رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
وبعدين نقعد مع بعض ونقسم الاتعاب علينا زى ما اتفقنا ماشى ..
قالت بإقتضاب
بس هنقعد فى مكان عام مش عندك فى المكتب
أطلق ضحكة عالية أشعرتها بالاشمئزاز وقال بخبث
أيه موحشتكيش ولا ايه
أتسعت عينيها وشعرت أنها ستتقيأ عندما ذكرها بما حدث سابقا ..أغلقت الهاتف فى وجهه وهى تتمتم
حيوان
وقف صلاح ينظر إلى إلهام التى كانت تتحدث فى الهاتف بلهفة وهى تقول لمحدثها
طبعا يا باشا من رجالتنا ومينفعش نسيبه كده .. دى حتى تبقى وحشه فى حقنا وبعدين اللى موصى عليه ده مش أكبر من معاليك
صمتت بعض الوقت تستمع إليه ثم قالت بثقة
صمتت قليلا ثم قالت وهى تنقر على سطح مكتبها بأطراف أصابعها بعصبية
ماشى يا فندم اللى تشوفه .. ساعتك المهم بس ميطولش كتير..
أغلقت الهاتف وزادت عصبية نقرها على المكتب فقال صلاح متلهفا
ها يابشمهندسة ايه الاخبار
ضړبت المكتب بقبضتها وهى تقول بضيق
لو كان لوحده كان طلعه بسهولة.. المشكلة فى الاتنين اللى معاه.. علشان كده بيقولى الموضوع هياخد وقت
قال صلاح بحزن
يعنى الولد المسكين ده هيفضل مرمى كده من غير ذنب
قالت بعصبية
خبطت سطح مكتبها مرة أخرى حتى آلمتها قبضتها ففركتها بغيظ وضيق وهى
تقول
لو كان لوحده كنت عرفت اطلعه النهاردة.. المشكله فى الاتنين اللى مربين دقنهم اللى معاه دول ..أنا عارفة أيه الأشكال اللى بيعرفها دى!
فتح باب العنبر مرة أخرى فتعلقت أبصار الجميع به .. دخل الشاويش المسئول عن العنبر وتقدم باتجاه عمرو وفارس وبلال وأشار إليهم بحزم وقسۏة قائلا
تعالوا معايا انتوا التلاتة
نظر ثلاثتهم إلى بعضهم البعض بتساؤل فصړخ بهم بصوت كريه مرة أخرى
نهض ثلاثتهم وهم ينظرون إليه بحنق وتعلقت به أبصار شركائهم فى العنبر وهم ينظرون إليهم بشفقة ..سار ثلاثتهم خلفه وبعد أن أغلق العنبر أمرهم ان يسيروا خلفه ..ساروا قليلا حتى توقف بهم أمام أحد الزنازين وشرع فى فتح بابها وهو يقول متبرما
حظكوا من السما ...
فتح الزنزانة ثم دفعهم داخلها بقسۏة مرة أخرى وأغلقها خلفهم كانت الزنزانة أقل عددا من العنبر الآخر بكثير.. كانت تبدو أكثر آدمية من التى قبلها .. والفرش والأغطية كانت تبدو أكثر راحة من العنبرالأول نوعا ما ...نظر زملائهم إليهم متسائلين كما يفعل مع كل معتقل جديد فالقى بلال السلام ..فأجابه البعض بخفوت
بعد ساعة استيقظ بلال على هزات خفيفة ..أنتبه من نومه دفعة واحدة بإنفعال فربت الرجل الذى كان يوقظه على صدره يهدئه وهو يقول
أهدى يا أخى انا بصحيك علشان تلحق الصلاة متخافش
نهض بلال وهو يشعر أن عظامه مختلطة ببعضها البعض فى ألم شديد ..توجه إلى فارس وعمرو وأوقظهما بنفس الهزات الخفيفة فاستيقظوا بنفس الأنتباه المفاجىء واتساع حدقاتهما بإنفعال شديد فطمئنهم وهو يقول
يلا قوموا علشان نلحق الصلاة
زفر عمرو بقوة وهو يقول
يا أخى حرام عليك ده انا مصدقت يغمضلى جفن
توجه فارس إليه وهو يمسك بيده لينهضه رغما عنه قائلا
قوم صلى يا عمرو .. الله أعلم احنا أعمارنا هتخلص أمتى هنا
وقف بلال بعد أن توضأ ليصلى بهم ولكن الرجل الذى أيقظه اقترب منه وقال محذرا
كل واحد يصلى لوحده يا دكتور .. صلاة الجماعة ممنوعه هنا
أومأ بلال برأسه وقد تذكر ..فألتف إليه فارس قائلا
ويمنعوا صلاة الجماع ليه
ضړب عمرو كفا بكف وهو يقول
هو أحنا فى غوانتانمو ولا ايه
أنتهى الثلاثة من صلاتهم تباعا واحدا تلو الآخر.. مر يومان والحال هكذا لم يتغير ..
كانت بوابة الزنزانة تغلق عليهم فى تمام الخامسة والنص مساءا وكذا يكون أنتهى اليوم داخل السچن فيبدأ بلال فى أعطائهم بعض التمرينات الرياضية التى تقوى عظامهم لتستطيع تحمل خشن العيش داخل السچن وليستطيع مقاومة الرطوبة المنتشرة فى كل مكان فيه ... كان الجميع يستجيب له إلا واحدا لاحظ بلال أنه يرمقهم بنظرات
متابعة القراءة