رواية في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
و هي بمثل هذا الضعف تحاول جاهدة تنظيم أنفاسها المتسارعه بينما تسارعت دقات قلبه فقد كان مجبرا في البدايه علي مساعدتها و لكن الآن شعر بأن لهذا الإجبار مذاق رائع أنتشي له قلبه و تنبهت له حواسه .
أخرجه من تلك الحاله الغريبه صوت الخادمه خلفهم و هي تقول بإحراج
سليم بيه . الحاجه بتقول لحضرتك لو جنة هانم تعبانه هاتها و أدخلوا جوا ترتاح .
شعرت بجسدها يثلج جراء حديث الخادمة فقد أيقنت بأن أمينه حتما رأتهم حتي ترسل إليهم الخادمه بتلك الرساله لذا سحبت يدها بسرعه من يده و هي تقول بلهفه و كأنها تنفي عن نفسها شبح أي تهمه قد تلصق بها
شعر هو بإرتجافها و رهبتها التي تجلت بعيونها و أيضا علم إلي ماذا ترمي والدته و لكنه تجاهل حديث الخادمه و نظر إليها قائلا بإستفهام
متأكدة أنك كويسه
هزت رأسها و قالت بلهفه
آه متأكدة .
كانت كلماتها تتنافي مع ملامح وجهها الشاحبه و لكنه تجاهل ذلك و قال بخشونه
بم إنك كويسه يبقي تعالي عشان نفطر كلنا سوا . و بالمرة تتعرفي علي مروان إلي كنتي مفكراه حازم !
قال الأخيرة بسخرية أغاظتها و قد عاد إلي عدائيته مرة آخري
لم تجد مفر في الهروب منهم فقد حانت منها إلتفاته إلي نافذة غرفه الصالون فوجدت عينان ثاقبه تحدق بها في تحد خفي شعرت به فأخذت نفسا عميقا قبل أن تهز برأسها و هي تتوجه خلفه إلي الداخل بخطي مرتعشه فهي لأول مرة ستواجه بمفردها دون أن تكون بجانبها شقيقتها لذلك كان قلبها ينتفض خوفا و كأنها كالحمل الذي أوقعه القدر بين قطيع من الذئاب المفترسه .
متفكريش إن كلامنا خلص ! ال عايز أعرفه هعرفه . و خليكي فاكرة إني سألتك و أنت هربتي !
ألقى كلماته و تركها ليدخل إلي غرفه الجلوس بينما هي توقفت لثوان تحاول تهدئه قلبها من شدة خفقاته المرتعبه و صارت تردد قائله
اللهم إنها نجعلك في نحورهم و نعوذ بك من شرورهم . اللهم اكفنيهم بما شئت و كيف شئت إنك علي كل شئ قدير . و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون
أنهت دعاؤها و توجهت إلي حيث ينتظرها الجميع و
أعلن صوت حذائها العالي الكعب عن وصول صاحبته فشعر بطنين في أذنيه و بأن دقات قلبه تتناغم مع صوت طقطقه الحذاء الذي ما أن ظهرت صاحبته حتي توجهت جميع الأنظار إليها و جميعها كانت ساخطه ماعدا ذلك الغريب الذي كان ينظر إليها بغموض سرعان ما حل محله الدهشه حين سمع حديث أمينه التي قالت بوقار
تفاجئت جنة من فعلتها ومن إهتمامها بتعريفها إلى هذا المدعو مروان الذي كان يناظرها پصدمه أخجلتها و بجانبه حلا التي كانت تناظرها بسخط فتجاهلتها و أقتربت منه و مدت يدها تصافحه بتحفظ قائله
أهلا بيك .
صافحها مروان بحرج بعدما حاول التخلص من صډمته قائلا بإرتباك
اه . البقاء لله . معلش جت متأخرة. بس الجماعه هنا عارفين الظروف. والدتي مريضه کانسر و كان متحددلها عمليه كبيرة و مقدرتش أسبها و أنزل أحضر العزا.
إنقلبت ملامحها بلحظه فور تذكرها ما حدث و لكنها لم تعلق و أكتفت بكلمات بسيطه
تعالي يا جنة أقعدي هنا .
كان هذا صوت أمينه التي أنقذتها فهي كانت بمأزق لا تعلم أين تجلس و لا تريد أن تظهر بمظهر الغبيه أمام هذا الغريب و ما أن أتاها صوت أمينه حتي أطاعتها علي الفور و توجهت إلي حيث أشارت لترمي بها الأقدار مرة آخري أمام عيناه الثاقبه مباشرة فمقعدها كان يقابله مما جعلها تشيح بنظرها مجبرة لتقع عيناها علي ذلك الثنائي الملتصق الذي كان يتجاذب أطراف الحديث بصوت منخفض و لكنها كانت تعلم أن هذا الحديث كان علي شرفها .
إلتفت مروان إلي حلا التي كانت تجلس بجواره فقد افتقدته بشدة خاصة في ظروف ۏفاة حازم فقد كانا هذان الإثنان مقربان إليها كثيرا و لم تصدق عيناها حين شاهدت مروان يدخل من باب القصر فسرعان ما إندفعت تعانقه بشوق و تجددت أحزانها بأحزانه و عادت إليها ذكرياتها السيئه مرة آخري و لكن أتت صډمه مروان الذي لم يكن يعلم بأمر زواج حازم مما جعله ينظر إلي حلا قائلا بصوت خفيض
هو إلي أنا سمعته دا بجد حازم أخوكي أتجوز
حلا بتهكم
أنا زيي زيك سمعت لكن مشوفتش !
مروان بعدم فهم
فزورة دي و لا
متابعة القراءة