رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
طبعا يا دنيا اصلك متعرفيش الراجل ده كان عاوز ايه
قطبت جبينها وقالت ضيق
ليه يا فارس ليه.. دى فرصة جات لحد عندنا كنت هتطلعلك منها بكام ألف
أبتسم ساخرا وهو يقول
حتى لو كانوا كام ألف حرام
صمتت وهى تنظر إليه بدهشة ودخلت نورا لتخبره أن الدكتور حمدى يطلبه ولكنه لم ينتبه لها وهو يقول
الراجل طلق مراته وعاوز يدعى عليها انها ماشيها بطال علشان ميديهاش حقها لاء وكمان هيجيب شهود زور على كده ..
وهز رأسه متهكما وهو يقول
لاء ويقولى خد القضية لحسابك ...فاكرنى على آخر الزمن هاكل حرام
صمتت دنيا تفكر فى كلماته فبرغم شعورها بالحنق تجاه رفضه للقضية إلا أنها لم تستطع أخفاء شعورها بالأعجاب تجاهه لم تكن هى الوحيدة التى أعجبت به بل كانت نورا أيضا التى كانت تقف تنظر إليه باحترام شديد حانت منه التفاتة إليها انتزعتها من أفكارها وقالت بسرعة
أهدى يا دكتور الراجل مشى خلاص
شفت الراجل الوقح ده كان عاوز ايه
أومأ فارس مجيبا وهو يقول
أيوا يا دكتور وعموما أنا اديته اللى فيه النصيب ومشى
نظر إليه حمدى مستفهما فقال فارس
أديته كلمتين فى عضمه يمكن يفوقوه ويفكروه ان فى آخره وعذاب وحساب من ربنا
ضړب حمدى كفيه ببعضهما وهو يهتف متعجبا
لاء ومش دى المصېبة يا فارس .. المصېبة أنى كنت فاكر انى مشغل معايا ناس عندهم ضمير لكن للأسف الكام محامى اللى شفتهم بره بيهدوه كانوا موجودين ويقولولى وفيها ايه يا دكتور ده شغل ..تخيل يا فارس انا على أخر الزمن اشتغل بالطريقة دى
أنا هروح اجيب لحضرتك كوباية ماية
أشار إليه حمدى مستوقفا أياه وهو يقول
لا متقلقش يا فارس..أنا خلاص هديت وبقيت كويس متقلقش
ثم زفر وهو يعيد ظهره إلى الوراء ويستند إلى ظهر كرسيه وهو ينظر لفارس قائلا
الحمد لله أنا كده اتأكدت أنى اخترت صح من الأول
أنتهت نورا من عملها وانصرفت من المكتب وما إن هبطت للأسفل حتى
وجدت خطيبها رامى ينتظرها أمام البناية داخل سيارته الصغيرة أبتسمت ابتسامة صغيرة واستقلت السيارة بجواره فانطلق بها وهو يقول
وحشتينى يا نورا .. شكلك مرهق أوى النهاردة
نظرت له وقد بدا عليها الإرهاق بشدة وهى تقول
أنا مش عارف أيه اللى جابرك على كده .. منا قلتلك كفاية بقى من زمان بس انت اللى مصممة تشتغلى مش عارف ليه ..كان يتوقع أن تتكلم بحدة كعادتها عندما تأتى سيرة عملها ولكنها هذه المرة
قابلت الحديث بصمت وهى تستند برأسها للخلف وتقول
هبقى افكر فى الموضوع ده تانى
أغمضت عينيها باسترخاء ولكن فجأة فتحتهما وكأنها تذكرت شيئا وقالت باهتمام
عاوزة آخد رأيك فى حاجة مهمة
قولى يا نورا انا سامعك
قصت عليه ماحدث فى المكتب اليوم من شد وجذب مع هذا الرجل ولكنها لم تذكر له رد فعل فارس واكتفت بما فعله الدكتور حمدى ثم قالت تختبره
قال بسرعة وبدون تفكير
قالت ببطء
حتى لو كان هيدفعلى الفلوس اللى انا عاوزاها
قال بضجر
حتى لو كان هيدفع مال قارون دى هتبقى فلوس حرام
أبتسمت نورا وهى تسترخى بجسدها بالكامل للوراء وتسائلت لماذا إذن لم تكن ترى خطيبها يحمل تلك المشاعر النبيلة والضمير اليقظ من قبل هل لأنها لم ترى إلا فارس فقط أم لأنها كانت تحكم على رامى مسبقا دون أن تعرف شيئا عنه أو تحتك به عن قرب كما كان يحدث هذا يوميا مع فارس تعددت الأسباب والحكم واحد فى النهاية لا تعلم لماذا بدت صورة فارس أمام عينيها تتلاشى لتحل محلاها صورة رامى الجالس بجانبها خلف عجلة القيادة حانت منه التفاتة إليها فرأى نظرات الحب التى لم يرها أبدا فى عينيها منذ أن عقد قرانها فأوقف السيارة جانبا وظل ينظر إليها بحب وشوق لتلك النظرة المطلة من عينيها فقالت
وقفت العربية ليه
متابعة القراءة