رواية في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


بيها!
قالتها پغضب خفي فأجابها بتسليه 
حاسس إن الموضوع مضايقك مع إنك مفروض تفرحي !
و إيه إلي مفروض يفرحني من وجهه نظرك 
يعني كنتي راحه آخر الدنيا عشان تشتغلي و أهو جالك الشغل لحد عندك دانتي كمان مفروض تشكريني !
جمرات الغاضب النابعه من إستفزازه لها أشعلت النيران بداخلها فقالت بإستنكار
أشكرك ! تقريبا أنت آخر واحد في الدنيا هفكر أشكره !
قهقه بخفه قبل أن يقول بتسليه
دانتي قلبك أسود و طلعتي بتشيلي جواكي !
فرح بقوة
قلبي مش أسود و لا حاجه بس مبنساش بسهوله .
سالم بتهكم 
طب خدتي القلم عشان يفكرك بيا ليه

إغتاظت من حديثه فأجابت بقوة
مقولتش عشان يفكرني بيك قولت عشان يفكرني إني جيت هنا في يوم و كمان أنا مبفتكرش غير الحاجات المهمه إلي بتعلم جوايا ! غير كدا لا 
جاء حديثه مباغتا حين قال بإستفهام
عايزة تقنعي نفسك بأيه يا فرح 
صدمها سؤاله و عرت نظراته الثاقبه شخصها المتوتر و أعادت السؤال في رأسها و قد رفض عقلها أن يفصح عن إجابته . بينما تجلت الإجابه في عيناها التي ظلت أسيرة عيناه التي كانت تخترق أعماقها بقوة و قد طال صمتها لثوان قبل أن تقوم بنفض ما يعتريها من تخبط وقالت بثبات 
سؤالك غريب أقدر أعرف تقصد بيه إيه 
أبتسم بخفوت قبل أن يعيد أنظاره إلي الأوراق أمامه و هو يقول بلامبالاه 
مالوش لزوم الإجابة وصلت خلاص !
إغتاظت من حديثه المبهم و ما أن همت بسؤاله عما يقصد حتي أوقفها النقر علي باب الغرفه فإلتفتت لتتفاجئ بذلك الشاب الذي ما أن رآه سالم حتي نهض من مكانه و توجه إليه بينما هرول مروان يعانقه بقوة و هو يقول 
وحشتني أوي يا سالم 
أجابه سالم بصدق 
و أنت كمان يا مروان ليك وحشه كبيرة . حمد لله عالسلامه 
تبادلوا السلامات فشعرت بالحرج و نهضت من مقعدها و قالت بعمليه 
سالم بيه أنا هروح أطمن علي جنة و آجي 
اومأ برأسه و قد كانت نظراته غامضه و لكنها لم تبالي و توجهت إلي الخارج ...
كانت تنظر إلي الطابق الأعلي و داخلها يمتلئ بالتساؤلات التي تجعل أنفاسها تهرب منها . فهي لم ترتح لتلك السيدة و تهاب نظراتها كثيرا و لم تكن هي وحدها فجميع من في هذا البيت كان من الواضح أنهم يهابونها . تري ماذا تريد منها و لماذا أرادت أن تصعد إلي الأعلي للتحدث معها لما لم تحادثها بالأسفل هل تريد إلقائها من النافذه ! أقشعر بدنها حين أتتها تلك الفكرة و لكن سرعان ما نهرها عقلها و وبخت نفسها قائله 
أهدي يا جنة و بطلي هبل هي مش قتاله قټله يعني . هتلاقيها عايزة تطمن علي الحمل و خلاص 
هكذا أقنعت نفسها و هي تصعد الدرجات بعدما أرشدتها الخادمه علي غرفة أمينه التي كانت تنتظرها و هي تنظر إلي النافذه و حين سمعت صوت نقراتها المتوترة علي الباب أمرتها بالدخول فانفتح الباب و أطلت منه جنة برأسها و عيناها الزائغه لتقتنص هي توترها فتوجهت إلي المقعد المخصص لها و قالت بوقار 
تعالي يا جنة و اقفلي الباب وراكي .
أطاعتها جنة بصمت بينما دقات قلبها تدق كالطبول جراء خۏفها الذي تجلي في كفوفها المرتعشه و إهتزاز حدقتيها و هي تجلس في إنتظار أمينه أن تبدأ في الحديث و قد لاحظت هي ذلك فابتسمت قبل أن تقول بنبرة هادئه
عامله إيه يا جنة  
الحمد لله كويسه 
و الجنين وضعه عامل إيه دلوقتي 
إمتدت جنة تحيط رحمها بيديها و قد رقت نبرتها و هي تقول
الحمد لله بخير 
فاجأتها أمينه حين قالت بنبرة ذات مغزى
باين عليكي بتحبيه . أومال ليه فكرتي تتخلصي منه !
إنقبض قلبها جزعا حتي آلمها حين سمعت كلمات أمينه التي تابعت بهدوء
متستغربيش. أنا مفيش حاجه معرفهاش .
حاولت إبتلاع غصتها و قالت بصوت مبحوح
كانت لحظه شيطان و الحمد لله عدت علي خير 
رددت أمينه خلفها 
الحمد لله .. بصي يا جنة أنا أم و ربنا أختبرني في أعز حاجه عندي و أنا راضيه الحمد لله . أنتي متعرفيش حازم كان عندي إيه . دا كان أغلي واحد عندي . و كنا قريبين من بعض فوق ما تتخيلي 
فهمت جنة ما ترمي إليه بحديثها فقالت بتوتر 
عايزة تقولي إيه يا حاجه 
أمينه بنبرة يشوبها المكر 
لا أنا عايزة أسمع منك أنتي . أحكيلي كدا عرفتي حازم إزاي و أتفقتوا عالجواز إزاي 
شعرت بسريان النيران بين أوردتها و لون الخزي ملامحها و صارت تبتلع جمرات حارقه ذكرتها بخطأها الوحيد الذي لم ترتكب سواه في حياتها و كان هو أكثر من كاف لتدميرها 
عادي هو كان زميلي في الجامعة شافني و شفته و
 

تم نسخ الرابط