رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


والسرور على محياها وسعد ابنها سعادة رقصت لها أسارير وجهه.. 
وعاد أبو نصر يفكر بولده وزوجته .
ما إن سار حتى سمع رجلا ينادي من يدل على أبي نصر الصياد 
فدله الناس على الرجل.. فقال له إن أباك كان قد أقرضني مالا منذ عشرين سنة ثم ماټ خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم فهو مال أبيك .
يقول أبو نصر الصياد 
وتحولت غنيا بإذن الله تعالى وكثر مالي و ملكت البيوت وفاضت تجارتي وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة في شك رالله تعالى ..
ومرت الأيام وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي!!
وفي ليلة من الليالي رأيت في المنام أن الميزان قد وضع ونادى مناد أبا نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي فرجحت السيئات ..

فقلت أين الأموال التي تصدقت بها فوضعت الأموال فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بصنيع كأنه لفافة من القطن لا تساوي شيئا ورجحت السيئات 
وبكيت .. بكيت حتى كادت نفسي تذهب وأحشائي تتقطع . وقلت ما النجاة 
وسمعت المنادي يقول هل بقى له من شيء 
فأسمع الملك يقول نعم بقيت له رقاقتان ...
وتوضع الرقاقتان الفطيرتان في كفة الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات.
فبقيت خائڤا .. وأسمع المنادي مرة أخرى يقول هل بقى له من شيء فأسمع الملك يقول بقى له شيء
قلت ما هو ...
قيل له دموع المرأة حين أعطيتها الرقاقتين .
فوزنت الدموع فإذا بها كالحجر الصقيل وژنا .فثقلت كفة الحسنات ففرحت فرحا شديدا .. 
وأسمع المنادي كرة أخرى يقول هل بقى له من شيء 
فقيل نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت أمه الرقاقتان ...
وترجح كفة الحسنات...و ترجح
...وترجح.. 
وأسمع المنادي يقول لقد نجا ... لقد نجا 
فاستيقظت من النوم فزعا أقول ما قاله لي أحمد بن مسكين حين رد إلي إحدى الفطيرتين لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة .
أنهى بلال حكايته قائلا فهمت اللى عاوز اقوله يا فارس
كان فارس يستمع وهو يشعر بالراحه وكلما سمع وأنصت كلما شعر بالرضا وفهم مالم يفهم من قبل وقال
فهمت يا بلال...أنا كنت عايش علشان نفسى وأحلامى وبس وعلشان كده أخدت على قد ما قدمت
الفصل الثامن
عاد فارس أدراجه الى منزله وهو شاردا فى كلام صديقه بلال وأخذ يسمعه يصدح فى عقله ويتردد صداه بداخله مرات ومرات
شوف يا فارس اللى حصلك ده سببه حاجات كتير أوى ولو بصينا على الاسباب الدنيويه اللى أنت بصيت عليها وركزت كل تفكيرك فيها مش هنلاقيلها حل ابدا لان الفساد هيفضل موجود
عاوزين نبص لأسباب تانيه ..الاسباب الحقيقيه يا فارس..أنت يا فارس عرفت الحړام والحلال ورغم كده
تماديت فى الحړام وفضلت نزواتك ودنيتك على حساب أخرتك علشان كده التوفيق مبقاش حليفك وبعد عنك ...وأنت ربنا بيحبك أنه أبتلاك فى الدنيا علشان يفوقك وترجعله أحسن ما كان الحساب يجمع فى الاخره ..
وأنا مش هتكلم كتير أنا هقولك حديث النبى صلى الله عليه وسلم 
و إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ...عارف معنى الكلام ده ايه..معناه انك ممكن يكون جاي للأنسان رزق من ربنا فى اى حاجه سواء بقى فلوس أولاد عريس عروسه شغل ..اى حاجه ..وييجى الانسان يرتكب ذنب ولا معصيه فيحرم من الرزق اللى كان جايله ده..ويقعد يقول ليه وعلشان ايه ويبص للأسباب الدنيويه وميخدش باله أنه ممكن يكون أتحرم منه لانه أرتكب معصيه تغضب ربه
عاد من شروده إلى أرض الواقع دفعة واحده عندما اصطدم بمهرة التى كانت تعبر بوابة بنايتهم وهى تبكى بشدة وتفرك عينيها
حاول أن يحدثها ولكنها أسرعت للداخل فى ڠضب ..لحق بها ووقف يسد الطريق أمامها وقال بأسف حقيقى
متزعليش بقى خلى قلبك أبيض ده أحنا أصحاب من زمان يعنى
صاحت وهى تبكى برضه مخصماك ومش هكلمك وانا قلبى مش بيضا
ضحك وهو يقول لاء انتى قلبك بيضا أنا عارف
جلس على أول درجة من السلم ليمنعها من العبور وأستند براسه على قبضته وقال
ولو مصلحتنيش هفضل زعلان على طول..ثم استدرك بمكر لكن لو صلحتينى هاجبلك هديه كان نفسك فيها من زمااااان اوى
قالت بلهفه وهى تمسح دموعها بكلتا يديها بجد هتجبلى العروسه
 

تم نسخ الرابط