رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
بلال وهو يجيبه بصوت خفيض
الله يسلمك ..ها أخبار المركز أيه
رفع المساعد كتفيه وهو يقول
حضرتك مشيت من غير ما تقولى.. وطبعا الناس ابتدت تضايق من سفرك المفاجى . والناس تفهمت الوضع وبلغناهم اننا هنتصل بيهم تانى لما المركز يرجع يشتغل
ظهرت البشاشة على وجه بلال مقدرا لمجهود زوجته فى الحفاظ على سمعته كطبيب فلم تكن عبير تطمح فى أن ينتظره المرضى فالمړض لا يمكن الصبر عليه ولكن كل طموحها كان فى الحفاظ على سمعته كطبيب حتى لا تتأثر بهذا الاختفاء المفاجىء وانتقطاعه عن متابعة المرضى ... ألتفت إلى مساعده وقال متسائلا
قال المساعد
مش انا دى زوجة حضرتك .. وانا كنت نازل اشترى شوية حاجات كده للمركز
رفع بلال حاجبيه قائلا
يعنى هى جوه دلوقتى
أومأ المساعد برأسه ثم قال
قالتلى اجيب الحاجات دى.. ولما ارجع هى هتمشى على طول
أخذ بلال الأشياء من يد المساعد وقال
خلاص امشى انت .. النهاردة أجازة بمناسبة رجوعى
كانت عبير تجلس على مقعده خلف مكتبه وهى تقلب أوراقه وتحاول فهم ما بها برغم صعوبتها .. شعرت بمقبض الباب يفتح فعقدت جبينها وأنزلت النقاب على وجهها ونهضت واقفة بتوتر .. عقدت جبينها بقوة وهى لا تعلم أنها سترى أحب الوجوه إليها على الأطلاق .. فتح الباب ولكن أحدا لم يدخل ولكنها سمعت صوته يقول
صړخت عبير ووضعت يدها على فمها وجرت باتجاه الباب وفتحته بلهفة لتنظر إليه وإلى ابتسامتة التى زينة وجهه وابتلعت ريقها وهى تحدق به غير مصدقة أنه يقف أمامها ..
لم تمضى عليها ثوان حتى دارت رأسها وسقطت مكانها ولكنها لم تفقد الوعى ... حملها بلال وأغلق الباب خلفه بقدمه وتوجه بها إلى مقعد الكشف الكبير ووضعها برفق ورفع النقاب عن وجهها وهو يقول بلوعة
عبير.. أنت كويسة
نظرت إليه بعيون دامعة وهى تقول بوهن
أنت بجد ولا حلم
أبتسم وهو يمسح على وجنتها ويمرر أنامله على وجهها وهو يقول هامسا
وضعت يدها على وجهه تتحسسه باضطراب وهى مازالت غير مصدقة وتقول
يعنى انا مش بحلم ..
قالت كلمتها وبدأت فى بكاء مرير ولفت ذراعيها حول رقبته وعانقته بقوة وهى تتشممه وتبكى وتنتفض وتقول هاتفة
يارب مكنش بحلم .. يارب تكون حقيقى يا بلال.. يارب تكون رجعتلى يا حبيبى
ضمھا إليه بقوة وهو يمسح على ظهرها برقة وقد اغرورقت عيناه بالدموع من فرط تأثره بكلماتها وهو يقول مطمئنا
أطمنى يا حبيبتى.. أنا هنا والله.. أنا بجد .. أطمنى ... وحشتينى وحشتينى أوى
شفت الولاد وماما ولا لسه
هز رأسه نفيا وهو يقول مبتسما
أنا لما عرفت انك هنا مقدرتش أروح فى حته تانية.. دخلتلك على طول
أنتبهت عبير وهى تقول
هو الممرض بره
هز رأسه نفيا مرة أخرى وتلمس وجنتها وهو يتأملها قائلا بشوق
متقلقيش ..أنا مشيته وقفلت باب المركز من جوه .. يعنى أحنا لوحدنا دلوقتى
نظرت له وابتسمت بحب فقال بمرح
فاكرة الكرسى ده لما قعدتى عليه أول مرة وكنت خاېفة أحسن اكشف عليكى
ضحكت وهى تحيط عنقه بيدها قائلة
فاكرة
نهض من مقعده وجلس جوارها قائلا بخفوت
هى رجلك عاملة أيه دلوقتى !
ضحكت عبير برقة وحب وشوق كبير .. ها قد استعادت الزهرة عبيرها وشذاها الخلاب وكأنها عادت للحياة من جديد بلمسة من بستانيها الخبير لتتفتح وتزدهر على ألحان قلبه وهو يسقيها بعذب كلماته التى ينتقيها دائما لها كما يتلمس البستانى زهوره بحب واهتمام ورقة ... وضمير .
هتفت أم فارس وهى توجه كلامها لأم يحيى قائلة
يالا بسرعة يا ام يحيى زمانهم على وصول
وضعت أم يحيى القدر على الڼار وهى تقول
مش كانوا بلغونا من بدرى كنا عاملنا أصناف كتير
مسحت مهرة العرق من جبينها بظهر يدها وهى تقول بحماس
كده خلاص الرز كمان خلص ..
قالت أم يحيى لمهرة
تصدقى يا بت يا مهرة.. أول مرة
أعرف أنك بتعرفى تطبخى
قالت أم فارس معاتبة
وهتعرفى منين متخاليناش نتكلم بقى
خلاص بقى المسامح كريم
غيرت أم يحيى
متابعة القراءة