رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
إلى دنيا بالجلوس فى المقعد المقابل له دون أن ينظر إليها وهو يتأمل الورقة فى يده ثم مد يده بها إلى دنيا وهو مازال ينظر للورقة ويقول باهتمام
عاوزك تقرأى المذكرة دى كويس وتكتبيلى ملحوظاتك عليها
مدت يدها لتمسك بها وهى تقول
أيوا بس أنا لسه ..
بترت عبارتها عندما شعرت بيده وهى تتلمس أصابعها من أسفل الورقة وهو يبتسم لها بهدوء وكأنه شىء عادى تلعثمت حروفها وجذبت يدها فى ارتباك ولم تتكلم ألتفتت إليه فوجدته يتفحصها ويتأمل ردود أفعالها الصامتة على محاولته التى كانت عينة اختبار لها ليس إلا والنتيجة كانت مشجعة فنهض واقفا ودار حول مكتبه وتلمس ظهر مقعدها وهو يقول
شعرت بأصابعه تتلمس ظهرها وكتفها فنهضت فى ارتباك وقد احمرت وجنتيها أستدرك قائلا
هو الأستاذ فارس خطيبك فعلا زى ما سمعت .. مش شايفك يعنى لابسه دبلة
تنحنحت وقد زاد توترها وهى تقول
أيوا أحنا مخطوبين بس لسه ملبسناش دبل
رفع حاجبيه فى تصنع وقال بسخرية
مممم يعنى لسه مش رسمى
ثم أردف بمكر
يا شيخة سيبك .. جواز أيه وبتاع أيه
رفعت رأسها إليه وقالت
ليه بقى هو حضرتك مش متجوز برضة وعندك أولاد
أتسعت ابتسامته وكاد أن يضحك وهو يقول
أيه ده وكمان متابعة أخبارى
أنا عرفت صدفة
ثم تناولت الأوراق وهى تقول
طيب حضرتك انا هقرأها وهحاول افهم الموضوع
سحبها منها ببطء وهو ينظر لعينيها بجرأة قائلا
لا خلاص خليها بعدين
زاغ بصرها وقالت وهى تتجه نحو الباب
طب عن أذن حضرتك
شعرت بنظراته تخترق ظهرها وهى تدلف للخارج فهى مثلها مثل كل أنثى تستطيع أن تشعر بنظرات الرجل وتلميحاته والأمر يعود إليها إما تصده بقوة وإما أن تعطيه الضوء الأخضر ! .
أما هو فقد علم طبيعة الفتاة التى أعجب بجمالها هى مرتبطة عاطفيا ورغم ذلك لا تريد أن ترسم حدودا قوية لا يتعداها الرجال معها تمسك العصا من منتصفها وكأنها تبحث عن فرصة أخرى أيسر وأفضل .
والآخر إلى فارس القابع خلف مكتبه فى شرود تام وقبل انتهاء العمل بحوالى الساعة استأذن فارس لينصرف مبكرا هو ودنيا خرج معها من المكتب وسارت بجواره
فى سكون وكأنها تشعر أنه رآها ورأى ردود فعلها المتهاونة مع باسم وانتظرته ليتحدث.
صمت قليلا ليستجمع كلماته والمنطق الذى سيتحدث به كان لا يريد فقدها أبدا لذلك فكر فى تأجيل الحديث فيما بعد ولكنه استجاب لطبيعته التى تكره التسويف والتأجيل فى الأمور الحاسمة فقال قبل أن يتراجع
دنيا عاوز اتكلم معاكى فى موضوع مهم
موضوع أيه
أخذ نفسا عميقا وقال
تفتكرى ربنا راضى عن علاقتنا بالشكل ده كده
توقفت فجأة عن السير وكأنه أفرغ عليها دلو من المياة الباردة شعرت بمشاعر مختلطة بين الحيرة ومحاولة الإستنتاج وقالت
تقصد ايه بالكلام ده يا فارس
هربت الكلمات منه حاول جمع شتاتها مرة أخرى وقال بصدق
دنيا ...أنا عاوز ربنا يبقى راضى عن علاقتنا.. وانا عرفت ان علاقتنا بالشكل ده تغضب ربنا وممكن يعاقبنا ويحرمنا من بعض بسبب الحاجات الحړام اللى بتحصل.. أنا عرفت أن نظرى ليكى وكلامى معاكى حرام .. وعلشان متفهميش غلط .. أنا عاوز اتقدم رسمى ونكتب الكتاب على طول
أتسعت عينيها بدهشة وقالت
أفندم تكتب الكتاب.. بس احنا متفقين تستنى لما نشوف التعين بتاع النيابة وبعدين نتخطب
زفر بضيق وهو يقول
بصى بقى أنا مش عارف انت عاوزانى انا ولا عاوزه فارس وكيل النيابة ..لو بتحبينى وعاوزانا نكمل مع بعض باقى حياتنا زى ما بتقولى دايما توافقى انى اتقدم دلوقتى وقدامك أختيارين.. يأما نتخطب بس وده لحد ما تيجى تعينات النيابة ومش هينفع برضة لا نتكلم ونخرج مع بعض ولا أى حاجة من اللى كانت بتحصل.. يا أما أتقدم ونكتب الكتاب على طول وساعتها مش هيبقى فى حاجة حرام فى علاقتنا وفى كل الأحوال هنستنى النيابة .. خلى بالك دلوقتى الكورة فى ملعبك علشان نحدد بقى مين اللى عاوز يتهرب من التانى
أربكها لا تستطيع أن تختار ثالثا لأنه لم يكن هناك ثالث إن كانت تريد الإبقاء عليه لكن بالتأكيد هناك أختيارمنهما ستكون فيه الخسائر أقل حاولت أن تماطل ولكن هيهات
متابعة القراءة