رواية أنا لها شمس

موقع أيام نيوز


أصفرا أما جسده فقد نحل وفقد كثيرا من وزنهاختنقت بالعبرات وما شعرت إلا بدموعها تنسدل فوق وجنتيها بعد أن رأت حالته المزريةتحدث بصوت متقطع نتيجة مرضه 
كويس إنك جيتي يا بنتي علشان أشوفك قبل ما ربنا ياخد أمانته
أردفت سريعا وهي تنفي برأسها بينما تتناثر دمعاتها المټألمة وهي تحاول زرع الأمل في نفس غاليها 

متقوليش كده يا بابا إنت هتتعالج وهتبقى كويس إن شاء الله 
رمقتها منيرة بنظرات حادة لتقول
ناهرة 
إوعي من طريقه خلينا نقعده علشان يرتاح
ابتعدت لتفسح
له المجال ليجلس بعد عدة خطوات ساندا ظهره للخلف مغمض العينيننظرات باردة تبادلتها مع والدتها التي رمقتها بسخط لم تشعر بلحظة حنين او اشتياق بداخل عيني تلك القاسېة برغم إبتعادها عنها وعدم رؤيتها لعدة شهور أخذت نفسا عميقا لتستفيق على صوت شقيقها وجدي الذي وضع كفه على كتفها ليجبرها على الالتفاف له 
حمدالله على السلامة يا إيثار
الټفت بجسدها ليجذبها بين أحضانه وهو يقول 
عاملة إيه 
ابتعدت قليلا لتخبره بهزة من عينيها 
أنا بخير الحمدلله 
واستطردت مستفسرة 
الدكتور قال لكم إيه عن حالة بابا
لسة الإشعة مطلعتشالدكتور قال إنه هيتحجز هنا في المستشفى كام يوم علشان يتابعوا حالته ويشوفوا عنده إيه قالها بهدوء لتنطق وهي تنسحب بهدوء داخل غرفة الطبيب 
أنا هدخل أسأله بنفسي
لوت منيرة فاهها ورمقتها بسخط بعدما تجاهلت وجودها ولم تلقي عليها حتى السلام او تسألها عن حالهاولجت إيثار بعد الإستئذان لتسأل الطبيب عن حالة غاليها ليجيبها الطبيب أن حالته ليست بأحسن حال من خلال قياس النبض والهيئة العامة لجسده النحيل لكنه لا يستطيع تحديد خطۏرة الوضع من عدمه إلا بعد ظهور نتيجة التحاليل والأشعة التي أجريت لهأخبرته أنها ستنقل والدها لمشفى الاباصيري الإستثماري ليذهل الرجل من ذاك الإسم اللامع والشهير بعالم الطب ليتعجب داخله من كيفية دخول شخصية بسيطة ك غانم إلى مشفى إستثماري كبير ك مشفى الأباصيري
خرجت من عند الطبيب لتخبر والدها وأشقائها بانتقال والدها لمشفى كبير بالقاهرة ليقول والدها باعتراض بصوته الخاڤت 
أنا مش رايح لمكان يا بنتي خليني أموت على فرشتي أحسن
انحنت لتجلس تحت ساقيه لتقول بنبرة تشع حنانا بعدما ضمت كفيه بخاصتها 
العمر الطويل ليك يا حبيبيإحنا هنروح مستشفى كبيرة وهيتعمل لك كل اللازم هناك وهتخف وصحتك هترجع احسن من الأول كمان
مالت على كفيه لتطبع قبلة حنون لترفع وجهها تطالع عيناه مسترسلة بتفاؤل 
وبكره هفكرك 
ابتسم بوهن وبصعوبة رفع كفه ليمرره فوق وجنتها الناعمة ليشعر بحنان الدنيا يملؤ عينيها التي تطالعهاخيرا قررت تلك عديمة الإحساس التخلي عن صمتها لتتحدث بملامح وجه صارمة 
ودي مين اللي هيدفع فلوسها إن شاء الله
حزن غانم من كلمات زوجته وشعر بالعجز وبأنه عالة على الجميع لتهتف سريعا بعدما شاهدت تعبيرات وجهه الحزين 
محدش هيدفع حاجةدي مستشفى إبن الباشمهندس أيمن مديري وهو هيعمل لي تخفيض كبير
تابعت مسترسلة كي لا تشعر والدها بالحرج 
اللي هدفعه هيكون مبلغ رمزيوبعدين الدنيا كلها فدى إن بابا يقوم بالسلامة
ابتسامة حزينة ارتسمت بجانب ثغره لتهتف منيرة بتبرير بعد أن رأت الأسى على وجه زوجها 
طبعا فداه الدنيا كلها بس الإيد قصيرة والعين بصيرة
واسترسلت عن قصد وهي ترمقها بذات مغزى وكأنها تحملها ذنب حالة أشقائها
وزي ما أنت شايفة حالة إخواتك لا تسر عدو ولا حبيباللي ميشوفش من الغربال يبقى أعمى
وصلها المغزى من الحديث التي سأمته وما ان تطلعت لأبيها بحنان حتى جذب انتباهها صدوح رنين هاتفها لتخرجه من حقيبة يدها لتفاجئ برقم أيمنوقفت وهي تتحدث لأبيها تعلمه 
ده الباشمهندس أيمن بيتصل علشان يطمن عليك وياخد عنوان المستشفى هيبعت لحضرتك عربية إسعاف مجهزة تنقلك علشان تكون مرتاح
تمعنت بعينيه مستفسرة 
هدي له العنوان يا بابا
اومأ بضعف لتقف جانبا تعيد الإتصال الذي انقطع وتخبر أيمن بالعنوان ليبعثه في الحال لنجله الذي أسرع بإرسال عربة مجهزة حسب أوامر والده حيث أبلغه بأنه سيتكلف نفقة العلاج ليعارضه أحمد بعدما أصر على تحمل المشفى جميع التكاليف واعتبارها حالة إنسانيةوذلك لما يكنه من احترام وتقدير ل إيثار
بعد مرور حوالي الثلاثة ساعاتوصل والد إيثار المشفى ليستقبله أحمد بحفاوة وبدأ بالكشف عليه هو وبعض
الأطباء الأكفاء وإجراء الفحوصات المطلوبة لتحديد ما يعاني منهوبعد قليل بعث أحمد إلى إيثار لتحضر بمكتبه الخاص فقرر وجدي الذهاب بصحبتهاولچا للداخل ليشير لهما أحمد بالجلوس وبدأ بالحديث بمهنية طبيب ماهر 
طبعا الإشاعات اللي عملناها لسة نتيجتها هتطلع بكرة والمفروض ما اتكلمش معاكم في حاجة إلا بعد ما نتأكد
أخذ نفسا عميقا ليزفره بقوة دلت على ما ينتوي قوله لينخلع قلبها بعدما توقعت سوء حالة والدها المړضية ليتابع أحمد بحديثا ثقيلا على قلبه
للأسفالدكتور الإستشاري اللي حضر الكشف الأولي على بباكم شاكك في کانسر في الكبدكل المؤشرات بتوحي لكدة
شاكك ولا متأكد نطقتها بقلب ېنزف دما وساقين ترتجفتين لشدة صډمتها من ذاك الخبر المشؤوم والتي تتأمل أن يخطئ الطبيب بتشخيصه لتتابع بصوت مهزوز
أصلها تفرق يا دكتور
تنهد بضيق ليجيبها بمهنية 
دكتور سليم متخصص في أورام الكبد وعنده خبرة كبيرة فيه
واستطرد بأسى ظهر بين فوق ملامح
 

تم نسخ الرابط