رواية بين غياب الأقدار
المحتويات
صفوت الذي ما أن آتي حتى قال
زي ما قولت كانت مكسوفه من سالم مبروك يا حاج عبد الحميد
ابتسم عبد الحميد وقال بوقار
مبروك علينا كلنا يا صفوت بيه السبوع الجاي أن شاء الله هنندلي علي اسماعيلية و ناجوا نطلبوها منيكوا رسمي
لم يجيب سالم انما تولي صفوت المهمه
قائلا
تنورونا يا حاج عبد الحميد
كان نفسينا ناجوا نطلبوها منيك أهنه بس احنا عارفين الظروف
اومأ صفوت برأسه بحزن تجلى بوضوح في عينيه و نبرته حين قال
ربنا يتمم بخير
كان الليل طويلا في هذه البلدة الريفية التي و بالرغم من كآبتها ألا أنه ترك بها قلبه ويستطيع أن يجزم بأن روحه هي الأخرى غادرته
و ظلت معها علي الرغم من غضبه و غيرته التي تملكته حين رأي ذلك الرجل بقربها ولكنه يشعر برغبة ملحه في رؤيتها يريد انتزاعها من بين براثن ذلك البيت لأول مرة يكن ممزق هكذا بين واجبه تجاه عائلته و بين قلبه المصاپ بعشقها يعلم بأنه كان اليوم بصدد خسارتها كليا ولكنه لا يتحمل أن يجبره أحد علي فعل شئ لم يحدث ذلك طوال سنوات عمره الأربعين لطالما كان هو سيد قراراته و قرارات من يتبعه و الآن يجد نفسه في معركة داميه بين كبرياءه الذي يأبى الإنصياع لما يحدث و قلبه المذعور من فكرة فقدانه لها
تفاجئ حين رأي سليم الذي كان يتوجه ناحيه حظيرة الفرس الخاصة بعمه و دون أن يفكر قام باللحاق به فوجده يقوم بوضع السرج علي ظهر الفرس يهيئها حتي يمتطيها فصاح سالم مستفهما
جفل سليم حين سمع صوت شقيقه خلفه فصاح غاضبا
انت لو قاصد تقطع خلفي مش هتعمل كدا!
سالم بفظاظة
مجاوبتش علي سؤالي
سليم بنفاذ صبر
رايح اشوف جنة!
ازاي
كلمت فرح عشان اطمن عليها قالتلي أنهم قاعدين في الجنينة فقولتلها هاجي اشوفها حتي لو من بعيد
حين ذكر سليم اسمها تنبهت جميع حواسه و لمعت عينيه بوميض خاطف قبل أن يقول بصدر خافق
سليم بحسرة
مش عايزة تشوفني و عايزة تطلق
صمت لثوان قبل أن يقول
دافع عن حبك البنت دي اتظلمت متستاهلش الي حصلها دا كله
سليم بصرامه
هعمل كدا
سالم بخشونة
طب يالا عشان منتأخرش
الټفت سليم بذهول
منتأخرش! هو انت جاي معايا ولا اي
سالم وهو يمتطي حصانا آخر بعد ما قام بتجهيزه
سليم بتخابث
مش هتسبني اروح لوحدى ولا وحشتك
نفرت عروق رقبته و اشتدت ملامحه بينما أجاب بجمود
هي مين !
ابتسم سليم علي عناد أخيه وقال متحمحما
احنا فينا من الكذب
سالم بفظاظة
بطل كلام كتير و يالا بينا
بالفعل توجه الإثنان الي ذلك المنزل الكبير و قام ليم بالإلتفاف الي الباب الخلفي كما هو الإتفاق مع فرح التي قالت بخفوت
سليم بنفاذ صبر
مش معقول هاجي المسافه دي كلها عشان اشوفها من بعيد يعني هقولها كلمتين و امشي علي طول
فرح پغضب
انت هتستهبل افرض حد شافك
سليم بحنق
بقولك اي اسمعي
الكلام أنت و ملكيش دعوة و بعدين متقلقيش سالم معايا بره
تقاذفت ضربات قلبها حتي وصل طنينها إلي أذنيها لدي سماعها اسمه وتسارعت أنفاسها بصورة كبيرة حتي
بعثرت الحروف علي شفتيها حين قالت
و هو اي الي جايبه معاك مش قولت انك هتيجي لوحدك
سليم بنفاذ صبر
بقولك اي سيبك منه المهم عايزك تجيبي جنه عند اسطبل الخيل الي ورا هقولها كلمتين و همشي علي طول
فرح پغضب
سليم
سليم برجاء
وحياة اغلي حاجه عندك يا فرح
انصاعت لرجاءه علي مضض و نظرت إلي جنة التي كانت تنظر إلي البعيد بنظرات ضائعه و قد تألمت لأجلها كثيرا فتقدمت منها وهي تقول بمرح
عارفه يا جنة مش طلع هنا في اسطبل خيل
لم تتغير ملامح جنة التي اومأت برأسها دون حديث فقامت فرح بجذبها من يدها لتجعلها تقف أمامها لتقول بصوت قوي
جنة بطلي تعملي في نفسك كدا كل حاجه هتتصلح و هتبقي كويسه بطلي تحملي نفسك فوق طاقتها أرجوك
أوشكت جنة علي الجدال فقالت فرح بنبرة آمرة
مش عايزة جدال في الفاضى و يالا بينا تعالي نروح نشوف الفرس واثقة أنها هتخلي ضحكتك الحلوة ترجع تاني
اومأت جنة بانصياع و سارت خلف فرح التي كانت ترتعب من ظهور أي شخص من المنزل
و قامت بالعبث بهاتفها قبل أن تصلها رساله نصيه فقامت بالنظر حولها فرأت سليم الذي كان يختبئ في أحد الحظائر فقالت لجنة
بقولك اي روحي شوفي الفرس دي شكلها قمر اوي
لم تجادل جنة بل سارت إلي حيث أشارت فرح التي قامت بإرسال رساله نصيه لسليم فحواها
عشر
كان
يتبع
التاسع بين غياهب الأقدار
يحدث أن ينطق كل شئ بك صارخا أحبك بينما
متابعة القراءة