة لتلطيف الأجواء 
طلبات ايه احنا مبنتكلمش في الحاجات دي العروسه عروستكوا يا حاج عبد الحميد  
اجابتها تهاني بود 
كلك ذوق يا حاچه امينه والله لكن عروستنا مش اي حد ايوا امال اي ديه تتاجل بالدهب 
ابتسمت أمينة لتلك السيدة الودودة وقالت بذوق 
تعيشي يا أم ياسين 
تابعت أمينة موجهه حديثها ل عبد
الحميد 
بعد اذن سالم طبعا عايزين نحدد معاد معاك عشان نيجي نطلب جنة منكوا 
لحظه صمت بها الجميع و توجهت الأعين علي تلك التي تجلس صامته منذ بدء تلك الجلسة محتضنه طفلا لم يلق منها نظرة حنان واحده تهرب منه بقدر ما تريد الهرب من قدرها المظلم ولكنها تفاجئت من حديث أمينة التي تابعت بفخر
حلا بقت عروستكوا و جنة بردو عروستنا و أحب أنها تاخد حقها بردو اومال هو انتوا أحسن مننا ولا اي
قالت جملتها الأخيرة بمزاح جعل البسمة ترتسم علي وجه عبد الحميد الذي قال بنبرة وقورة 
لاه طبعا دانتوا احسن ناس يا حاچه و اني عن نفسي مستنيكوا في الوجت اللي تحددوه
لأول مرة تتجاهل نظرات سالم التحذيرية وقالت 
أن شاء الله نحدد الميعاد و سالم يكلمكوا و ياريت نعجل بالفرح انا مش هقدر جنة تبعد عني هي و محمود اكتر من كدا
قالت
تم نسخ الرابط