رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
وتهزها هاتفة بها
قومى يا دنيا.. أيه اللى جاب التليفون ده معاكى
نهضت دنيا متكاسلة وهى تتثائب فتحت عيونها فوجدت والدتها تمسك هاتفها النقال بين يديها وتقلبه متسائلة
بتاع مين ده يا دنيا
أنتزعته من يد والدتها وهى تقول برجاء
الله يخليكى يا ماما مش عاوزه بابا يعرف ليقعد يحقق معايا
نظرت لها والدتها بشك وقالت
وانا يعنى مش هسألك
قبلتها دنيا على وجنتها وقالت
أنت مامتى حبيبتى مش هتعقديلى الدنيا زى بابا
أبعدتها والدتها عنها قليلا وبرفق قالت
طب جاوبينى مين اللى أدهولك
أستاذ باسم مدير المكتب اللى حكتلك عنه قبل كده أنه عاوز ياخدنى معاه مكتبه
بمناسبة عيد ميلادى يا حبيبتى
صمتت والدتها قليلا ثم قالت بتوجس
مش عارفة.. مش مرتاحة
عانقتها دنيا وقبلتها مرة أخرى وهى تنهض من الفراش قائلة بثقة
متقلقيش يا حبيبتى .. أنا عارفة بتعامل مع الناس ازاى
نظرت والدتها إليها وقد خرجت من الغرفة ثم التفتت إلى الهاتف الملقى على الفراش وشردت تماما ولأول مرة تشعر بالقلق حيال تصرفات ابنتها.
ويوم الخميس وفى المساء كان منزل عزة مهيأ
لتلك المناسبة المبهجة حفل خطوبة عزة وعمرو كان الحفل بسيط ينعزل فيه الرجال عن النساء نوعا ما فالنساء فى الصالون والرجال فى الخارج يفصل بينهما بابا لا يكاد ينغلق من الزحام لذلك احتفظت عبير بنقابها حتى لا يراها أحد دون أن تشعر.
كان فارس يجلس مع الرجال فى الخارج وفجأة شعر بمن يهزه من الخلف نظر خلفه فوجد مهرة أبتسم كعادته كلما رآها واستدار إليها فى جلسته ودون أن يقف أقتربت من أذنه وهى تشير إلى محمود أخو عمرو الأصغر والذى لم يتجاوز الثانوية بعد وهى تقول
ألحق يا فارس.. الواد الرخم ده بيضايقنى
بس هو شافك أزاى أصلا علشان يضايقك
نظرت له پغضب ومطت شفتاها وقالت
أنت كمان بتتريق عليا
قال مداعبا
طب متزعليش بقى خلاص انا هقوم أكسرلك عضمه
ثم حك ذقنه وهو يقول
هو ضايقك ازاى يعنى.. خد منك حاجة
حركت رأسها نفيا وقالت
لاء بيقولى شعرك حلو أوى
نظر لها بدهشة ثم تصنع الجدية والڠضب وهب واقفا وهو يقول
طب استنى هنا انا هروح أكسرهولك
تقدم فارس من محمود أخو عمرو وهى تتبعه كظله وقال مداعبا له
أنت يا أخ انت بتعاكس خطيبتى ليه
ضحك محمود وهو يقول
الأوزعة دى خطيبتك
صاحت مهرة من جواره پغضب
أنا مش أوزعة
أمسكه فارس من شعره كما يفعل به دائما كلما رآه وقال له
عارف لو شفتك بضايقها تانى هعمل فيك أيه ..هحلقلك شعرك اللى فرحان بيه ده زلبطة
ثم الټفت إلى مهرة وأشار لها آمرا وقال بجدية مصطنعة
اتفضلى يا هانم اقعدى جوه مع الستات .. أيه اللى مطلعك وسط الرجالة
أستدارت مهرة وهى تنظر إلى محمود بانتصار وشماتة ودخلت عند النساء كما أمرها فارس
بينما قال فارس لمحمود بجدية
أنت من صغرك كده هتقعد تعاكس البنات.. أومال لما تكبر شوية هتعمل ايه ..وبعدين ملقتش إلا مهرة يعنى
قال محمود بخجل
بصراحة يا أبيه فارس أنا ناوى اخطبها لما تكبر.. أنا رايح تالتة ثانوى وهى رايحة تالتة أعدادى.. يعنى قريبين من بعض
أمسكه فارس من كتفه وقال بجدية
بقولك ايه يا محمود .. أنت فى مرحلة حرجة دلوقتى .. يعنى تركز فى مذاكرتك أحسن يابنى علشان تعرف تدخل كلية محترمة وبعدين يعنى اشمعنى مهرة .. دى شعرها أطول منها
ماهو ده اللى عاجبنى فيها يا أبيه
كتم فارس غيظه وهو ينظر إليه شاعرا بتفاهته وقال
هو انا واقف معاك ليه أصلا .. أمشي يالا من هنا
وقفت امرأة بجوار عبير عن قصد وقالت بتشفى
عقبالك يا حبيبتى
نظرت لها عبير بود وقالت
جزاك الله خيرا يا طنط عقبال بناتك يارب كده لما تفرحى بيهم
ضحكت المرأة وهى تنوى أغاظتها وقالت
بناتى ! ..أنا بناتى اتجوزوا من زمان يا حبيبتى .. مفيش واحدة فيهم قعدت لبعد العشرين ..عقبالك انت بقى
صمتت عبير
متابعة القراءة