رواية أنا لها شمس

موقع أيام نيوز


وجهه 
ولو مكنش متأكد 100100 عمره ما كان هيبلغني
نزلت كلماته على قلبها الضعيف لتشطره لنصفينلم يسبق لها خوض ذاك الشعور المرير من قبل فقد خاضت معارك كثيرة وذاقت من الخيبات والإنكسارات ما حولها لتلك الصامدة الساندة لحالها لكن تلك المرة تختلف كليافالصدمة هذه المرة تخص الإنسان الأغلى بحياتها والدها الحنون الذي طالما غمرها بحنانه وشملها بعطفه ورعايته وساندها كثيرا كي تتخطى الكثير من عثراتهاسقط قناع القوة

لديها لتنهمر دموعها ك شلالات بعدما فقدت السيطرة عليها مما جعل شقيقها الذي لا يختلف شعوره عنها بالكثير من أثر الصدمة ليربط على كفها قائلا في محاولة منه لتهدأتها 
استعيذي بالله من الشيطان الرجيم واتفائلي خير كل دي لسة تخمينات
بالرغم من وثوقه التام في قدرة دكتور سليم الطبية لكنه أراد أن يمنحها بعض الأمل الزائف كي يرتاح قلبها قبل التأكيد لينطق في محاولة منه لبث التفاؤل لدى تلك الذي نزل عليها الخبر كالصاعقة 
أتمنى من كل قلبي إن تشخيص دكتور سليم يطلع غلط أنا حبيت بس أبلغكم علشان تكونوا مستعدين للي جاي لانه للأسف صعب عليه وعليكم قبل منه
تخبطتشتتعدم اتزان بالمشاعرفقدان التركيز وشعورا بالضياع كل هذه المشاعر هاجمتها هي وشقيقها الصامتتحاملت على حالها لتستند بساعديها بجانبي المقعد كي تستطيع الوقوف لتنطق بحروف خرجت مهزوزة بعدما تطلعت إلى أحمد 
متشكرة لتعبك واهتمامك يا دكتور
أجاب باحترام لشخصها 
ماتقوليش كده يا إيثارإحنا اخوات والباشمهندس موصيني عليك بنفسه وتأكدي إن والدك في إيد أمينة وأي حاجة هنلاقيه محتاج لها على الفور هتتعمل له
بنبرة تملؤها عزة النفس أجابته 
متشكرة جدا لحضرتك وياريت تدي خبر للحسابات إني هعدي عليهم بكرة بالكتير
أجابها بنبرة زائفة كي لا ېجرحها ويشعرها بالتقليل 
والله الموضوع ده تحليه بينك وبين مديركلأني واخد دفعة كبيرة تحت الحساب
نظرت له بامتنان وخرجت بمجاورة شقيقها لتنطق قبل أن يتجها صوب غرفته التي خصصها له أحمد 
وجديالكلام اللي إتقال لنا من دكتور أحمد هيفضل بينا ومش هيخرج حتى لعزيز
واسترسلت بإيضاح 
مش عايزين بابا ياخد بالهعلى الأقل لحد ما نتيجة الإشاعات تطلع ونطمن على بابا وإن معندوش حاجة إن شاء الله
حاضر يا إيثار نطقها ليتلفت من حوله وهو يقول بتوجس 
المستشفى شكلها غالي قويهتسدي حسابها إزاي ومنين
أجابته بهدوء 
أنا معايا فلوس ركناها في البنك تحسبا لأي طوارئ وأظن مفيش ظروف أسوء من كده علشان استخدمها وكمان دكتور أحمد أكيد هيعمل لي تخفيض كبير
دلفا لوالدهما وحاولا التخفيف عنه ليسألها بتوجس 
الدكتور قال لك إيه عني يا بنتي
ضمت كفه الضعيف بين راحتيها ومالت بقامتها لتضع قبلة حنون عليه ثم طالعته بعينين مملؤتين بالحنان وهي تجيبه بكلمات زائفة تبث من
خلالها السکينة والإطمئنان بروحه 
قال إن صحتك زي الفلبس جسمك مرهق شوية ومحتاج شوية مقويات مش أكتر
بجد يا إيثار قالها بعينين متأملتين النجاة لتومي له بابتسامة زائفة بينما قلبها ېنزف لرؤية غاليها بذاك الوهنمسدت بكفها فوق وجنته بحنان لتجيبه بأمل تعلم من داخلها مدى زيفه 
طبعا يا حبيبيانا عمري كذبت عليك في حاجة 
نطقت كلماتها الأخيرة بابتسامة ليهز رأسه نافيا بابتسامة مماثلة لخاصتها كل هذا تحت نظرات منيرة الماكثة بالمقعد المقابل لوقوف ابنتها الجهة الاخرى وهي تزفر بضيق وعدم رضا لما يحدث من حولهالاحظ غانم سخطها فتملك القهر من قلبه وحزن على رفيقة دربه التي سرعان ما تذمرت من مرضه وهذا ما رأه بعينيه منذ الوهلة الأولى التي خارت قواه واستسلم خانعا للمرضلاحظت أيضا إيثار حزن والدها فتألم داخلها
ولجت الممرضة لتقول للجميع
ممكن تستنوا برة لو سمحتمالدكتور جاي بعد شوية هيكشف على الحاج ومحتاجة أجهزه
خرجت هي وشقيقها ووالدتها ليجدوا عزيز وأيهم يجلسان بالمقاعد الموضوعة داخل الممر جاورت منيرة عزيز لتزفر بقوة وهي تقول بتذمر
أنا مش عارفة إحنا إزاي سمعنا كلامها وجينا هناكان مالها مستشفى المركز ما كانت حلوة ومقضية الغرض
لتتابع بسخط ظهر بين على ملامحها وهي تشيح بكفيها بطريقة غاضبة 
مالنا إحنا ومال مستشفيات مصرنسيب بلدنا ونيجي نتبهدل هنا ليه!
تطلعت تتمعن بملامح مذهولة لتلك المرأة التي تفتقد لأدنى معاني الإنسانية والحسما أبشعها بكم الأنانية التي تسيطر على كيانهاحتى زوجها لا تطيق تحمل المشقة لأجل مرضهتألمت لموقف والدتها المخذل فتحدثت بنبرة ظاهرها يبدوا هادئا أما باطنها فېحترق 
مفيش پهدلة إن شاء اللهالشقة عندي واسعة وتساع الكل
رمقتها باشمئزاز قبل ان تلقي بكلماتها السامة بوجهها 
وأنا إيه اللي يدورني في بيوت الناس
طالعتها بنظرات قوية لتهتف بنبرة حادة وكلمات لازعة بعدما فاض بها الكيل من تلك التي لا تشعر بفاجعتهم 
يبقى ترجعي بيتك علشان تاخدي راحتك فيهوأبويا أنا وإخواتي هنخدمه ونشيله في مرضه
هتفت منيرة باتهام 
وإنت من إمتى حاطة أبوك في دماغك ولا بتعملي له حساب
اشټعل داخلها من حديثها لتقول بنبرة صارمة 
طول عمري وأنا صورة أبويا قدام عيونيوأول حاجة بفكر فيها قبل ما أخطي أي خطوة هو بابا والحمدلله عمري ما عملت حاجة وطيت بيها راسه
هتفت بحدة وهي ترمقها بازدراء 
وإنت لما سبتي البلد وجيتي تعيشي هنا لوحدك وخليتي اللي يسوى واللي ميسواش
 

تم نسخ الرابط