قصة جيدة جدا وحاصلة علي الامتياز
المحتويات
في عينيه يوما عن يوم عيناها السوداء التي تحجب جمالهما الآن جفونها ورموشها الطويلة وأنفها الصغيرة التي تبدو كأنف طفلة في السابعة من عمرها وشفتاها الجميلتان التي طلتهما باللون الأحمر الهادىء مما جعلهما مثيرتان بشكل مخيف أما شعرها الأسود الذي وقع القليل منه على جبينها كان له معه حكاية أخرى منذ أن حررته من الحجاب داخل المنزل.
تغزوه الآن مشاعر مختلفة لها مشاعر لم تكن أبدا جديدة عليه ولكنها جديدة تجاه غصون ابتلع ريقه يطرد تلك الأفكار من رأسه لعله بذلك يستطيع أن يسيطر على تلك المشاعر اشاح بوجهه عنها وأغمض عينيه لدقيقة...ولكنه حين أغمض لم يجد سواها في مخيلته فالټفت لها مرة أخرى ومازال لم يسيطر على تلك المشاعر الجارفة التي تملكت منه فأراد أن ينهي ذلك
فتحت عينيها بثقل فإبتلع ريقه بتوتر وقال قومي يا غصون نامي فوق
وقفت بتثاقل تستند على الأريكة في تلك اللحظة انحلت عقدة
شعرها وهذا ما كان ينقصه الآن.
ثم صعدت السلم أمامه بتثاقل وعيون شبه ناعسة وأمسك يدها وقال هاتي إيدك
صعد بها حتى غرفتها ووقف أمام الغرفة ينظر لها بتردد لا هو قادر على الإقتراب منها ولا هو حاليا يريد الإبتعاد عنها.
هي الأخرى لم تترك يده حتى وصل بها إلى الغرفة ظلت تنظر إليه لترى ما تحمله عيناه ينظر لها نظرة جديدة عليها ولكنها نظرة أسعدتها شعرت منها بقبول تجاهها.
جدوى فقالت هي تصبح على خير
ابتلع ريقه بحرج وقال وأنتي من أهل الخير
ثم سحبت يدها منه بهدوء ودخلت غرفتها بينما هو ذهب إلى غرفته.
ظل يتقلب على فراشه كثيرا وقد جافاه النوم فمازالت تطارده في مخيلته بملامحها الجميلة لم يستطع طردها من عقله
جوارها تنظر فيه فوجدت أن الفجر قد أوشك على الآذان فقالت لنفسها الوقت اتأخر أوي أما أقوم اتوضي وأصلي ركعتين واستني الفجر وبعدين انام
وبالفعل نهضت واتجهت ناحية الحمام حتى تتوضأ وقبل أن تخطو اصطدمت بخروجه من الحمام فشهقت من المفاجأة وكانت على وشك الوقوع فمسك يدها
أنا أنا مكنتش أعرف إنك صاحي ع...عشان كده خرجت من أوضتي كده
رد عليها بصوت هاديء وقال أنا جوزك يا غصون
نظراته أربكتها فهي تعلم جيدا فحوى تلك النظرات وعلم الرغم من أنها تمنت كثيرا أن يراها كأنثي ولكنها الآن تشعر بالخۏف.
هو أيضا شعر برهبتها منه فأراد أن يطمئنها ورفع يده التي تمسك يدها ومسح بها بحنان على شعرها الذي طالما إعجابه .
تحول تلك الخۏف الذي كانت تشعر به إلى مشاعر غريبة أول مرة تشعر بها
هادئة يستكشف بها سحرها.
الفصل_السادس_والعشرون
لحظات جميلة عاشتها لأول مرة بين يديه سعادة تذوقتها مع من دق له قلبها تتمنى لو تمحي من ذاكرة الزمن كل ما سبق من عمرها وتكتب شهادة ميلادها منذ أول لحظة شعرت بدقات قلبه تتسائل منذ ليلة أمس أيعقل أن يكون عشقها هو الآخر
تمنت لو كان قضى بقية الليل إلى جوارها ولكنه تركها بعدما انتهى منها وغادر غرفتها وعاد إلى غرفته ليتها كانت تملك الجرأة التي تذهب بها إليه
استيقظت من نومها وهي مبتسمة مازالت عالقة في ذكرى تلك الليلة الأولى لها معه نظراته وهمساته لها كل تلك اللحظات بأدق تفاصيلها مازالت تشعر بدفئها حتى الآن.
نهضت ونظرت إلى الساعة وجدتها تجاوزت التاسعة شهقت فقد تأخرت في النوم كثيرا ومن المفترض استيقاظها منذ ساعتين.
ارتدت مئزرا طويلا وخرجت من غرفتها واتجهت لغرفته تطرق الباب فلم تجد رد ففتحته وجدتها خالية منه نزلت السلم تبحث عنه في الشرفة وفي غرفة المكتب وأيضا لم تجده فعلمت أنه ذهب إلى عمله شعرت بالحزن أنها لم تنهض قبله كعادتها وتعد له الفطار وتظل بجانبه حتى يغادر ولكنها سرعان ما هدأت وصعدت تأخذ حماما دافئا ثم توقظ الولدين وتتناول معهما الإفطار.
تنظر لهاتفها كل بضعة دقائق آملة أن تجد منه رسالة أو مكالمة ولكنها تعود خائبة الرجاء وبعد تردد كبير قررت أن تبدأ هي وتتصل عليه وبعد أن ضغطت رقمه انتظرت إجابة ولكن دون جدوى فلم تجد منه ردا كررت الأمر ثلاث مرات ولكن لا إجابة.
التمست له ذلك فمن الممكن أن يكون لديه عمل أو في غرفة العمليات.
مر يومها ككل يوم ولكن تحولت سعادتها التي استيقظت بها إلى قلق عندما لم يأتي وقت الغذاء وحل المساء ولم يأتي.
حان موعد نوم الولدين وبالفعل
أنامتهما بعد سؤالهما المتكرر عن والدهما اللذان لم يحظيا بوقت منه اليوم ولكنها بررت ذلك أنه مشغول ولديه عمل وعادت تتصل عليه ولكن دون رد اتصلت على مقر عمله لتطمئن ولكنها ازدادت قلقا عندما علمت أنه لم يذهب إليه اليوم.
ظلت تنتظره كثيرا وهي تنتقل بقلق وذعر وقلة حيلة من الشرفة إلى الداخل
متابعة القراءة