رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
خرجتى ازاى دلوقتى .. مش بتقولى امك حاسباكى
حطيت منوم لماما هينيمها طول الليل وقلت اجيلك وارجع البيت من غير ما تحس انى خرجت .. وطبعا انت هتتقدم بكره رسمى ومش هتسيبنى فى اللى انا فيه ده لوحدى.. مش كده يا باسم.. مش كنت بتقول انك بتحبنى وانك مستعد تعمل أى حاجة علشانى
أغمضت عينيها وهى تتذكر نظرة عينيه فى تلك اللحظة وكيف عادت لبيتها وهى تجر أذيال الخيبة مترنحة لا تصدق ما فعله بها وافتراسه لها بعد
أن وثقت به وعاد صوته يتردد داخلها مرة أخرى وهو يقول بمنتهى الوقاحة
أعرف دكتور كويس هيرجعك زى ما كنت وأحسن كمان
ظلت مهرة تداعب أبناء عبير الأربعة وتجرى وهم يجرون خلفها وصوت ضحكاتهم يتردد بين جدران المنزل فى سعادة بينما قالت أم بلال وهى تضع يدها على صدرها
كفاية يا مهرة قلبى وجعنى من الضحك يابنتى
قالت عبير وهى تجرى خلف أحدهم بطبق الطعام
سيبيها يا ماما دول كده بياكلوا وجبتهم كلها
جلست مهرة على الأرض والأطفال تجذبها من يدها لتقوم مرة أخرى وهى تتنفس بصعوبة وتقول بأنفاس متقطعة
ضحكت عبير وهى تقول بمرح
أنت خلاص يا مهرة بقى عندك خبرة ينفع نجوزك من بكره
نهضت أم بلال وهى تقول
أنا هدخل اريح شوية دماغى وجعنى من كتر الضحك
نهضت مهرة وأخذت طفلين على قدماها تداعبهم وشرعت عبير فى إطعام الاثنين الآخرين وهى تنظر إلى مهرة نظرات متفحصة ثم قالت
مهرة .. أنت فى حاجة مضايقاكى
ألتفتت إليها مهرة بحيرة وقالت بتردد
ليه بتقولى كده
ركزت عبير على عينيها وقالت بثقة
علشان عارفاكى كويس .. لما بتبقى مضايقة ومهمومة بتقعدى تجرى وتلعبى وتضحكى أكتر من الطبيعى بتاعك
أحنا مش هنروح ل عزة ولا ايه يالا بقى قومى ألبسى
نهضت عبير وهى ترمقها بنظراتها وقالت
ماشى يا مهرة بس خليكى فكرة أنى أختك الكبيرة لو أحتاجتى تتكلمى انا موجوده
قالت عبير كلمتها الاخيرة وتوجهت لغرفتها مصطحبة أطفالها لتبدل لهم ملابسهم بينما كانت عينان مهرة تتابعها فى شرود وقد عاد الأسى يسكن قسمات هذا الوجه اليافع مرة أخرى وهى تتذكرنتيجة التنسيق التى كانت تتمناه وتحلم بها سابقا والتى وضعتها أول غباتها وهى تملأ استمارة الرغبات متنازلة عن مجموع درجاتها الذى يؤهلها لكلية أخرى ورغم ذلك اختارت أن تدرس نفس ما كان يدرسه أختارت كلية الحقوق !
أدخل يا عريس
أطل عمرو برأسه من فتحة الباب بابتسامته المرحة ودخل إليه يعانقه قائلا
وحشنى والله يا أستاذ صلاح
نظر إليه صلاح متأملا وهو يقول
وانت والله يا عمرو ..بس أيه الحلاوة دى .. هو الجواز عامل عمايله معاك ولا ايه
رفع عمرو يديه يستعرض عضلاته وقال بغرور مصطنع
لا ولسه مشفتش المجانص كمان
لم يضحك صلاح فنظر إليه عمرو فوجده ينظر خلفه ووجهه قد عاد إليه جموده فالټفت عمرو خلفه فوجد إلهام واقفة عند الباب وتنظر إليه بنظرات إعجاب جريئة تكاد تلتهمه بعينيها وقالت برقة
حمد لله على السلامة يا بشمهندس ..تعال المكتب شوية لو سمحت ضرورى
وخرجت متوجهة لمكتبها فوضع صلاح يديه على كتف عمرو وقال
ربنا يخليلك مراتك يابنى
نظر له عمرو نظر مبهمة واتجه إلى مكتب إلهام طرق الباب ودخل فقالت
أقفل الباب يا بشمهندس
أغلق عمرو الباب ووقف مكانه قائلا
خير يا بشمهندسة
أشارت له بالجلوس أمامها فاقترب قائلا
أنا أصلى لسه هستلم الشغل
قالت ببطء وهى تتفحصه
مش هعطلك كتير اتفضل
جلس عمرو على المقعد أمام المكتب متحاشيا النظر إليها مالت للأمام واسندت ذقنها إلى راحتها وهى تنظر إليه مبتسمة وقالت
تعرف أنك احلويت فعلا بعد الجواز
نهض عمرو على الفور وقال بضيق
معلش انا لازم امشى عندى شغل كتير
نهضت من مقعدها ودارت حول مكتبها ووقفت أمامه مدت يدها إليه ولمست بأناملها أزرار قميصه وقالت هامسة
أنت ليه
متابعة القراءة