رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


لم يكن هناك مجالا هو يريد معرفة رأيها فى الحال تنفست بعمق وهى تحاول رسم السعادة على وجهها وقالت
طب ممكن يا حبيبى تستنى لما أخد رأى ماما .. مش دى الأصول برضة.
قال وبجدية
هستناكى تردى عليا النهاردة.. مش هنام غير لما تكلمينى ..ولو متكلمتيش النهاردة هعرف انك مش عاوزانى أصلا.
رأت الجدية والحسم فى عينيه وهو يتحدث تعلمه جيدا إنه لا يحب المزاح فى الأمور الجدية ولا يخلط بينهما وهذا ما يزيده رهبة فى عينيها وهو يتحدث بمثل هذا الحسم
أومأت برأسها وهى تقول
حاضر ..هتكلم مع ماما وهرد عليك النهاردة
قال وهو يشير لسيارة الأجرة

مش هنام ..هستناكى ان شاالله للفجر
ضړبت والدتها كفا بكف وهى تقول پغضب
وبعد سنة يجى يقولك عاوز اكتب الكتاب ويمكن عاوز نعمل دخلة وتروحى تقعدى فى الحارة مع امه مش كده.. وساعتها برضة هتعملى زى دلوقتى وتقوليلى هعمل ايه يا ماما ماهو مش سايبلى اختيارات تانية
عقدت دنيا ذراعيها وقالت بحنق
طب قوليلى اعمل ايه ..وقبل ما تقولى أى حاجة لازم تعملى حسابك انى بحبه ومش ناوية اسيبه .. أنا بس كنت بأجل لما ياخد وضعه مش أكتر
تفحصتها والدتها برهة ثم قالت
انا أمك وعارفاكى كويس.. أنت مش متمسكة بيه علشان بتحبيه.. أنت بس شايفاه أحسن واحد لغاية دلوقتى ومتأكدة ان لو حد غيره عجبك هتسبيه وترميه ورا ضهرك
رفضت دنيا حديث والدتها بشدة وقالت
لا يا ماما .. أنا بحبه وعارفة طموحه كويس ممكن يوصله لفين.. وانا عاوزه أوصل معاه يا ماما للى هيوصله .. ومش عاوزه أخسره وبعدين دى خطوبة ولا هتقدم ولا هتأخر
قالت والدتها بحنق
وبعدين خلاص تبقى خطيبته وتدخلوا وتخرجوا مع بعض وأى حد أحسن منه تعجبيه يقول بس يا خسارة دى مخطوبة خلاص.. وسوقك يقف على كده ..صح
ابتسمت بسخرية وقالت
لا متقلقيش ولا خروج ولا دخول هو أصلا مش عاوز كده.. ده داخلى فى موال حلال وحرام .. ومينفعش ابصلك ومينفعش اقابلك والكلام ده .. هو بس عاوز يطمن انى عاوزاه وموافقة على الارتباط بيه قبل ما يبقى وكيل نيابة
زفرت والدتها بضيق وهى تقول
استغفر الله العظيم ..أعملى اللى انت عاوزاه
كان يقف فى شرفته الصغيرة يحتسى القهوة ببطء ويدور فى عقله ألف سؤال وسؤال حين سمع رنين الهاتف ورأى والدته تخرج من غرفتها فقال على الفور 
خليكى يا ماما التليفون ده ليا
وقفت والدته أمام باب غرفتها وهى تراه يلتقط سماعة الهاتف بلهفة ويجيبها صمت قليلا وأرتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة وهو يقول
يعنى والدتك وافقت على الخطوبة بس
كانت دنيا على الطرف الآخر تنظر لوالدتها وهى تقول له عبر الهاتف 
ايوا يا حبيبى معلش بقى حاولت معاها كتير توافق على كتب الكتاب بس رفضت جدا وقالت لاء خطوبة بس فى الأول كده زى كل الناس وبعدين بقى لما نجهز نبقى نكتب الكتاب
أبتسم فارس وهو يقول 
خلاص نعمل الخطوبة زى ما كنا متفقين قبل كده..
حدديلى معاد مع باباكي
أغلق الهاتف وقد علت وجهه ابتسامة رضا كبيرة والټفت ليجد والدته تقف خلفه تنظر له بحزن وقالت
برضة هتخطبها يا فارس
تغيرت ملامحه وقد شعر بحزن والدته الذى يطل من عينيها وأقبل عليها يقبل رأسها قائلا بخفوت
والله يا ماما دنيا بتحبنى مش زى ما انت فاكره .. وبكره تعرفى كده لما تلاقينى سعيد معاها
أومأت برأسها باستسلام وهى تقول
خلاص يابنى اللى يريحك
قبل يدها وهو يقول برجاء
مفيش حاجة هتنفع من غير رضاكى يا ماما
حاولت أن تبتسم لكنها فشلت وقالت 
أنا عمرى ما ڠضبت عليك وانت عارف كده .. وربنا يوفقك فى حياتك ويخلف ظنى يارب
فى اليوم التالى طرقت دنيا باب غرفة والدها دخلت وانتظرته حتى ينهى صلاة العصر وما أن انتهى من صلاته حتى ابتسم لها وهو ينهض فاقتربت منه قبلت كتفه فقال وهو ينظر إليها بابتسامة حانية 
والدتك قالتلى على حكاية العريس ..هو محامى ولا وكيل نيابة ولا ايه بالظبط
قاطعهم دخول والدتها تدعوهما لتناول الغذاء ألتف ثلاثتهم حول مائدة الغذاء حيث قال والدها
ها أحكيلى بقى
وضعت دنيا الملعقة وهى تقول
هو بيشتغل فى مكتب الأستاذ حمدى مهران من قبل ما نتخرج وان شاء الله سنة ويبقى وكيل نيابة
أومأ برأسه وهو يقول
ممتاز .. يعنى شاب
 

تم نسخ الرابط