رواية الفراشة للكاتبة روتيلا

موقع أيام نيوز


اللي هاترتبط بيه العمر كلة 
بذرة لأولادها في المستقبل 
حتى بذرة لوطنها 
كل بذرة منهم موجودة في الأرض الصح وهي إنت 
لكن محتاجة بس للإنسان الصح علشان يكبرها ويملكها
سارة والتي سرحت تماما في كلام روتيلا وساد صمت ...خرجت خلاله روتيلا تاركة سارة تستوعب ما قالته لها ...
سارة بتنهيدة تقطع الصمت إنت عارفة أنك غريبة أوي بتوصلي اللي إنت عايزاه ببساطة ..ثم ترفع رأسها لتحدث روتيلا بما يجيش بها نفسها ...

لتدرك سارة أنها وحدها لتقوم لترتدي اسدالها وتصلي ركعتي شكر لله على النعمة التي أعطاها الله لها .
......بيت العمة أم عمر.......
حبيبتي طمنيني عليكم...الناس بيسألوني وبقولهم كلامك بس محدش بيقتنع 
ريهام مش مهم الناس تقتنع يا ماما 
مش مهم الناس أيوة ...طيب أنا كمان مش مهمة ..مامة محمود كمان مش مهمة ..أنتوا بقالكم أربع سنين متجوزين ..
ريهام تقاطعها وإحنا دكاترة دة مش بيقول لكم حاجة ...
أم عمر تنظر لها بصمت يشوبه حزنها تتمنى أن ترى احفادها أو على الأقل تبوح لها بنتها بسبب تأجيلها للحمل فقط تريحها .
يا ماما أفهميني أحنا كبار كفاية ومتعلمين كفاية علشان نقرر مع نفسنا إية اللي يناسبنا وأية اللي مايناسبناش
طيب عرفونا أية المشكلة 
لازم يكون فيه مشكلة علشان منجبش أطفال 
أم عمر بجدية أيوة يا ريهام أربع سنين كفاية أوي ..أحنا مش صغيرين أدامكم تقولوا لينا أنكم مأجلين ..عرفونا ونوعدكم محدش فينا هايتدخل
أفهم من كدة أن مامة محمود كمان متفقة معاكي 
أيوة يا بنتي لجأت ليا لما معرفتش توصل لشئ مع ابنها الوحيد 
لجأت ليا وهي عارفة إني زيها عايزة أشوف ولادكم ..قولي يا ريهام قولي لمامتك يا حبيبتي 
تقف ريهام أنا ماشية يا ماما 
ام عمر ريهام ...جاوبيني 
ريهام هاجوبك يا ماما ...دي حياتي وأنا وجوزي مفيش حد ليه الحق التدخل ...السلام عليكم 
أم عمر لا حول ولا قوة إلا بالله ...مع ألف سلامة يا بنتي ...ربنا معاكي يا ريهام ويرزقك يا بنتي بالذرية الصالحة
.....على طاولة عشاء الصقر.....
الجميع على طاولة الطعام كان ملاحظ عصبية وتجهم صقر 
مروان فين 
أم صقر مع اصحابة يا حبيبي بيقول لسة مشبعش منهم 
صقر بعصبية مينفعش كل يوم سهر برة لو سمحتي يا ماما بلغية ضيقي وإلا هاتدخل ومش هاتبقى حلوة في حقة هو كبر دلوقتي 
أم صقر طيب يا حبيبي ..اهدى أنت وأنا أوعدك إني هاقوله 
سارة بهمس روتيلا دلوقتي لميس تكون وصلت 
مش عارفة 
صقر فجأة

أنا ملاحظ أن سلطان مبيقدمش الأكل خالص من فترة ..هو مش رجع من الأجازة ..
أم صقر هو رجع أيوة بس..
سارة بقصد أن تضحك صقر قليلا دي أوامر شيهانه 
أم صقر تنظر لسارة بحدة ثم صقر لأهي...
صقر وبحدة مش فاهم ...روتيلا 
روتيلا بهدوء عادي أص...
صقر بصوت عالي عادي ...أفهم من كدة أنك منعتي موظف من عملة اللي بيعمله في البيت ده من قبل ما تتولدي ..وبيقبض علية راتب ..
ام صقر بعتاب صقر حبيبي روتيلا .
صقر مقاطعا أمه أسف يا ماما أنا بكلم روتيلا 
روتيلا بتوتر وهي تترك الطعام أنا مقصدتش أمنعة ...أسفة 
صقر ظل على وضعة يكمل أكلة بتجهم أثار الړعب في نفس روتيلا والتوتر على كل الجالسين على طاولة الطعام
كملي أكلك لو سمحتي ..مش هارجع أراقب طبقك زي زمان 
حاضر ..
حاولت روتيلا أن تكمل أكلها ولكنها كعادتها عندما تتوتر لا تستطيع 
نظر لها صقر فترة بضيق ثم وقف فجأة الحمد لله ..عايز قهوتي في المكتب 
سارة بعد ذهاب صقر أف ..الحمد لله ..أنا حسيت أنه شوية ويدبحنا 
ام صقر . بنت أكبري ...روتيلا حبيبتي مالك 
روتيلا وهي تدلك جبهتها ولا حاجة طنط ...ثم وقفت 
أم صقر بحنيتها رايحة فين يا بنتي 
هاجيب قهوة صقر
.......مكتب صقر.........
صقر يجلس على مكتبة يدير أعمالة على الحاسوب أحيانا ويسجل ملاحظات أحيانا 
أدخل 
دخلت روتيلا وهي تحمل قهوة صقر و هي تحاول ألا تنظر له أحطها فين 
صقر بسخرية أنا قاعد فين !!
ترفع روتيلا رأسها له أسفة ...أتفضل 
وتضع الفنجان على الطاولة .....وبتردد لو سمحت ممكن أتكلم معاك شوية 
صقر ينظر لها قليلا لو هاتسأليني عن سبب عصبيتي ...فأجابتي بصراحة ....إنت 
روتيلا وهي تفتح عينيها من المفاجأة أنا ..ليه عملت أية 
صقر وهو ينفخ السېجار ...فهمتي 
تضحك روتيلا ضحكة رايقة الحمد لله ...ياربي خضتني 
يقف صقر وهو خدر من ضحكتها ويتجه لها اتبسطتي صح ..طيب تعالي ..لازم تتعاقبي زي ما عاقبتيني 
لأ..لأ ..خالص ..لعلمك البيت كلة معاقب بسبب عصبيتك ..كلنا على أعصابنا 
صقر يديرها لتواجهة وبهدوء يعني خلاص هاترفعي الحظر عن السېجار 
روتيلا بتصميم مستحيل 
متأكدة 
روتيلا وهي تحاول أن تبتعد عنه أيوة وسيبني صقر ..
صقر و يقربها أكثر طيب يا شيهانتي ..إنت اللي جبتية لنفسك 
روتيلا وهي تنظر لعينة بتحدي عايزة أتكلم معاك في موضوع مهم
يبتسم صقر لعينيها وبهمس عارفة الكهرمان اللي في عنيكي بيظهر لما بتضحكي 
روتيلا تضيق بعينها إيه !!
صقر ولا حاجة ...قولي كنتي عايزاني في أية 
روتيلا بحذر طيب أحلفك بالله مش تتعصب 
صقر واضعا يدية على جانبيه وبحدة أيه !...بتحلفيني ...أسف مش مقبول عندي ..روتيلا أتكلمي على طول 
روتيلا برقتها يا ربي أنت على طول بتقلب انسان تاني في لحظة 
صقر يبتسم وهو يعود لمكتبة يحرك كرسية يمين ويسار رورو ..أتكلمي يا ماما 
أنا مش بيبي 
كمان دقيقة وهاتخرجي لأن عندي شغل 
روتيلا تجلس أمامة أوكي بس هاخد وقتي 
اتفضلي 
عم سلطان 
ماله 
روتيلا أنا أول ما جيت البيت لاحظت وهو بيقدم الأكل أيدة بترتعش وأحيانا بيوقع حاجات ..في الأول أعتقدتكم عارفين ..لكن بعد كدة لاحظت أنه بيحاول يداري مرضة 
صقر بجدية عندة أية 
روتيلا تسترسل تحت أنظار صقر المراقبة لحركة يدها الرقيقة وتفاعلها بعينيها بالكلام كنت شاكة يكون نقص شديد لفيتامين بي ..لأن ماما منيرة اتعرضت لحاجة مشابهة ..وبعدين قلت لأم عبير على شكي فاللأسف اترجتني أني أصبر علية ومقولش ليكم ..هي مش فاهمة إني كان من المستحيل ...ثم تصمت روتيلا وتنظر للأرض بخجل ...
يضحك صقر عاليا لا حولا ولا قوة إلا بالله ..شكت فيكي إنت ..وإنت بكل بساطة الأول تحلفيني ودلوقتي تعترفي أنك مغطية عليهم ..ينظر صقر للسماء ..أه ..يا ربي .....ثم يكمل ضاحكا لعلمك أم عبير لشكها فيكي بس تستحق العقاپ...
روتيلا تقف وباندفاع وترجي لصقر تقاطعه ليه .. حرام عليك أرجوك صقر والله هم غلابة جدا عندهم ولاد في الجامعة بياخدوا دروس يا صقر ..تخيل في الجامعة وبياخدوا دروس ...وبنتين غير عبير عايزين يتجهزوا وأنت شايف جهاز العروسة بيتكلف أد أية دلوقتي صدقني والله محتاجين جداا أنا فعلا حاولت أأ....وتصمت روتيلا وهي تعض شفتها 
صقر كملي كلامك 
روتيلا وقد أحمرت وجنتيها أأنا ...أافهمك ...هي رفضت 
صقر ألتفت للمكتب وأمسك أوراقة دون أن ينظر لها فهي تبهرة بحركاتها ويتحدث لها بهدوء خلصتي كلامك 
روتيلا وهي تنظر للأرض أيوة ...بس أوعدني 
أتفضلي ...لأني عندي شغل 
روتيلا بحزن هامسة صقر أرجوك 
ا بحزن طفولي فاخذ نفس عميق وهو يلقي عليها قراره بعملية تعودها في إدارة شركاتة لكن هنا أمام هذه الملائكية والرقة التي تحرك قلبة تهتز صلابته المشهور بها طيب اسمعيني كويس أنا بحذرك أنك تحاولي تدي فلوس لأي حد من غير أذني وكمان تخبي عليا حاجة ....وعيلة سلطان الشيئ الوحيد اللي يشفع لهم عندي هو وساطتك ..أللي أفضل أنها متتكررش مرة

تانية لأي حد من الموظفين الشغل شغل يا روتيلا مفيش مكان لرقة قلبك ...دي قناعتي اللي قدت بيها شركاتي و خلت كل عامل يلتزم بشغلة ..علاج سلطان بسيط وبياخد وقت يقضية في بيته وهيتعالج تحت إشراف طبيب العايلة ..فلوس جهاز بناتة هايكون هدية مني ...ثم يرفع نظرة لروتيلا المبتسمة بخجل وبهدوء..وإنت عقابك شديد 
روتيلا ترفع رأسها وتضحك لو كان كل عقاپ أصادة خير زي ده للناس أنا معنديش مانع 
صقر ضاحكا أنا متأكد إنك مسمعتيش أي حاجة من اللي قلتها غير اللي إنت عايزة تسمعية ....أخرجي يا روتيلا أحسن لك 
تخرج روتيلا تحت أنظار صقر العاشقة لها ويغمض عينه رافعا وجهه للسماء الحمد لله
روتيلا تغلق الباب خلفها وتستند عليه خارجا وبحب لصقرها تغمض عينيها وترفع وجهها للسماء الحمد لله
.......لميس.......
من وقت وصولي للمطار وفي السيارة للنجع وأنا خاېفة 
في حياتي مخفتش كدة 
يوسف كان مشغول معظم الوقت سواء بجهازه المحمول ودراستة التي لا تنتهي وفي السيارة مع محمد وحكاوي عن النجع وسؤال عن روتيلا 
إرتدائي للحجاب ولبسي كمان كان مصدر قلق ليا كلهم في البيت فرحوا لما شافوني بالحجاب ...صقر أكتر واحد فرح وبارك ليا ...مش عارفة هايقولوا أية لما أرجع أقلعة ..أنا غلطت لما لبسته مكنش المفروض أسمع كلام يوسف ...بس إزاي من لحظة خروجنا من المطار ومعظم الستات اللي شفتهم أسودفي أسود ..غريبة بالرغم إني كنت عايشة هنا زمان بس مكنتش بركز أوي في لبسهم 
كنت المفروض أعمل شعري وألبس لبسي أكيد نفسيا كنت هابقى أفضل ...اكيد كان هايدوني ثقة في نفسي 
أف ياربي ..يوسف مش قربنا 
يلتف يوسف للخلف حيث تجلس لميس خير يا حبيبتي تعبانة 
لأ زهقت 
لو عايزة نقف تشربي حاجة 
لأ..خالص بس لسه كتير 
محمد ربع ساعة بالكتير ونوصل إن شاء الله 
لميس تنظر من زجاج السيارة للخارج وبهمس إن شاء الله
......يوسف.......
أنا عارف إنها قلقانة ..محاولتش أساعدها تتجاوز قلقها كنت قاصد أن أتباعد عنها أسيبها لتصل لأقصى خۏفها وقلقها ..علشان لما أقدم أيدي أو قربي بعد كدة تلتصق فيها ...عارف إني خبيث لكن أنا عالم فيزياء وعارف يعني أيه تجاذب وتنافر الأقطاب
........بيت الحاج راشد .........
كان استقبال صاډم للميس لم تتخيل كمية الحب والسکينة التي شعرت بها في هذا البيت القديم 
لميس هامسة ليوسف البيت قديم أوي 
أيوة يعتبر أثري متوارث أبا عن جد وهو زي ماهو متغيرش فيه حاجة من زمن 
غريبة ...بس..
الحاج راشد يا بنتي أحنا انهاردة عيد عندنا بيتنا اتشرف بيكي والله 
لميس التي غمرتها حنية الحاج راشد وعطفة الشرف ليا أنا يا عمي 
أم جمال والله الحاج عنده حق ..والله يا بنتي محبتك دخلت قلبي أول ما شفتك إنت هاتنورينا 
لميس الله يخليكم 
الحاج راشد يقف طيب يالا يا يوسف روح يا ابني لشقتك وخد مراتك علشان تشوفها وتستريحوا أنتوا جايين من السفر 
يوسف لا يا حاج أنا جاي معاك 
يمشي الحاج راشد لا يا ابني ...أسمع الكلام 
يوسف يمسك يد لميس تعالي يا حبيبتي ...هانطلع فوق 
لميس تقف وبتردد فين الشقة هنا 
يضحك يوسف خاېفة ليه مش أنت عاجبك البيت هنا 
أم جمال ضاحكة بقى اللي زي عروستنا وجمالها ينفع تعيش في البيت القديم ده ...خدها يا يوسف شقتك ...وتحدث لميس وهي تضع يدها على رأسها أطمني يا حبيبتي الشقة هاتعجبك 
يأخذ يوسف لميس ويخرج من باب جانبي لتجد لميس نفسها في حديقة رائعة يطل عليها بناء كبير حديث ..لتدخل تجد أسانسير فتح مباشرة داخل الشقة 
مش ممكن 
يقف يوسف تاركا للميس حرية النظر للشقة 
لميس بهمس حقيقي
 

تم نسخ الرابط