رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
له الفرصة لإجابتها فقد فاجأته صدمة قوية تلقتها سيارته من الخلف فقد بدأت السيارة التي كانت تراقبه بالھجوم فسقط الهاتف من يده و هو يحاول الفرار من ذلك المچنون الذي كانبتلك الھجمات التي أخذ يشنها على سيارته وهو يحاول تفاديها بمهارة فقط ! فاهتزت السيارة بين يديه للحظات ولكنه حاول التحامل على ألمه و مواصلة الهرب فصار ينهب الطريق أمامه و بالمقابل تابعت السيارة ملاحقته ف التقمت عينيه تلك الشاحنة المحملة بالصناديق فقام بمحاولة التركيز على هدفه و تجاهل الألم القاټل الذي يكاد يفتك به و أخراج من مكانه المخصص بالسيارة ليصوب على هدفه بمهارة ثم قام بالضغط بقوة على دواسة البنزين لتنطلق السيارة
من عمق وجعه
سااااااالم
زفرت پغضب وهي تتابع عملها الذي كلفتها به تهاني التي وعدتها بأنه آخر عمل ستقوم به في المنزل و من ثم سترسلها لتعمل في المكان الذي تريده فتفاجئت بمسعود الذي كان يحمل بعض المشتريات و يضعها على الطاولة أمامه فلم تعيره إنتباه و تابعت عملها بملل لتجد مسعود الذي تقدم يقف بجوار الطاوله يناظرها بإعجاب تجلى في نبرته حين قال
تجاهلته و قالت بلامبالاه
لاه
تابع تودده لها قائلا
متوكده
أجابته بلهجه حادة
جولت لاه
أني حاسس إنك لساتك شايلة مني بسبب اللي حوصول
قاطعته غاضبة
شايله
منك إيه و بتاع إيه و أني مالي و مالك يا چدع أنت بعد عني خليني أخلص اللي وراي
لم يتزحزح و لم يعير نفورها منه أي إهتمام و تابع بسماجه
للوهلة الأولي بدت وأنها ستستخدم ذلك السکين الملقي بإهمال
اللهفة ليصطدم بأنها ليست موجودة فتحمحم بخشونة قبل أن يسأل زوجة عمه
إيه يا مرت عمي واجفه اهنه وحدك ليه أومال فين البنات يساعدوكي
تهاني بلطف
مفيش حاچه تتعمل يا ولدي البنات خلصوا كل حاچة أني بعمل كوبايه شاي لچدك
و ليه مطلبتيش من حد من البنات يعملها يعني اجصد أن رچلك وچعاك بلاش تجفي كتير
ماتحرمش منيك يا ولدي بس الموضوع مش مستاهل وبعدين چدك ميشربش الشاي غير من يدي
زفر بحنق و قد قرر أن يسألها مباشرة فقد ضاق ذرعا من المراوغة
بجولك إيه يا مرت عمي أنت محتاچه حد ياجي يساعدك اهنه في المطبخ يعني البنات الي بيشتغلوا مكفيين ولا محتاچه غيرهم
والله يا ولدي من ناحية محتاچة فأني محتاچة فعلا و خصوصي أن البت نعسة اتچوزت و سابت الشغل و نچمة أصرت ترچع تشتغل تاني في الزريبة بت غريبة چوي
توقف الزمن به حين سمع اسمها و قد اندهش من طلبها الرجوع الي هذا العمل الشاق فلم ينتبه لحديث زوجة عمه الذي قطعه قائلا
بعدين يا مرت عمي ورايا معاد مهم دلوق
كانت قطرات العرق تلمع كذرات لؤلؤ على جبينها الناصع البياض الذي تنسدل فوقه بعض الخصلات الهاربة التي لم تهتم لها فقد كانت منشغله بإنجاز هذا العمل الشاق الذي اختارته طواعيه للابتعاد عن هذا الطاغية الذي كانت عينيه تطوف المكان بأكمله بحثا عنها و ما أن وقعت أنظاره عليها حتي تعثرت نبضاته بقوة داخل قلبه الذي قاده إليها بلهفة وما أن وصل إليها حتي توقف إثر وخزات الندم التي اجتاحته حين رأى هذا العمل الشاق الذي حكم عليها به ذات يوم
بتعملي إيه عندك
هكذا تحدث متجاهلا معرفته بالأمر فتسمرت بمكانها لثواني قبل أن تجيبه من دون أن تلتفت إليه
بشوف شغلي
واصلت عملها دون أن تعيره أي إنتباه مما جعل الڠضب يبدأ بالتشعب داخله فخرج صوته حادا وهو يحادثها
شغلك اهناك
حاولت و مجدرتش يبجي مفيش جدامي حل غير أني أواچه اللي بيحصول
أنا ورايا شغل كتير و مفضياش للحديت الماسخ ده
ما أن أوشكت على الالتفات حتي أوقفتها كلماته الآمرة
وجفي عندك و سيبي اللي في يدك ده من هنا ورايح مفيش شغل اهنه
ده شغلي اللي بيوكلني عيش أني و أخواتي و مجدرش اسيبه
عاندته فخاطب قلبها بلهجه يسيئك سيبني أخلص شغلي
و آدي الشغل اللي عم تتحچچي بيه
تدلي فكها من فرط الصدمة وهي تراه يقوم بنقل أقراص الروث بالكامل و كل هذا فقط من أجل أن يحظي بحديث معها !
هرول الجميع في رواق المشفى باحثين بأعين فاض بها الدمع عن رقم الغرفة التي يمكث بها و قد كان من بينهم هي التي شعرت بأن قلبها قد انشق إلى نصفين حين سمعت همسه الخاڤت باسمها فلم تستطع سوى الصړاخ بأعلى صوتها الذي جرحت أحباله من شدة
متابعة القراءة