رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
غفوته وقالت
عديها يا فارس علشان متتأخرش على مامتها
ألتفت إلى والدته محدقا بها وكأنه لم يراها إلا الآن فقط أغمض عينيه وفتحهما ببطء ثم تنحى جانبا لتمر من أمامه وتحت ناظري قلبه الذى يقاتل ليزيل الغمامة التى تعصب عينيه فتحجب عنه الرؤية الصحيحة لحقيقة مشاعره خرجت وأغلقت الباب خلفها مسرعة وصعدت الدرج فرارا ولكن من منا يستطيع الفرار من قلبه .
تركته والدته وعادت للمطبخ ثانية لتتمم على الطعام فدخل خلفها ووقف مستندا بذراعيه على باب المطبخ قائلا
مالها يا ماما فى حد ضايقها تانى
هزت رأسها نفيا وقالت
وقع بصره على الكوب الموضوع فوق رخامة المطبخ فارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه .. تقدم نحوه وأخذه ونظر إليه جيدا وهو يقول
طول عمرها مبتحبش تشرب غير من الكوباية دى
نظرت له والدته بدهشة وهو يتوجه إلى الثلاجه ويصب فيه بعض الماء البارد ويشرب بشكل تلقائى ولكن بحماس شديد.. وبتلذذ!
أنتهى ووضعها مكانها كما هى وخرج ليبدل ملابسه تحت ناظري والدته التى كانت تدعو الله بقلبها أن يرزقه راحة البال
والقلب .
بمجرد أن جلسا حول مائدة الطعام قالت والدته
أومال مراتك مجاتش ليه يابنى لحد دلوقتى
عاوزه تقعد فى بيت امها يومين
وكأنهما استدعاها حينما تحدثا عنها فلم يكد ينتهى من كلمته حتى سمع رنين هاتفه النقال أخذ الهاتف وأجابها فقالت على الفور
أيه يا فارس قافل تليفونك ليه
ظهرت الدهشة على وجهه وقال
أنا مقفلتش التليفون النهاردة خالص
تصنعت الدهشة وهى تقول
معقوله أومال كان بيدينى مغلق ليه
ثم استدركت وهى تقول
أومال أنت كنت فين من ساعتين كده لما كان بيدينى مغلق
كنت مع المتهم بتاع قضية القټل
أدعت المرح وهى تقول
شكلك كده وافقت على القضية
هز رأسه نفيا وهو يقول
بلغت والده بالرفض ولا لسه
لا لسه لما أروح المكتب بالليل هخلى السكرتارية تبلغه علشان يجى كمان ياخد الأوراق بتاعة القضية
شعرت بالوهن يدب فى أوصالها فهاهى ستضطر أن تلجأ إلى أكثر شخص تبغضه على وجه الأرض وسمعته ينهى المكالمة قائلا
طب معلش يا دنيا هقفل دلوقتى علشان ألحق أخلص غدا وأنزل
قالت بلهفة
رايح المكتب بدرى كده
لالا أنا عندى ماتش كده مع الدكتور بلال وعمرو ويمكن اروح المكتب متأخر شوية ..يلا سلام
أنهى مكالمته بينما قالت والدته باهتمام
ليه يا فارس هتسيبها تقعد لوحدها يابنى فى حاجة مزعلاها ولا ايه ..طب شوف ايه اللى مزعلها .. مينفعش تقعد لوحدها كده ..دى دلوقتى بقت يتيمة يا فارس
بالإشفاق تجاه والدته لطيبتها الزائدة حتى مع من يسيئون معاملتها وقال
مفيش حاجة يا ماما.. هى طلعت فى دماغها النهاردة الصبح أنها تروح هناك شوية وصممت .. خلاص براحتها
نظرت له والدته بريبة ثم تذوقت الأرز وهى تتمتم بإعجاب
والله شاطرة
رفع فارس رأسه ناظرا إليها بتسائل وقال
مين دى اللى شاطرة
قالت والدته وهى تتناول طبقها
ولا حاجة .. مهرة أصلها نفسها حلو فى الرز
رفع حاجبيه وقال
هى اللى عملته !
أومأت برأسها وهى تكمل طعامها دون أن تنظر إليه فقال
فين طبق الرز بتاعى يا ست الكل
رفعت رأسها بدهشة وقالت
أنت مش قلت بتحب السبانخ مع العيش
مط شفتيه قائلا
هجربها مع الرز
نظرت له والدته وهو يأكل الإرز بإعجاب شديد وكأنه لم يأكله من قبل فلاحت ابتسامة صغيرة على جانبى شفتيها رغما عنها وبعد أن انتها من طعامهما ..أعد فارس الشاى كما يفعل دائما ...وضع واحدة أمام والدته التى قالت
أنت هتقابل عمرو والدكتور بلال النهاردة
أرتشف رشفة منه وأومأ برأسه قائلا
أيوا عندنا ماتش النهاردة بعد صلاة العصر على طول .. يدوبك أخلص وأرجع أغير هدومى وانزل على المكتب
أنهى فارس أغتساله وبدل ملابسه وارتدى حلته الرياضية استعدادا لماتش الملاكمة
نظر باسم لرقم الدنيا الذى تتضىء به شاشة هاتفه النقال بانتصار وخبث فقد كان متأكدا من اتصالها ولجوئها إليه من أجل المال فلقد صدق ظنه بها بل وثقته فى طمعها ... أجابها بترحاب شديد فقالت باقتضاب وهى تشعر بالتقزز منه وقالت
خلصنى وقولى هتعمل ايه.. فارس هيبلغ الراجل رفضه النهاردة
أصابه التوتر والقلق وقال بسرعة وهو يعتدل فى جلسته
لاء لازم
متابعة القراءة