رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
بتهددنى !
قال فارس بهدوء وتركيز
أحكيلى كل حاجة وانا هقولك عرفت ازاى
نظر له هانى وهو يفرك كفيه فى اضطراب وتوتر كبيرين وقال متلعثما
زى ما انت قلت مكنش فى أيدى حل تانى.. كانت عمالة تهددنى أنها تفضحنى فى كل حتة وتقول لابويا وانا خلاص كنت هتعين فى السلك الدبلوماسى وأى قلق كان هيحصل حواليا كان هيطير مني الشغلانة اللى كنت بحلم بيها طول عمرى..
ثم بدأ فى البكاء وهو يرتعش قائلا
صدقنى أنا عمرى ما كنت احلم انى اعمل فيها كده.. بس هى اللى اضطرتنى ..
ډفن وجهه بين كفيه وهو يرتعش بقوة ويقول
أنا مكنش قصدى اموتها أنا كنت عاوزها تسقط بس وخلاص.. مكنتش اعرف انها ھتموت
أهدى بس يا هانى أهدى .. أنا فاهمك طبعا بس انت أيه اللى خلاك من الأول تعرف الاشكال دى يا أخى
جفف هانى دموعه ولكنه مازال يتلعثم وهو يتحدث من فرط الاضطراب فهذه أول مرة يعترف بها بما فعل وقال
كانت زميلتى فى الكلية وأعجبنا ببعض لحد ما صارحنا بعض بالحب وكنا متفقين أن محدش يعرف بعلاقتنا دلوقتى وكانت علاقتنا علاقة حب بريئة ..وبعد شويه صرحتنى أنها حكت لاختها الكبيرة وأختها كانت متفاهمة معاها حتى ساعات ..ساعات كانت بتخرج معانا وكانت متصورة كده أن علاقتنا بقت شبه رسمية وبقت مطمنة أكتر معايا ...
..
ألتقط أنفاسه بصعوبة وهو يتابع قائلا
لحد ما هددتنى وقالتلى انها هتفضحنى فى كل حته وتبلغ ابويا ..
أجهش فى البكاء عندما وصل لهذه النقطة وهو يقول
مفكرتش ..معرفتش أفكر فى حاجة غير أنى اخلص من تهدديها بس.. مكنتش اقصد صدقنى
أغمض فارس عينيه پألم وقد تيقن من أدانته ..ها هو يتجسد أمامه مثالا لعقد الحړام عندما يقطع فتنفرط حباته حبة تلو الأخرى بسرعة كبيرة لا نستطيع اللحاق بها أو جمعها.
علشان كده أنكرت أنك تعرفها مش كده
رفع هانى كتفيه بحركة عصبية وهو يقول بأنفاس لاهثة
اومال كنت هعمل ايه كان لازم أنكر وكدبت الشهود اللى شافوا الحاډثة وكدبت أختها لما قالت انها تعرفنى ...خفت اقول الحقيقة .. خفت يعدمونى
أخذ فارس كفه وقبض عليه بقوة وهو ينظر له بصرامة قائلا
ومخفتش من ربنا ! .. إنت ممكن تاخد براءة وبعدين ټموت عادى فى بيتك
ثم وضع أصبعه على صدره وضغطه وهو يقول
هتروحله ازاى وانت هاتك عرض واحدة ومش هى عايشة وبس لاء وهى مېتة كمان
وهى مېتة يعنى أيه
يعنى أهلها وصحابها وجيرانها وكل اللى يعرفوها عرفوا دلوقتى انها ماټت وهى حامل وهى مش متجوزة .. يعنى عرضها اتلوث والناس بتنهش فيه حتى وهى مېتة .. و بسببك انت
بدأت دموع هانى تنهمر بشدة وهتف صائحا
أنا تبت لربنا تبت وندمت وربنا هيقبل توبتى انا متأكد
وضع فارس يده على كتفه وهزه بقوة وهو يقول
ممكن ربنا يقبل توبتك اه لما تغلط فى حق نفسك وبس ..لكن أنت غلط فى حق أنسانه متعلقه فى رقبتك عمرها اللى راح هى واللى كان فى بطنها وشرفها اللى أتنهش .. يعنى لازم تردلها حقها ..على الأقل خالص انك تعترف بغلطك وتتقبل العقۏبة بشجاعة.. مش تنكر وتقول توبت
دفع هانى يد فارس حانقا وقال
أنت عايز منى أيه ..أنت جاى تدافع عنى ولا جاى تلف حبل المشنقة حوالين رقبتى
هز فارس رأسه أسفا وهو يقول
يابنى أنا بنصحك لوجه الله علشان لما عمرك اللى متعرفش هيخلص أمتى ينتهى ..تروح لربك نضيف
قال عبارته الاخيرة وتركه وأتجه لباب الحجرة لينصرف .. فتح الباب وخرج وتركه وحيدا يشعر بظلام قلبه وروحه الآثمة الملوثة ..والمعذبة
بينما كانت أم فارس منشغلة فى المطبخ تعد طعام الغذاء سمعت طرقا خفيفا على
متابعة القراءة