رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


كل ده .. كل ده علشان حكمت بشرع ربنا.. وانت حتى مش عاوز تسمعنى لما اقول كل اللى عندى
لم يجد أجابة من أبو يحيى إلا أن صفع الباب فى وجهه مرة واحدة بدون سابق انذار ..ضړب فارس سور الدرج بقبضته حتى آلمته بشدة وهو يهتف بحنق 
والله ده حرام حرام اللى بيحصل ده
لحقت به والدته وأخذته وهبطت به للأسفل وهى تقول 
تعالى يابنى استنى لما النفوس تصفى وبعدين نتكلم معاه.. تعالى احكيلى ايه اللى حصل
أما فى غرفة مهرة فقلد كانت تبكى وتشهق وهى تضع يدها على فمها حتى لا تصدر صوتا يستفزه من جديد وهو واقف أمامها مصدرا لأوامره وهو يقول 

مفيش خروج ولا دخول ولا جامعة ولا غيره خلاص .. وتليفونك هيفضل معايا .. وهجيب مراتى التانية تقعد معاكى هنا وتحرسك ..ويبقى يورينى نفسه بقى سعادت الباشا الدكتور.. تراجعت فى فراشها حتى التصقت بالحائط وضمت ركبتيها إلى صدرها وهى تأن أنين المعذبين وټدفن رأسها بين قدميها وتشكوا بثها وحزنها لله وحده
وبالفعل هاتف زوجته الثانية وأمرها أن تاتى ببعض ملابسها لتكون بجوار مهرة مراقبة لتصرفاتها فى غيابه وقص عليها ماحدث.. كانت زوجته سعيدة بما فعل بأم يحيى وأنها أنتصرت على ضرتها وآلمتها وستؤلمها أكثر حينما تنام فى فراشها وتتحكم فى ابنتها وجاءت مسرعة إليه ...
وفى الصباح أخبرته والدته أن زوجة أبيها جاءت لتسكن معهم فى نفس الشقة أستشاط ڠضبا وهو لا يعرف ماذا يفعل لا يريد أن يتدخل بشكل أكثر قوة حتى لا تفسد العلاقات بين العائلتين أكثر من هذا وكان مضطرا للحاق بعمرو فى النيابة ليتعرف على نتيجة تقرير هيئة الاثار ..
توجه إلى النيابة من جديد وهناك كانت النتيجة ليست مفاجئة له بل كما توقع تماما .. يقول مفتش الاثار الخبير بان القطعة الاثرية التى عرضت عليه قطعة حقيقية غير مزيفة .. شكك فارس فى نتيجة الفحص وطالب بفحصها مرة أخرى عن طريق لجنة أخرى .. تم الاستجابة لطلبه وأعيدت لعرضها على لجنة أخرى .. تقدم عمرو تجاه فارس وهو يقول بقلق 
هنعمل ايه دلوقتى يا فارس
تنهد فارس وقد ظهرت علامات الاستياء على وجهه وهو يقول 
زى ما قلتلك
بالظبط هنسبقهم بخطوه المره دى
نظر له عمرو متعجبا وقال 
مالك يا فارس فى حاجة مضايقاك
أومأ فارس برأسه وهو يشعر أنه يحمل هما تنوء منه الجبال وقص على عمرو ما حدث بالامس مع والد مهرة .. ما كاد ينتهى من حديثه حتى وجد والدته تتصل به بألحاح أجابها على الفور فقالت بإضطراب 
مرات حماك التانية خبطت عليا وقالتلى أن جوزها راح يشوف محامى علشان يرفع قضية طلاق
أغمض فارس عينيه وقال بحزن 
طيب يا ماما اقفلى دلوقتى معلش وهبقى أكلمك تانى
نظر إليه عمروهو يقول في إضطراب 
حصل ايه
خالطت ابتسامة متهكمة حزينة شفتيه وهو يقول 
حمايا شكله كان بيتلكك علشان يطلقها مني .. راح يدور على محامى يرفع قضية الطلاق
وضع عمرو يده على كتف فارس وهو يقول مطمئنا 
متخافش مش انت واثق أنها عايزاك
أطلت نظرات القلق والحزن من عينيه وهو يقول 
انا خاېف عليها اوى يا عمرو لوحدها فى وسط كل ده
ذهب فارس بصحبة عمرو كما اتفقا مسبقا لهيئة الاثار ليحاول فارس استباق نادر بخطوة كما كان يخطط من قبل .. صافحه
فارس وهو يعرفه بنفسه ويقدم الكارت الشخصى الخاص به مبتسما ... نظر مفتش الاثار إلى الكارت ثم إلى فارس متفحصا له وهو يضيق عينيه ثم قال متسائلا 
هو مش حضرتك كنت بتشتغل فى مكتب الدكتور حمدى مهران
أنتبهت حواس فارس وهو يومىء ببطء قائلا
ايوا هو حضرتك تعرفنى قبل كده
ابتسم الرجل ويهز رأسه قائلا 
سبحان الله الدنيا صغيرة أوى .. هو حضرتك مش فاكرنى ولا ايه يا استاذ فارس
تأمله فارس قليلا محاولا تذكره ثم قال 
الحقيقة هو شكل حضرتك مش غريب عليا بس مش فاكر بصراحه
استند الرجل إلى مكتبه وشبك اصابع كفيه فى بعضهما وقال بتاثر 
مش فاكر الراجل اللى مراته رفعت عليه قضية طلاق وعلشان مكنش عاوز يديها حقوقها جالكوا المكتب بتاعكوا وكان عاوز يتهمها فى شرفها ظلم ويفترى عليها وانت قعدت تنصحه وتقوله
 

تم نسخ الرابط