رواية الفراشة للكاتبة روتيلا
المحتويات
ياسين يا هرابة
...........روتيلا ............
اليوم ثالث مرة يأتي فيها ياسين زوج مي
وأنا اتحججت بأني مريضة حتى لا اتضطر للنزول لهم والجلوس معهم
أولا زوجي مسافر ..ثانيا ...ثانيا ...أه من ثانيا
نظرات ياسين المتفحصة لا تريحني ليس لديهم حدود في جلساتهم ..مطلوب مني التجاوب و الرد والضحك
وأنا الحمد لله عندي هذه الحاسة أو أدعي ذلك
......بعد مرور اسبوعين من سفر صقر .......
روتيلا تفتح نافذة غرفة نوم سارة
قومي أنهارده هاعلمك ازاي تعملي كيكة الشيكولاتة اللي بتحبيها
روتيلا تجلس بجانبها وهي ترفع الوسادة وبهدوء بتسهري طول الليل وقبل الفجر بشوية تنامي يعني ينفع كدة اعملي زي ومش هاتحسي بتعب
انت واحدة بتنام بعد العشا سيبيني أنام حرام عليكي ..عارفة يارب يجي صقر علشان لا تعرفي تنامي لا ليل ولا نهار
سارة تصمت قليلا من ذكر عاطف ثم تقول بجدية فجأة هو المخطوبين المفروض يعملوا إيه
روتيلا متعجبة يعني إيه يعملوا إية
يعني مش المفروض يتصلوا ببعض يبعتوا لبعض رسايل حاجة كدة
روتيلا تضحك لأ الحقيقي سألتي واحدة مجربة يعني
مع السلامه
وتضحك أيه رأيك
رأي أنا مش فاهمة حاجة
سارة تنزل من على السرير وتدخل الحمام وهي تدعي اللامبالاه لأ بقى دي حكاية طويلة مش وقتها وأنا هاموت وأكل كيكة الشيكولاته بتاعتك
أنا منتظراكي تحت في المطبخ
هكذا هي حياة روتيلا الجديدة بنعومة تذوب في الناس والناس أيضا حولها يذوبوا فيها تفعل ذلك دون ترتيب ولكن هل تماما تنجح في ذلك
........صقر ........
حفرت أحبك فوق
العقيق
حفرت حدود السماء
على ورقات الزهر
على الجسر والنهر والمنحدر
على صدفات البحار
على قطرات المطر
ألم تلمحيها
على كل غصن
وكل حصاة وكل حجر
نزار قباني
أه أنا فعلا وقعت في حبها من أول نظرة وده أول مرة أدوق طعم الحب
طعمه حلو بس ...ويضع يده على قلبة ....بيوجع القلب
مش المفروض الحب بيداوي القلب طيب ليه حاسس إن قلبي بيوجعني ..يمكن لأن حبيبه مش موجود ..يمكن لما أشوفها قلبي ۏجعة يروح
هذا ما توصل إليه صقر عملة يسير أفضل ما يكون طول النهار وفي الليل يسهر العاشق يسترجع كل تفاصيل حبيبتة حتى دموعها التي كانت تقريبا الحاضرة طوال الوقت القليل الذي راها فيها وأقسم إنه سوف يعمل على إن عينيها الخضراء الجميلة لن ترى الدموع مجددا
........عمر .........
متحدثا في الهاتف
أنا متأكد إننا لو راجعنا سجل المكالمات لتليفونة مرة ثانية هانتوصل لشئ
على الجانب الأخر من المكالمة صديق يساعده في حل چريمة ماجد .....
عمر أنا عارف إنهم في التحقيق استبعدوه على أساس إنها مكالمات ملهاش قيمة بس أنا مصمم على الأقل طمني إن الداتا في التليفون زي ما هيا
............
طيب الله يخليك خدمة مش هانسها ليك طول عمري هاستلمهم إمتى
..........
أوكي على خيرة الله مع السلامة
لازال عمر يبحث عن قاټل ماجد وهو يدخل في عالم خطېر دون أن يدري أو يدري
........مروان........
عاد ليكمل دراستة في أمريكا علاقته بعاطف ابن عمة سطحية هو أصلا عاطف علاقته سطحية بكل عائلة عمة عبد الرحمن
حتى سارة خطيبتة وزوجته
مروان بذمتك دا كلام واحد متعلم
يعني إية
يعني فين دليلك إن عائلة الشيخ
مروان ده يبقى في منتهى الغباء
طبعا هاتقول غباء ولكن بثقافتهم ويفتخروا بعملتهم مش بيهربوا منها
مروان منهيا حديث غير مجدي معه أنا مش مقتنع وبعدين عمي بنفسة كان شاهد على عقود الزواج
يقف عاطف پغضب لعلمك أنا مستحيل هاسيب تار أخويا من عايلة الشيخ
ومستحيل هاعدي اللي حصل يمر كدة بعدين أكيد صقر السبب تلاقية كالعادة عجبتة بنت الشيخ وحب يتجوزها وحط راس العايلة كلها وحقيق
........روتيلا.........
يوم أخر روتيلا في المطبخ مع سارة يخترعوا
روتيلا عندها فكرة جيدة في أمور المطبخ فعمتها لم تهمل هذا الجانب فيها لكن سارة مشكلة
كفاية متحطيش لبن كدة كتير ...أه حرام بوظتي الكريمة
مفيش مشكلة هاتي كيس تاني
سارة حرام كفاية لعب الأكل مش لعبة
يضحك الطاهي انا هاعمل الكريمة اطلعوا انتوا زمان الهانم جاية
سارة صح كمان مي وجوزها هاتتلككي بأيه المرادي
روتيلا كأنها لا تعلم على ماذا تتحدث سارة يعني إيه تتلككي دي بتقوليها إزاي
متتهربيش يا مرات أخويا
روتيلا مش بتهرب يا أخت ابن حماتي الكبير
إيه ..إيه .. ليه اللفة دي
كدة مزاجي
وتخرج برة المطبخ وتصعد على السلم لتتوجة لجناحها
سارة تجري ورائها رورو صحيح اتكلمي
روتيلا بجدية مش عارفة يمكن لو صقر موجود كنت اتصرفت بطريقة تانية أو حتى هو يمكن يساعدني اتصرف بنفس الطريقة .....حقيقي مش عارفة
وأنا موجود
تشهق وتلف روتيلا بسرعه للخلف وكانت ستقع
كتبت على دفتر الشمس
أحلى خبر..
أحبك جدا
فليتك كنت قرأت الخبر
لتدفعة روتيلا وتنطلق إلى غرفة سارة وصوت ضحكتة المميزة هو وسارة يتردد في أذنها
حبست نفسها في حمام الغرفة وهي تنتفض من الخۏف ووجهها ڼار من الخجل
مش هاينفع .. مش هاينفع ..يا رب . يا رب . يا رب
جلست على الأرض وغمضت عينها تحث نفسها لازم أقدر لازم
سارة تطرق بهدوء على باب الحمام روتيلا انتي عندك
........
روتيلا حبيبتي ردي عليا صقر مش معايا
......
رو
تفتح روتيلا الباب وترتمي بحضن سارة
سارة ليه خاېفة كدة صدقيني صقر طيب أوي
روتيلا بدموع ورجفة دة مش خوف
صقر بتجهم يقف على باب غرفة سارة يتابعها بحزن امال إيه فهميني
تراجعت روتيلا كعادتها لخلف سارة تداري نفسها منه
صقر عندما شاهد ذلك ترك لهم الغرفة وخرج خۏفها واحتمائها منة يجعلة غاضب
سارة شوفتي صقر زعل ..حقيقي مش فاهماكي
روتيلا تدرك خطأها وتخرج من غرفة سارة بخطوات مترددة في محاولة لكسر حاجز الرهبة عندها
...في جناحه.............
جلس صقر واضعا رأسه بين راحتي يده يفكر
هو مدرك تماما ما تمر به روتيلا ...عندما شاهدها وهي تصعد على السلم وعندما وجد نفسة يحيطها بيدة عندما قربها من وجهة ولفحت بأنفاسها المتضطربة وجهة تأكد تماما من مشاعره ناحيتها...وتأكد أيضا أن لديه من الحب لها ما يجعلة يصبر عليها لأخر العمر
ااالحمد لله على السلامة
صقر يرفع رأسة ويبتسم لها اخيرا ..الله يسلمك
روتيلا بخجل جميل ورقة تتميز بها أنا أسفة المفاجأة وو.. ووو
يقف صقر مبتسما ممم وإيه
روتيلا تتراجع للخلف وبس...
والمفاجأة حلوة بقى ولا لأ
........
صقر ولا زال يقترب منها ببطئ ويشاهدها تتراجع وهي ناظرة للأرض يعني ينفع كدة على طول حرماني من عينيكي
تبتعد روتيلا أكثر وارادت أن تفتح الباب وتخرج .. ولكن صقر يمنعها واضعا يده على الباب
لو سمحتي روتيلا أنا حقيقي عايز اتكلم معاكي شوية ممكن
أشارت له روتيلا بنعم
يبعد صقر طيب تعالي
جلس صقر المتوتر من قربها أمامها مرددا لنفسة الصبر
صقر روتيلا أنا عارف الظروف اللي اتجوزنا فيها مش طبيعية وعارف طبعا إن في مجموعة من ..مش هاقول عقبات .. ولكن حواجز بسيطة جدا اظن نقدر نتجاوزها مع بعض ... مظبوط ...
روتيلا ظلت عينيها للأرض ولم ترد
طيب الظاهر إني هاكون المتحدث الوحيد في المحادثة دي فأنا هاقولك أول حاجز من وجهة نظري ..خجلك مني وعدم نظرك ليا
يصمت صقر وهو يشاهدها تنظر للأرض وتعصر يدها بقوة
وقف واقترب منها وأمسك يدها كفاية كدة
رفعت روتيلا رأسها وتلاقت عينيها بعيون صقر ورأى شبح دموع فيها
أنا مش عايزك تضغطي على نفسك أنا مش فارض عليكي أي شئ كل اللي بطلبة منك الفترة دي إنك زي ما قدرتي تتعودي على اخواتي
وماما تحاولي تتعودي وجودي أنا كمان ...ممكن
ووقف مقابل لها بعيدا عنها قليلا معطيا لها المجال لتفكر أو تتكلم أو حتى تمشي
روتيلا بصوت يكاد يسمع أأأنا ...هاااحاول ..
هنا ابتسم صقر من محاولتها الخجولة وقرر أن الحياة مع فراشتة الصغيرة الخجولة ستكون دائما رائعة
طيب مش هاتأكلوني من اللي كنتوا بتعملوة إنت وسارة
...........نهاية الفصل الحادي عشر ..........
عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له رواه الطبراني والبيهقي .
....الفصل الثاني عشر......
... ....على طاولة العشاء......
حيث تواجد صقر على رأسها وأمه على يمينه ثم مي وياسين
وعلى يسارة روتيلا ثم سارة
ياسين إن شاء الله خلصت شغلك في أوروبا وهاتريح هنا شوية
صقر بضحكة لما تريح أنت الأول خلصت سنغافورة
يعني تقريبا
إيه اللي معطلك لو عايز إية مساعدة أنا حاضر
ياسين بمشاكسة لأ شكرا حبيبي أنت هناك اللي محتاج مساعدتي
أم صقر حرام عليكم اللي يقعد معاكم ميسمعش إلا شغل شغل
مي أيوة يا مامي أرجوكي كلميهم
ياسين وهو ينظر لروتيلا ويغمز لصقر عندهم حق يا صقر أنت اللي يقعد معاك ميفكرش إلا في
الشغل المفروض مع الوجوه الجميلة دي الواحد ينسى الدنيا وما فيها
صقر بټهديد باسما هو أنا نسيت الدنيا فعلا بس متنساش أنت كمان أنا مين
صقر ظل فترة يراقب روتيلا وهي مشغولة في طبقها أو تتشاغل حتى لا ترفع رأسها فهي من لحظة ما دفع الكرسي على يسارة لتجلس عليه وهي تداري توترها
روتيلا مبتكليش ليه
أم صقر بحنية هي كدة أكلها على طول ياريت يا ابني تقدر عليها
روتيلا بخجل هامسه أنا باكل كويس
سارة تضحك فعلا كويس جدا
روتيلا بصوت لا تسمعه إلا سارة خلاص سارة
صقر ظل يراقبها بتجهم لاحظ توترها وأكلها البسيط وأيضا ضعفها
سارة الحمد لله
روتيلا وهي تريد الخلاص من توترها والابتعاد عن صقر أنا كمان الحمد لله
سارة تقف طيب تعالي
صقر يضع يده على يد روتيلا يمنع تحركها وبهدوء سارة سيبي مراتي هاتخلص لما أنا أخلص ويستمر في حديثة المعتاد مع ياسين
وظلت روتيلا مكانها بعد أن رفع صقر يده وعادت تنظر لطبقها وحمرة خجل رقيقة زينت وجهها وكل فكرها ذهب في محاولة تكوين فكرة عن زوجها
بعد العشاء جلسوا في مجموعتين مجموعة عمل تضم صقر وياسين
ومجموعة عمل من نوع أخر تضم أم صقر والبنات يحاولون إقناع روتيلا بترتيبات حفل كبير لإعلان زواجها من صقر
أم صقر صقر يا حبيبي إحضرنا هنا شوية
صقر ينظر لها باهتمام بالغ خير يا ماما
مي مراتك مش عايزة الحفلة وبتقول لو مصممين تعملوها تبقى مش مختلطة عمرك سمعت كدة
صقر ينظر لروتيلا التي خجلت من إثارة الموضوع أمامه فعادت للنظر للأرض مرة أخرى وهي تعدل حجابها في حركة حفظها فابتسم على راحتها
أم صقر و مي بتعجب إيه!!
أما سارة وياسين
متابعة القراءة