رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
غاضبة
وكارهة لهم يظهر ذلك فى عينيه جليا كلما الټفت إليهم على مدار يومين كاملين ولأول مرة يتدخل هذا الرجل بالحديث عندما رأى فارس ينهض من فراشه ويجلس على طرف فراش بلال وهو يقول بقلق
مفيش أى وسيلة هنا نطمن الناس اللى برا علينا .. زمانهم دايخين علينا فى كل حته دلوقتى ومش لاقين لنا أثر ..
فقال هذا الرجل هاتفا
والله أهلكوا زمانهم مستريحين منكوا ومن التشدد بتاعكوا
ألتفت إليه فارس پغضب بينما ربت بلال على ذراعه حتى لا يرد عليه پغضب فصمت فارس وترك المجال ل بلال بالرد
فقال
له بابتسامة
هو فى أهل فى الدنيا يبقوا مستريحين وولادهم فى السچن
لا طبعا بس اللى زيكوا أهلهم هيستريحوا منهم .. تلاقى كل واحد فيكم عنده أخت بيجرجرها من شعرها وينزل فيها ضړب لو شافها بتسمع أغانى ولا بتتفرج على فيلم
آخر عبارة نطقها جعلت فارس وبلال ينظران إلى بعضهما البعض ويبتسمان رغما عنهما ..
مال فارس للأمام وهو يقول له
حضرتك العنوان غلط .. اللى بيعملوا كده الممثلين اللى بيطلعوا فى التلفزيون مش أحنا
الممثلين دول بيمثلوا حياتكم واللى بتعملوه فى أهلكوا بسبب تشددكوا فى الدين
تدخل بلال قائلا
ممكن اسأل حضرتك سؤال ..مش زمان كنا بنسمع أن الممثل علشان يندمج فى الدور بتاعه لازم يروح يعيش فى وسط الناس اللى هيمثل دورهم فى المسلسل
يعنى مثلا كنا زمان نسمع ان واحد راح دخل السچن علشان يعرف يمثل حال المساجين صح ولا لاء
أومأ الرجل برأسه قائلا
أه طبعا سمعنا كده كتير
ابتسم بلال ثم قال
طيب هل الممثل اللى بيمثل دور الملتزم ده بيروح يعيش مع الملتزمين فى بيوتهم وبيشوفهم بيعاملوا أهإليهم أزاى واخوتهم وزوجاتهم
هيروح ازاى يا شيخ يعيش معاهم فى بيوتهم هو طبعا بيتصور حياتكوا مع اهاليكوا
رفع بلال حاجبيه وقال بهدوء
طيب مش يبقى ده ظلم أنه يحكم علينا اننا بنضرب اخواتنا وزوجاتنا وهو عمره ما عاش وسطنا ونجرجرهم من شعرهم كمان علشان بيسمعوا أغانى ويطلع يمثل كده فى التلفزيون ويخلى الناس
تصدق عننا كده وتخاف مننا وأحنا مش بنعمل كده أصلا
تدخل زميلا آخر لهم وقال
والله أنت معاك حق يا شيخ ده أنا ليا جار زيك كده لما مراته بتقعد مع مراتى يرغوا مع بعض شوية بترجع مراتى تقولى أنت مش رومانسى ليه زى جارنا الشيخ
والله بقى أحنا خدنا عنكوا الفكره دى بسبب التشدد اللى أنتوا فيه
وكل حاجة حرام حرام حرام .. حرمتوا علينا عيشيتنا
أتكأ بلال على أحدى جانبيه وقال
طب ممكن اسألك سؤال كمان ومعلش تعإلى على نفسك وجاوبنى
قال الرجل بملل
أتفضل
قال بلال بجدية
حضرتك عندك سخان غاز ولا كهربا
نظر له الرجل بدهشة وقال متهكما
سخان غاز يا سيدى ليه
ابتسم بلال قائلا
ممتاز ... فاكر حضرتك أول مرة ركبته فيها
فاكر
أعتدل بلال فى جلسته وقال باهتمام
يا ترى شغلته لوحدك
زاد الرجل مللا وهو يجيب قائلا
لاء طبعا صاحب المحل قالى معاه كتالوج ولازم أمشى على الخطوات اللى فيه بالظبط
قصد بلال ان يقول ببرود
وسمعت كلامه ليه
هتف الرجل بعصبية
يعنى ايه سمعت كلامه ليه مش هما اللى عاملينه وأدرى بيه
عقد بلال بين حاجبيه وقال
صاحب المحل اللى اشتريت منه السخان متشدد زينا
صوب الجميع نظرة لبلال الذى كان يتحدث باريحية وسلاسة فى الحديث والغلاف الذى كان يميز حديثه هو المنطق والهدوء ... وخصيصا عندما ظهرت علامات الدهشة على وجه الرجل وقال بحيرة
مش فاهم
عقد بلال ذراعيه بهدوء وهو يقول
يعنى ربنا سبحانه وتعإلى هو اللى خلقنا وهو اللى قالنا عن طريق رسولنا محمد صل الله عليه وسلم أن ده حرام وده حلال سواء فى القرآن أو فى السنة ..
يعنى القرآن والسنة دول ومن بعديهم اقوال السلف الصالح هما الكتالوج بتاعنا
علشان كده لما أنا أقرا فى الكتالوج ده وأعرف أن ده حرام واقولك عليه مينفعش حضرتك تقول عليا
متابعة القراءة