رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


فى سكون وهو يشعر فيهما پألم شديد وكأن نغزات شوك شديدة تنغزه من كثرة الإرهاق والتعب والجهد ورغم أنها الليلة الأولى التى سينامها على فراشه بعد كل ما مر به إلا أنه لم يرتاح وظلت رأسه تدور حتى سقط فى نوم عميق فجأة وكأن النوم بئر قد أسقط فيه رغما عنه على حين غره
فى الصباح استيقظ على صوت رنين الهاتف فنهض وهو يشعر پألم فى عظامه شديد .. نهض بتاكسل وتثاقل وعندما فتح الباب سمع والدته تتحدث فى الهاتف قائلة 
لاء لسه مصحيش .. يابنتى أطمنى ليه القلق اللى انت فيه ده .. قلتلك امبارح أنه جه كويس ودخل نام .. لاء مټخافيش لو كان حصل حاجة كان هيبان عليه يعنى ..... طيب ماشى خلاص ..مع السلامة

أنهت المكالمة واستدارت لتجده يقف بجوار باب غرفته عاقدا ذراعيه أمام صدره والابتسامة تعلو وجهه وهو يقول 
كانت بتطمن عليا مش كده 
أبتسمت والدته بمكر وهى تقول بلامبالاة 
هى مين دى قصدك مين
اقترب منها وقبل وجنتها وهو يقول بمرح 
مش عارفة مين
يا ست أم فارس
ضحكت وهى تتجه للمطبخ فدخل خلفها وهو يقول بأصرار 
ممكن بقى تحكيلى كل حاجة مكنتش واخد بالى منها
ألقت عليه نظرة وهى تعد الأفطار ثم قالت 
وانا مالى أسأل صاحبة الشأن
تنهد بقوة وهو يقول 
اسألها ازاى بس.. مش هينفع اكلمها أصلا
وضعت والدته طبقين فى يديه ثم أخذت بقية الأطباق وخرجت من المطبخ وهو يتبعها
وقالت 
والله لو دخلت البيت من بابه هينفع تكلمها ونص كمان
جلس على المقعد خلف المائدة وهو يقول مراوغا
أنت شايفة كده يعنى 
نظرت له نظرة جانبية وضړبته على كتفه وهى تقول 
يا واد بطل تتلائم عليا .. ده انت عاوزها النهاردة قبل بكره
قال هو انا معرفش أهزر معاكى شوية يا حجة.. علطول فقسانى كده
أبتسمت فى سعادة وقالت 
تحب احددلك معاد أمتى
أخرج هاتفه من جيبه ووضعه أمامها على المائدة قائلا
دلوقتى
نظرت إلى الهاتف ثم نظرت إليه بدهشة وقالت 
أنت بتكلم جد يا واد
أخذ الهاتف وضغط رقم منزلها وأعطاها الهاتف وهو يومىء برأسه أى ..نعم
أخذت الهاتف
مبتسمة بدهشة من تصرفاته الصبيانية وكأنها ترى ولدها لأول مرة !
نظرت أم يحيى إلى مهرة التى كانت تفرك يديها بتوتر بالغ وقد احمرت وجنتيها بشدة بعد أن أخبرتها بطلب فارس وقالت لها 
يعنى مردتيش عليا يا مهرة.. أوعى تكونى مستغربة زيى انا وابوكى
لم تستطع أن ترفع وجهها كان الخبر كفيل بأن يفقدها وعيها ويلجم لسانها .. ها هو حبيب العمر يتقدم طالبا الزواج منها ثانى يوم تحرره من الأسر وكأنه لم يكن فى أسر السجون فقط .. هزتها أمها من كتفها وهى تقول 
يابنتى ردى على ابوكى
رفعت مهرة رأسها إلى والدها الذى قال 
هتعملى فيها مكسوفة.. ما تردى على طول ها اقوله أيه.. موافقة ولا رافضة
همهمت فى خفوت فلم يسمعها أحد منهما ...هتف والدها بصوت عالى انتفضت له وهو يقول 
متعلى صوتك
جلست والدتها بجوارها وهى تقول 
حبيبتى .. المرة دى مش هنجبرك على حاجة.. أنت حره مټخافيش.. أنا عارفة انه أكبر منك بعشر سنين واكتر وانت بتعتبريه زى اخوكى الكبير و........
قاطعتها مهرة فجأة وهى تقول بسرعة 
موافقة
فارس أنت بتهزر ولا بتكلم جد!
ضحك فارس وهو يجيب عمرو عبر الهاتف النقال 
هى الحاجات دى فيها هزار يا عبيط اخواتك انت ..طبعا بتكلم جد
قال عمرو بمرح 
أصل مش معقول .. أنت عارف انت اكبر منها بكام سنة ولا ناسى ...طب وهى وافقت ازاى
تنحنح فارس وهو يقول 
وأيه المشكلة .. مش فاهم
تنهد عمرو وقال 
طب وهى قالتلك أيه ..وافقت على أساس أيه يعنى
أبتسم فارس ابتسامة واسعة وهو يقول 
بينى وبينك انا كنت ھموت واشوفها واتكلم معاها.. لما طلعت عندهم فى البيت لما كنت بتفق مع والدها على التفاصيل بس هى بقى مرضيتش تخرج وامها قالتلى انها لو خرجت دلوقتى هيغمى عليها من الكسوف ..
ضحك مرة أخرى وهو يقول 
حتى لما اتلككت وقلتلهم طيب لو هى عاوزه تسألنى على حاجة هتعمل أيه ..وانا لو عاوز اسالها على حاجة هعمل ايه ... مامتها دخلت كلمتها وخرجت تقولى .. بتقولك لو عاوز تسألها
 

تم نسخ الرابط