رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


كلامه لفارس 
رمل وظلت وورق المونيوم ..أنت بتصنع قنبلة يديوية فى بيتك ولا ايه
أدرك فارس أنه مأخوذ لا محالة وأن دفاعه عن نفسه لن يجدى فقال بهدوء 
ده مش رمل ده تراب بنزرع بيه فى البلكونه قصارى الزرع بس انا عارف انه هيتكتب رمل
أومأ الرجل برأسه ساخرا وقال 
شاطر
ثم صړخ فى الموجودين جميعا ...هاتووا
وقف بلال يسد باب غرفة نومه بعد أن هتف بزوجته آمرا بارتداء ملابسها فورا وبأقصى سرعة أرتدت عبير ملابسها وهى تصرخ به 
مش معقول هيدخلوا عليا الأوضه وانا كده
صړخ بها 
ألبسى بقولك بسرعة
اللهم اكفيناهم بما شئت وكيف شئت ...

وبعد أن انتهوا تكاثروا عليه مرة أخرى ليأخذوه معهم .. حاولت والدته أن تتشبث به تمنعهم ولكنهم لم يراعوا حرمة ولا امرأة عجوز .. دفعوها بمنتهى العڼف وهم يقذفونها باقذع الألفاظ لتسقط على رأسها مغشيا عليها فى الحال وخرجوا وتركوا البيت فى حالة دمار ..أمرأة مغشيا عليها وأخرى ترتعتش وتنتفض وتنتحب زوجها وحبيبها وأطفال ېصرخون أبيهم ... أما عند عمرو فلم يكن الأمر بأقل منهما شأنا دمارا فى كل مكان وأثاثا مبعثر وممزق فى كل مكان ومحطم وامرأة خلفها زوجها صاړخة باكية جزعة تنادى على زوجها فلا تجد من يرد النداء .
الفصل 25
من شدة البكاء ثم سجدت وهى تقول بنحيب 
يارب مالناش غيرك يارب نجيه .. ده عمره ما أذى حد يارب
طرق صلاح باب حجرة مكتب إلهام ودخل وقد بدا القلق على محياه فاعتدلت وقالت بسرعة 
ها يا صلاح وصلتوا لحاجة.. عرفتوا عمرو مبيجيش ليه 
أومأ برأسه وقد ارتسم الحزن على قسمات وجهه وقال 
أتقبض عليه من يومين ... خدوه الفجر من بيته 
هبت واقفة وقالت بفزع 
مين دول اللى خدوه وليه 
رفع كتفيه باسى وقال بحيرة 
مش عارف يا بشمهندسة بس طريقة القبض عليه دى بتقول انهم مش مباحث عادية شكلهم كده أمن دولة 
هوت إلى مقعدها وارتجف قلبها بين أضلعها واتسعت عيناها وهى تفكر وفجاة تناولت سماعة الهاتف وضغطت عدة أرقام ثم قالت بسرعة لمديرة المكتب 
وصلينى بالباشا حالا.
الفصل السادس والعشرون
عالم السجون ... إنه عالم إختلفت فيه المعايير وتغيرت المقاييس .. لم يعد السچن هو مصير المجرمين والسفاحين فقط بل أصبح السچن مصير المتدينين وأصحاب الرأى أيضا وكل حر يأبى أن يضع رأسه فى التراب ويدفنها بين حبات الرمل. 
دفع ثلاثتهم بقوة داخل العنبر وأغلق الباب الحديدى خلفهم ليصدر صريرا مزعجا أيقظ على أثره النيام داخل العنبر ...وقف ثلاثتهم ينظرون إلى بعضهم البعض وأعينهم تفيض بسؤال واحد فقط ..وماذا بعد ... وقعت أعينهم على رجل ملتحف ببطانية سوداء فى أحد الاركان على أرض العنبر فاقترب بلال منه بقلب مقبوض وكأنه يشعر لماذا هذا الجسد قد سجى هكذا وقبل أن يلمسه هتف أحد الرجال الآخرين من زملاء العنبر 
سيبوا ده مېت 
أصابتهم غصة فى حلوقهم وهم يتبادلون
النظرات ..أنحنى بلال لينظر فى وجهه فوجد ما كان يعتقده ..شاب صغير فى السن له لحية صغيرة واضح عليه اثار الټعذيب بشدة أغمض بلال عينيه پألم وهو يقول 
إنا لله وإنا إليه راجعون 
غادر أربعة مسجونين سرائرهم واقتربوا منهم متسائلين 
أنتوا جايين فى ايه.. مفيش مظاهرات الأيام دى..
قال الرجل الاخر 
بس حظكوا حلو والله أنكوا جايين فى الوقت ده.. لو كنتوا جيتوا الصبح كنتوا حضرتوا حفلة الاستقبال
عقد فارس بين حاجبيه وقال 
حفلة استقبال أيه
قال الرجل 
حفلة الاستقبال دى يا سيدى بيستقبلوا بيها كل عربية ترحيلات بتوصل السچن بالكلاب البوليسية وانت وحظك .. وبعد ما تنزل وانت بتجرى من الكلاب قبل ما تتعض يستقبلوك العساكر بالعصاية الكهربا والكرابيج ساعة ساعتين لحد ما كله يقع على الارض ويستسلم للضړب .. بعدها بقى يوزعوهم على العنابر .. دى بقى حفلة الاستقبال
أومأ بلال برأسه وهو يربط على كتفهم مطمئنا ونظر لهم نظرات مطمئنة أنهم قد عبروا تلك المرحلة بأمان فمن الواضح أن صديق فارس كان يعلم هذا أيضا لذلك أمر بترحيلهم فى هذا الوقت من الليل ..شعر فارس بغصة فى قلبة وهو يرى بلاده لأول مرة بصورة حقيقية غير التى كان يراها فى الخارج .. فى
 

تم نسخ الرابط