رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


غيرك ..صح ولا لاء
نظرت إليه بشك وهى تقول
مش عارفة يا عمرو.. هدوءك ده مش مطمنى خالص
ضحك مرة أخرى وظهر عليه الاستمتاع بالحديث وهو يقول 
ليه بس يا حبيبى
أستندت إلى ظهر الأريكة وعقدت ذراعيها أمام صدرها ثم قالت 
أصل انت من عوايدك يعنى انى لما بقولك حاجة غلط بيبان عليك انك مضايق وبتقعد تدافع عن نفسك .. لكن دلوقتى هادى كده زى ما تكون بتأكدلى أحساسى
ضړب كفا بكف وهو يحرك رأسه متعجبا منها وقال 
والله انت
مچنونة يا حبيبتى
نظرت إليه بدهشة فأومأ برأسه مؤكدا وهو يقول بمرح 
اه والله مچنونة صدقينى .. يعنى انا أتعصب تقوليلى أنت عصبى وبتتخانق ..أبقى هادى تقوليلى هدوءك مش مريحنى ..أعمل فيكى أيه دلوقتى

نظرت إليه وقالت بجدية 
شفت بقى أنت بتوهنى ازاى وبتهرب من الكلام
لف ذراعه حول كتفها وجذبها إليه وقال 
طيب أنا هريحك .. أولا الست دى أكبر منى بكتير جدا ومتجوزة راجل أعمال و ملياردير ومديها الشركة دى تديرها .. وانا واحد من مئات المهندسين اللى شغالين عندها زيى زى غيرى ..كل اللى يميزنى أنها عارفة أنى أهم الدكتور حمدى أخوها علشان كده لما الأستاذ صلاح سأل عنى لما غبت وده طبيعى طبعا أى موظف يغيب لازم يعرفوا غايب ليه ... وعرف منك اللى حصلى قالها وهى علشان عارفه انى أهم الدكتور حمدى أدخلت فى الموضوع بمعارفها الكتير.. وطبعا كده ولا كده كانت هتعرف بموضوع دنيا والست كتر خيرها قالتلنا علشان ناخد بالنا منها ...أما بقى موضوع الشغل فترشيحها ليا للسفر فدى حاجة تشكر عليها ..هى عارفة انى فى بداية حياتى وعاوزه تخدمنى علشان خاطر أخوها برضة .. ها أقتنعتى ولا لسه ..
نظرت إليه بعيون غير مطمئنة ولكنها لم تجد ما تقوله .. أستطاع أن يسكتها ولكنه لم يستطع أن يقنع نفسه بما قال دارت الشكوك برأسه مرة أخرى ولكنه نفضها جميعا عندما سمعها تقول 
عمرو أنا بجد متشكرة أوى
الټفت إليها متعجبا وهو يقول 
متشكره على ايه
قالت بابتسامة رقيقة 
علشان وافقت انى اروح الدكتورة واشوف موضوع الحمل ده اللى اتأخر .
نظر أمامه بشرود ثم قال 
أنا كنت غلطان يا عزة .. أنا كنت بفكر فى نفسى وراحتى وبس ..مفكرتش فى مشاعرك انت ورغبتك فى انك تبقى أم زيك زى أختك تمام .. نفسك يبقى عندك ولاد كده زيها تربيهم وتهتمى بيهم وتشبعى غريزة الأمومة فيهم ...لكن الحمد لله انى انتبهت لخطأى ده بدرى ..اللى شوفته فى المعټقل ده خلانى اراجع أمورى فحاجات كتير أوى فى حياتى واحس انى تافه وأنانى ومبفكرش غير فى نفسى
لاحظت عزة الوجوم الذى ظهر على قسمات وجهه واحتلها بضراوة مما غير ملامحه كثيرا .. شعر بأناملها تعبث بوجنته وهى تقول هامسة
أنا بحبك فى كل حالاتك
أبتسم وهو يلتفت إليها وقد عادت إليه روحه المرحة وقال 
وبعدين الحمل متأخرش ولا حاجة.. أنا اللى مكنتش هنا !
أنت ازاى تعمل كده فى بنتك يا ابو يحيى.. مش حرام عليك
لوح والدها بيده وهو يقول بعصبية 
معلش بقى يا ست ام فارس.. دى بنتى وانا حر فيها.. أضربها اموتها محدش له عندى حاجة
أطلت من عينيها نظرات غاضبة ولأول مرة تخرج عن شعورها وتتكلم بعصبية شديدة وأخذت تهتف به قائلة 
بنتك! .. تعرف ايه انت عن بنتك .. بنتك دى كانت بتقعد عندى أكتر ما كانت بتقعد فى بيتك ..كانت بتلجالى وتحكيلى مشاكلها أكتر من أمها نفسها.. لما كانت بتتعب ونوديها للدكتور ويكشف عليها ويسألنا عن أسامى الأدوية بتاعتها ولا تعبت أمتى ..أمها مكانتش بتعرف.. أنا اللى كنت برد.. مفيش دكتور روحناله إلا لما افتكر أن انا اللى أمها مش مراتك يا ابو يحيى .. أبنى كان بيعلمها ويوجهها ويذاكرلها وانت حتى متعرفش هى فى سنة كام ... أنت كنت بتخرج الفجر ترجع نص الليل وامها كانت بتخرج تشتغل علشان تكفى طلباتها هى ويحيى وكنتوا بتسيبوها لوحدها فى البيت وهى عيلة . 
بكت أم يحيى كثيرا وهى تستمع لكلمات أم فارس ولقد كانت تعلم أنها محقة ..تابعت أم فارس وهى تشير إلى مهرة وتقول 
بصلها كده بعد
 

تم نسخ الرابط