رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


فى نفس الوقت
صمتت وطال صمتها فحثها قائلا ردى عليا 
مطت شفتيها وقالت بضيق أنا لازم أمشى دلوقتى انا أتأخرت أوى
صاحت أمها فى وجهها وهى تقول مش أنا قلتلك الواد ده هيفضل طول عمره فقرى..انتى اللى صممتى تتخطبى ليه مش عارفه ..وفى الاخر كلامى طلع هو اللى صح وعاوز ياخدك تعيشى معاه عند أمه فى الحاره وتستنى بقى لما يبقى يفتح مكتب
بللت العبرات وجنتيها وقالت بأختناق كفايه يا ماما كفايه اللى انا فيه كفايه
دخل والدها غرفتها وهو يتسائل بأنزعاج فى ايه پتزعقوا كده ليه
قصت عليه دنيا ماحدث لفارس فقال وايه المشكله يابنتى هو لو مكنش وكيل نيابه مينفعش يعنى

قالت من بين دموعها مش قصدى يا بابا بس انا كنت متعشمه كده كل حاجه راحت
نظر إليها بجديه قائلا ازاى يعنى كل حاجه راحت الولد كويس وراجل وبيحبك وعنده عزيمه كويسه وأنا متوقعله مستقبل كويس وبكره تقولى بابا قال ومش لازم
يا ستى يعنى المستقبل ده يبقى فى النيابه ......وبعدين أنتى كان لازم تقفى جانبه وتسانديه مش تقعدي تقطمى فيه كده
أمسكت والدتها يدها التى تحمل خاتم الخطبه وحاولت نزع خاتم الخطبه وهى تقول بصياح وڠضب
أسمعى ..أنتى من بكره ترجعيله شبكته مش عاوزين منه حاجه
قبضت دنيا اصابعها وهى تقول پبكاء 
لا يا ماما انا بحب فارس ومش هسيبه ..
ويوم الجمعة ذهب فارس لصلاة الجمعه فى المسجد الذى أعتاد أرتياده يوم الجمعه والصلاة فيه وكان فى داخله يتمنى لقاء الشيخ بلال ليتكلم معه ويحكى له ما يجيش بصدره لعله يجد لديه الراحة التى يتلمسها فى كلماته دائما...وبالفعل عقب أنتهاء الصلاة قام يبحث عنه ووجده فى ركن من المسجد يتحدث الى بعض الاخوه ويتمازح معهم بود ويهاديهم ببعض أعواد الاراك وزجاجات المسک الصغيرة التى يحملها دائما فى جييبه والتى تبعث له دائما رائحة محببه لكل من يقف بجواره أو يمر بجانبه
وقف ينتظره حتى أنتهى من حديثه معهم وعندما لمحه بلال ابتسم ابتسامته الوضاءه المعهوده منه دائما كلما رآه واقبل عليه فرحا وصافحه بحراره قائلا
واحشنى والله يا فارس أيه يابنى مبقناش نشوفك ليه
لا يعلم فارس لماذا كلما نظر الى وجه بلال شعر بالسکينة والوقار.. .أنسابت عبراته بلطف وهدوء وقال بصوت خفيض 
أنا محتاجك أوى يا بلال
جلسا سويا إلى أحد اركان المسجد وقال بلال وقد هاله رؤية فارس وعبراته ويستمع الى صوت آلمه وأحزانه ويأسه وأطرق براسه أسفا وهو يسمع منه تجاوزاته التى كانت تحدث بينه وبين خطيبته دنيا ومخالفته لوعده معه من قبل ..ظل يستمع إليه فى انصات شديد حتى أنتهى ..
كان فارس يظن أن بلال سيجيبه ببعض الكلمات التى تواسيه وتذكره بأجر الصابرين ولكنه وجده يبتسم قائلا
أنا هحكيلك حكاية يا فارس عاوزك تسمعها بقلبك قبل ودنك أتفقنا
أومأ فارس برأسه وهو يقول سامعك
بدأ الشيخ بلال فى سرد هذه الحكايه عن أحد التابعين قائلا
رجل يدعى أبا نصر الصياد يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد 
مشى في الطريق ذات يوم مهموما مغموما يسأل الله تعالى الڤرج والرزق الحلال فزوجته وابنه يتضوران جوعا .
مر على شيخه أحمد بن مسكين يقول له أنا متعب يا سيدي ..
وقرأ التابعي في وجه تلميذه ما يعانيه فقال له اتبعني إلى البحر
فانطلقا إليه وقال له الشيخ راغبا في لجوء مريده إلى الله تعالى صل ركعتين على نية التيسير واسأل الله تعالى الرزق الحلال الطيب ...فصلى ثم قال له سم الله فكل شيئ بأمر الله .. فقالها . .. ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة . ... قال له بعها واشتر بثمنها طعاما لأهلك . 
فانطلق إلى السوق يبيعها واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يعود إلى الشيخ فيقدم إحداهما له اعترافا بصنيعه . .. 
رد الشيخ الفطيرة قائلا هي لك ولعيالك ثم أردف لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة 
وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها فنظرا إلى الفطيرتين في يده
وقال في نفسه هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعا فماذا افعل 
ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيهما فقدمهما لها قائلا
الفطيرتان لكما ..
ظهر الفرح
 

تم نسخ الرابط