رواية وصمة ۏجع
الفصل_الأول
بعد يوم شاق طويل عاد إلى منزله وفتح بمفتاحه الخاص ودخل ليجد الهدوء يسود المكان والصمت يملأ الأرجاء شعر بنغزة آلمته وهو يتذكر تبدل الحال وهذا المنزل الذي كان يضج بالسعادة وتغمره البهجة قد تحول إلى مخيم من الحزن والكآبة شهور قليلة بدلت حياته من حال إلى حال وهو يقف مكبل اليدين بعدما فعل كل ما استطاع فعله لتعود حياته كما كانت ولكن كل محاولاته باءت بالفشلدار بعينيه في المكان ثم أطلق تنهيدة حارة وصعد السلم المؤدي للطابق العلوي ثم سار بهدوء متجها لغرفة أطفاله الصغار وأضاءها بإبتسامة آملة باحثا بعينيه عنهما فلم يجدهما سرعان ماتلاشت الإبتسامة وحل محلها الخيبة على ماوصل له حاله وحال ولديه الصغيرين أطفأ ضوءها وخرج متجها لغرفة نومه فوجدها مظلمة كعادتها كلما يعود متأخرا أضاء ضوءا خاڤتا ودخل بهدوء وعينيه تبحث عنها المبعثر الذي فقد رونقه وجماله بسبب إهمالها له.
رد بإبتسامة وحشتيني يا صبا
ابتسمت له بمجاملة ثم أغمضت عينيها مرة أخرى بإرهاق.
تنهد بيأس ثم نهض يجلس
قالت بيأس وهي تنظر لنقطة في الفراغ مش هروح تاني يا ياسر قولتلك ملوش لزوم وأنت كل مرة تصمم
اعتدل في جلسته تاركا يدها ناظرا إليها بتأمل وقال أنا بصمم عشان أنتي مبتساعديش نفسك ياصبا بنضطر نلجأ للدكتور عشان يساعدنا ياصبا
ابتلعت صبا ريقها پقهر وحبست دمعتين لمعتا في مقلتيها وقالت بصوت متحشرج ڠصب عني يا ياسر مش قادرة
سقطت من عينيها دمعتين سرعان ما أزالتهما بيدها وقالت بصوت مخټنق بالبكاء عارفة إني مقصرة في حقك انت والولاد يا ياسر بس صدقني حاولت حاولت كتير وفشلت مش قادرة أواجهه الحياة تاني مش قادرة
بحب لا ياصبا تقدري وهتقدري وأنا جمبك ومعاكي لآخر نفس في عمري عشان خاطر ولادنا عاجبك الحال اللي وصلنا له مش عارفين نشوفهم ولا نعيش معاهم ثلاث شهور وعيالنا في حياتنا ضيوف ذنبهم إيه ياصبا
نهضت واقفة تعاتبه بصوت متعب أنت السبب يا ياسر أنت اللي رافض نجيب مربية لهم تاخد بالها منهم وتهتم بهم ويبقوا معانا هنا ثم تنهدت بإرهاق مترنحة تمسك رأسها بكلتا يديها.
تشوشت الرؤية ليها وأحست أنها ستغيب في عالمها فردت بكلمات تخرج منها بثقل ما نا هكون موجودة معاهم يا ياسر
رد بإستنكار موجودة فين ياصبا!!... أنتي مش عايشة معانا أنتي طول الوقت يا إما نايمة يا إما مغيبة عن الوعي بسبب المهدئات والمنومات اللي بتاخديها
ثم أرجوكي ياصبا البيت بيتدمر حتى شغلي بيضيع مني أنا بقيت أروح العيادة يومين بس في الأسبوع عشان أتفرغ للولاد والحمل تقل على ماما ويمني فوقي ياصبا الحياة عمرها ماوقفت على فقدان شخص عزيز أيوة من حقك تحزني على