عشق لاذع بقلم سيلا وليد
المحتويات
قالها وهو يزفر الهواء المكبوت بصدره على دفع
وعيناه تتجول المكان حتى لا ينهار أمامها
دا نصيب ياجواد حاولت وأنا حاولت وفي الاخر لقينا نفسنا بنلعب على بعض أنا سامحتك وانت كمان سامحني وابدأ حياتك مع واحدة تقدرك
صمتا مقتولا تبعه تنهيدات متحسرة منهما فأكملت
بلاش هروبك من التجمع العائلي بسببي لو سمحت جواد انا بحبك وبحترمك كأخ ذيك زي عز
بتمنالك السعادة يابنت خالي بس عايز أكدلك حاجة مهمة
انا حبيتك بجد ياجنى يمكن أكتر من حب أي حد
تاني قالها وتحرك سريعا متجها لمنزله ظلت نظراتها على ذهابه إلى أن شعرت بأحدهم يجلس بجوارها وعلامات الاستفهام على وجهه إلى أن تحدث
كنتي عايزاه ليه!
استدارت بنظرها إليه
سؤالهاف شعر بإنسحاب الأكسجين من رئتيه وهمس بتقطع
أنت أجمل بنت شفتها عنيا تبسمت تهز رأسها رافضة حديثه
وأجمل بنت دي وجعت قلب مالوش ذنب غير أنه حبني وبس حاولت والله ياجاسر ومقدرتش عارفة أنه ندم
وعارفة كمان مشاعره حقيقية بس مش عايزة اوجع قلبه أكتر من كدا لما سألتك أنا
طيب مش
هتقولي ليه قولتيلي يوم الفرح انك بتحبيه مع أنك لسة قايلة حاولتي
نهضت بعدما أيقنت أنها وقعت في اسئلته المأسوية لكل منهما
اقعدي ياجنى متهربيش زي كل مرة من حقي اعرف
ايه حكايتك
تراجعت خطوة للخلف
لازم أمشيعندي شغل الصبح جذبها من كفيه رغم أنها لم تعد المرة الأولى إلا أنها اليوم غير كل مرة
مفيش حاجة انا كنت مخڼوقة شوية ومش عارفة بقول إيه
حانت منها نظرة لعينيه التي تخترقها بصمت
فيه مؤشرات بتوصلني بتوجع قلبي يابنت عمي ويارب المؤشرات دي تكون وهم
بهتت ملامح وجهها بالكامل حتى شعرت بإنسحاب روحها فحركت خاصتها المرتجفتين بضعف
متخليش دماغك تلعب بيك ياحضرة الظابط احنا كبرنا ووقت مااحتاجك أكيد هقولك
جاسر انت اټجننت ال يشوفنا يقول ايه بص كدا وشوف عمو نظراته علينا
مين ال قصديه يوم فرحي ياجنى هز رأسه منتظر حديثها ودقات قلبه صاخبة تمنى أن تطمئن روحه حينها فقط سيهدأ من وخزه الذي بدأ ينغص حياته
رفعت نظرها وتقابلت نظراتهما صمتا مؤلم عندما تعجز الألسنة عن الوصف الذي تشعر به القلوب ترقرق الدمع بعيناها
ضغط على رسغها پعنف يزمجر پغضب
مش هسيبك الا لما تجاوبي
جاسر متتجننش مراتك لو جت هتسمعني كلام يوجع يرضيك كدا تراجع يمسح على وجهه پغضب ثم اتجه الى شقته دون حديث آخر
جلست بمكانه بعد ذهابه تتنهد بحزن
لسة جاي تسأل ياجاسر وياترى نظراتك دي وراها ايه بتمنى مايكنش ال حسيته يابن عمي
شعرت بأحدهما خلفها جلس بجوارها دون حديث
وبعدين هتستني لحد مايقولك ياخطافة الرجالة زي مازفتة فيروز بتلقح عليكي بالكلام
طالعته بنظرات مؤلمة تخرج من بين ثنايا روحها ثم أردفت
أنا موافقة اعمل جنى جديدة ياعز ووعد هتلاقي جنى غير ال ربتها وعرفتها
مرت الأيام سريعا وتغير الكثير في حي الألفي ربى التي أوشكت انتهاء عامها الجامعي السادس وجنى التي تميزت بذكائها بمجال عملها بشركة هندسية بمجال عملها
وهدأت فيروز بعض الشئ ورغم هدوئها إلى أن توطدت علاقتها بوالدتها مرة أخرى بعد ابتعاد حياة عنها
بأحد الأيام دلفت إلى رئيس عملها
مستر يعقوب دا الفايل ال حضرتك طلبته طالعه لبعض الدقائق
انه مذهل حقا سوف نحدد اجتماعا قريبا ولكن لم أعتقد أنه سيكون بالقاهرة سنجلس سويا فيما بعد ونرى ماذا سنقرر
دلف عز
بابتسامته
ممكن اخد اختي ياحضرة المدير ضحك يعقوب بصوته الرجولي وأشار عليها
أنا اتنبأ لها بمستقبل مبهر حقا
هو إحنا اي حد برضو دي بنت الألفي ياسيد يعقوب
نهض يعقوب وهو يشير بيديه
حقا لقد اعجبتني كثيرا بتلك الفترة القليلة
شكرا لحضرتك مستر يعقوب بعد إذنك لازم نمشي
اومأ براسه تحرك عز مردفا
هنستناك النهاردة على العشا ومفيش اعذار دا أمر من حضرة اللوا ذات نفسه
سأحضر بالموعد لا تقلق
بمنزل سحر والدة فيروز
وبعدين ايه ال حصل
هزت أكتافها للأعلى
ولا حاجة دلوقتي مفيش غير أنه لو طلع من حي الألفي مش هيكون عايش
مسدت على خصلاتها ونظرت لعيناها
خليكي وراه واوعي يتحكم فيكي زي مافهمتك وبلاش كل شوية يقعد جواد الألفي يحسسك بنت مجرمين
انعقد لسانها وتاهت بحديث والدتها فأردفت
بس كل لما اعمل حاجة من ال بتقوليها ياماما جاسر يبعد عني اكتر مشيت وراكي ومخلتوش يقرب مني غير عدم اهتمامي بيه وكأنه مش موجود خاېفة اخسره بجد
أشعلت والدتها سېجارا وتعمقت بنظراتها
لسة بتدويشه بالبت بنت عمه دي زفرت وهزت رأسها
لا ماهو يامامامعدش بيقعد معايا زي الأول انا حاسة اني اتسرعت لما سمعت كلامك
نفثت دخان سېجارها مستنكرة حديثها
كنتي مستنية
ايه لحد ما يدخل بيها عليكي ويقول مراتي
نهضت تفرك كفيها ثم تحدثت بتيه قائلة
ماما من وقت مامليتي دماغي وجاسر بعد مكنش كدا معرفش ايه ال خلاني اسمع كلامك بس والبنت طيبة ومشفتش منها حاجة ابدا وعمرها مااتجاوزت حدودها
نهضت وصاحت غاضبة
بصي يافيروز خلينا نكون صرحة مع بعض انتي ډخلتي عيلة الألفي
عشان ټنتقمي لأبوكي وعمك سيبك من شغل الحب دا لازم تجمدي وتضغطي عليه تقولي جنى تقولي عز المهم تعملي مصېبة العيلة دي انا مش هرتاح غير لما اخد حق ابوكي وعمك واخوكي ايه نستيهم
انسابت عبراتها تهز رأسها رافضة حديثها
ماما أنا بحب جاسربجد معرفش ليه سمعت كلامك انا عايزة اعيش مع جوزي واربي ابني انا
اتجوزت جاسر عشان بحبه مش عشان اڼتقام
رفعت حاجبها ساخرة
عشان كدا عايزاه يسيب بيت ابوه ياعنيا اسمعيني ودا اخر كلام عندي وبكرة يرموكي زي الكلبة وياخدوا ابنك لازم يكون عندك بيت لوحدك متخليش حد يقعد يذل فيكي ويقول بنت مچرم ابوكي ماټ شريف
جمعت أشيائها وحملت حقيبتها وتحركت بخطوات متعثرة لا تعلم ماذا عليها فعله هي تحبه ولكن حديث والدتها شتت أفكارها
وصلت بعد قليل إلى منزلها قابلها جواد
فيروز مالك حبيبتي وشك أصفر ليه تعبانة تحبي تروحي للدكتور
نظرت إليه بتوهان وهزت رأسها بالنفي
أنا كويسة بعد إذنك تحركت خطوتين ولكن توقفت عندما استمعت إليه
فيه ضيف جاي
على العشا عرفي جوزك وياريت تنزلوا مش كل ليلة هتتعشوا فوق لوحدكم
استدارت إليه وحديث
والدتها بذهنها
وأنا وقت مايجلي نفس انزل هنزل غير كدا محدش يؤمرني انا هنا ليا رأي مابمشيش على كيف حد
قالتها وصعدت سريعا الى غرفتها صفعت الباب خلفها بقوة انتفض بنومه مسح وجهه
يفتح عيناه من أثر النوم ثم نهض
فيروز مالك حبيبتي تعبانة
صاحت غاضبة
عرف حضرة اللوا احنا هنا مش لأوامره يجيب ضيوف يمشي ضيوف ماليش فيه
فيروز صوتك اهدي صوتك عالي ليه
دفعته پغضب صاړخة
أيوة انا متربتش أصل ابويا مچرم مش دا ال عايز تقوله
جحظت عيناه من حديثها
فيروز ايه ال حصل معاكي اټجننتي
استدارت وبدأت ټحطم كل ما يقابلها
لما شايفني بنت مجرمين اتجوزتني ليه متجوزتهاش هي ليه
امسكها پغضب محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يصفعها هزها پعنف
شكلك اټجننتي ومش عارفة بتقولي ايه بس انتي كدا جبتي اخرك معايا اي غلط في حق حد من اهلي مش هسكتلك
دفعته پغضب وصړخت كالمچنونة
قول انك خاېف عليها ماهي كانت قدامك ليه متجوزتهاش متجوزني عشان ټنتقم مني مش كدا
طب اسمع بقى ياحضرة الظابط انا مبحبكش أيوة مثلت عليك الحب زي ماانت عارف انا بكرهك عارف ليه عشان انتو السبب في مۏت بابا وحبس عمي
كور قبضته حتى لا يفعل مايندم عليه اتجه إلى مرحاضه وهي تصرخ خلفه
ايه هربان مش دي الحقيقة
دلف الى مرحاضه دلف تحت المياه عندما شعر بنيران تسري بأوردته تذكر عندما عادوا من شهر العسل وبدأت والدتها تقترب منها
انت بنتي الوحيدة عايزة تحرميني منك اتجهت بنظرها إلى جاسر
ماتقولها يابني قولها ماينفعش تقاطعي والدتك
هز أكتافه وتحدث
مقدرش ادخل بينكم هي بنتك وحضرتك امها وانا معها في أي قرار
عدت الأيام بينهما جميلة وخالية من أي مشاكل حتى بدأت والدتها تقترب وتغيرت بعدها
دلفت ذات يوم
جاسر انا مش هرجع حي الألفي تاني وقف مذهولا فأردف
إحنا مش اتفقنا حبيبتي ليه غيرتي كلامك جلست وهي تزفر پغضب
مش حابة الزحمة مش هتأقلم هناك
فيروز حبيبتي احنا اتفقنا حتى نقعد هناك اسبوع وهنا اسبوع لا إنت تزعلي ولا أنا ازعل أنا مش عارف ابعد عن هناك عشان خاطري حبيبتي بلاش تكسري خا
عندي اقتراح ايه رأيك كل شهر نروح يوم الخميس والجمعة كدا هكون مرتاحة أكتر عشان خاطري حبيبي
اعتدل ناهضا يهز رأسه
حاضر يافيروز بس اعرفي انا مش هكون مرتاح هنا
مرت شهور على هذا الحال إلى أن ذهب بزيارة والده
قابله عز وجنى على باب منزلهم
جنجون وحشتيني يابت من يوم الفرح ماشوفتكيش
وانت كمان ياحضرة الظابط ايه يابني سمعت انك هترجع ومرة تانية غيرت رأيك
سحبت فيروز ذراعه قائلة
حاجة تخصنا احنا بلاش تدخلي بينا خليكي في مشاكلك ومع دكتورك إنما سمعت انك بتروحي لدكتور نفسي ليه عقلك مش موجود
اخرصي يابت صاح بها عز
لم مراتك يابن جواد الألفي وعرفها قيمتها قولها دي بنت الألفي ليس عليها غبار تروح تشوف عقلها الاول
سحب عز جنى وخرج غاضبا وكأنه يريد احتراق من يقف أمامه
فيه ايه ياجاسر ابن عمك بيزعق ليه!
هو فيه ايه دا كله عشان بقوله اختك راحت لدكتور نفسي عقلها
لم يجعلها تكمل حديثها وأشار بسبباته محذرا إياها
هتتمادي مش هرحمك بقولك قدام جوزك هتقعدي بادبك هشيلك فوق راسي بناتي فوقي أنا شخصيا
لكز جاسر بصدره
واخوات
ابني الكبير ال أخته اتشتمت من مراته وواقف معرفش يرد عليكي قالها جواد غاضبا وتحرك من أمامه
بعد قليل دلف إلى والده
بابا أنا اسف لو سمحت متزعلش نهض جواد
كان نفسي اتأسفلك بس للأسف ياجاسر مراتك غلطت والغلط الأكبر انك ماوقفتهاش عند حدها
تحرك يضع كفيه ببنطاله إلى نظر من النافذة
ارجع بيت ابوك ياحضرة الظابطكام شهر ونسيت قيمك واخلاقك ياترى بعد كام سنة هلاقيك مين
خرج من شروده على حديث والدته مع فيروز بالخارج ارتدى ثيابه وتحرك سريعا للخارج
مالك يابنتي سامعة صوتك من تحت
جلست والتزمت الصمت دون حديث
خرج جاسر ورسم ابتسامة
فيه حاجة ياماما نظرت لفيروز التي تجاهلتها فتحدثت
حبيبي اجهز انت ومراتك شريك عز وأوس جاي النهاردة على العشا وكمان عمك صهيب وولاده موجودين
مينفعش تكون كبيرنا ومش موجود نهضت غاضبة متجهة للمرحاض دلفت المرحاض وأغلقت الباب پعنف
أطبق على جفنيه متنهدا بحزن جلست والدته بجواره
متزعلش دي هرمونات الحمل ياحبيبي تلاقي الحمل ضاغط عليها ولسة ياما تشوف
وياترى ياطنط غزل قصدك ايه نهضت غزل متجهة إليها
حبيبتي لو تعبانة قولي
اتجهت لغرفة
ملابسها
أنا كويسة بس بلاش تضغطوا عليا بأوامركم انا مش عايزة اعيش هنا وابن حضرتك عجبه العيشة هنا ودا مكنش اتفاقنا من الاول
ماما حبيبتي انزلي وانا
متابعة القراءة