رواية زهرة لكن دميه بقلم الكاتبة سلمى

موقع أيام نيوز

فيه لا يحتمل التأجيل لدرجة أنه قطع رحلته مقررا البقاء حتى يتحدث مع أكنان  
في المستشفى مازالت زهرة موجودة ظلت بجوار الباب الموجود بداخله والدتها تأبى التحرك من هذا المكان 
منتظرة بزوغ النهار لكي تقوم بډفن والدتها 
تحدث أكنان بلهجة حانية _ ملهوش لزمة وجودك في المستشفى تعالي معايا عشان تروحي وبكرا الصبح أنا هخلص أجراءات الډفن 
رفعت رأسها المنحنية ونظرت له بعيون حمراء منتفخة من كثرة البكاء ردت عليه بصوت متهدج مټألم _أنا مش هتحرك من هنا 
لم يتحمل رؤيتها هكذا فقال بأصرار_ تعالي معايا وبكرا الصبح هجيبك هنا بنفسي 
تحدثت پألم _ وأنا بقولك هفضل هنا مش هتحرك الا وهي معايا لحد لحد ماأدفن تهدج صوتها فلسانها لم يستطع نطق باقية كلامها
نزعة من الالم توغلت داخل قلبه لرؤيتها هكذا أقترب منها وقال _هي ماټت وجودك ملهوش داعي 
سيطرتها الهشة على نفسها أنهارت دفعة واحدة عندما قال ماټت أخذت الكلمة تتكرر داخل عقلها كصدى الصوت كلمته كانت القشة التي جعلتها تفقد ماكانت تدعيه من هدوء ظاهري صاحت في وجهه بهستيرية_ لااا أنا هفضل هنا شعرت بارتخاء في قدميها فجلست على الارض وأسندت ظهرها على الحائط أحنت رأسها فوق كلتا ركبتيها وأغمضت عينيها حدثت نفسها پألم خلاص بقيتي وحيدة في الدنيا ليه سبتيني يأمي ليه ليه أرجيعلي تاني 
أنسابت دموعها بغزارة في صمت ثم هتفت أنا محتاجاكي أوي 
شعر بالهلع عند رؤيتها هكذا _ زهرة زهرة حاول جذبها من يديها لكي تقوم 
دفعت يده پعنف هتفت في وجهه بهستيرية ودموعها لم تتوقف عن التساقط _ سبني أنا هفضل هنا مش هتحرك
أخذت تبكي بصوت عالي 
حاول أكنان تهدئتها لكنه فشل فجأة أرتخى جسدها أمام عينيه واقعة الارض فاقدة الوعي 
أكنان بهلع _ زهررررة جلس بكلتا ركبتيه على الارض حاول افاقتها لكنها ظلت غائبة في عالمها الخاص هتف بحدة دكتور هنا بسرعة
بعد مرور عدة دقائق وفي داخل أحدى غرف المستشفى ظل أكنان واقفا في مكانه يتابع في صمت كل حركة يقوم بيها الطبيب وهو يكشف على زهرة 
عندما أنتهى الطبيب قال_ أضطريت أديها حقنة مهدئة وكلها كام ساعة وتفوق
بدون أن تتحرك شفتيه بالكلام أشار للطبيب بالأنصراف بمجرد خروجه وأغلاق الباب جذب أقرب كرسي في متناول يديه ووضعه بالقرب من فراشها جلس عليه ونظر لها بشرود محدثا نفسه لحد أمتى هتسأل نفسك ليه هي بالذات بتعمل معاها كده وليه خۏفك وهلعك عليها لما أغمى عليها معقولة لسه بتسأل فين ذكائك
فاق من شروده على صوت طرقات على الباب بمجرد ألتفاته لأعطاء الأذن بالدخول وجد كريم أمامه 
شعر كريم بالفضول عند رؤية أكنان جالسا بجوارها وملامح وجهه حزينة 
أندهش أكنان من تواجد كريم هنا نهض من مكانه قائلا بخفوت _ أنت مسافرتش ليه 
أشار كريم باتجاه الفراش _ هو في أيه بالظبط أيه اللي بيحصل وأنت مخبيه عن الكل 
رد بضيق _ تعالى نتكلم برا 
وفي خارج الغرفة 
تحدث أكنان بهدوء _ مقولتيلش أنت ليه لحد دلوقتي مسافرتش وأيه
اللي خلاك تفوت رحلتك وتيجي ليا هنا 
_ أيه أخبار صفقة الشركة الصينية 
_ مالها الصفقة وليه السؤال ده دلوقتي 
_ ماهو ده السبب اللي خلاني أفوت رحلتي 
هز أكنان رأسه بعدم فهم _ بلاش كلام الالغاز أتكلم علطول 
رد كريم _ هقول السبب قبل ماأركب الطيارة سمعت خبر في النشرة أن صاحب الشركة أيلون أتفق مع مجموعة الشهاب في صفقة المنتجع السياحي
أبتسم أكنان قائلا _ وأنت بقا ضيعت وقتك ومسافرتش عشان خاطر كده متصلتش بيا ليها ووفرت على نفسك وقتك اللي ضيعته على الفاضي
أبتسم بتهكم ورد قائلا_ ماهو لو تليفونك مفتوح وعرفت أتصل بيك كان زماني سافرت دلوقتي بس أعمل أيه في قلبي الطيب قولت لازم أبلغك باللي سمعته عشان عارف أنك لو خسړت الصفقة دي هتخسر كتير
أخرج تليفونه من جيبه ووجده مغلق تحدث بذهول _ التليفون مقفول بجد دي أول مرة تحصل 
سأل كريم بلهجة فضولية _ وياترى السبب أيه والسبب ليه علاقة بالبنت اللي جوا 
قال بنبرة حازمة _ ملكش دعوة بيها خليك في موضوع الصفقة اللى ضيعت رحلتك عشانها من الأخر كل اللي سمعته ده شوشرة وايلون مش عبيط عشان يدي الصفقة للي أسمه شهاب
رد كريم بهدوء_ طب من غير نرفزة مش هجيب سيرتها وعلى العموم مفيش دخان من غير ڼار وخد حذرك بعد كده 
قال بهدوء _هاخد حذري أكتر 
قطع حديثهم أصوات مرتفعة على بعد عدة أمتار 
أشارت ضحى لولدتها _ الموظف بتاع الاستقبال قال أنها موجودة في الاوضة اللي هناك 
تحدثت أمينة بدعاء_ أن شاء الله خير 
ضحى بصوت مضطرب _ زمانها محتاجنا أوي جنبها ياماما بقا ملهاش
حد غيرنا 
وعندما أقتربو من الغرفة تفاجئت بتواجد كريم أمامها 
ضحى بلهجة مضطربة _ حضرتك 
كريم بذهول_ أنتي 
سألت أمينه أبنتها _ هو مين ده 
تمتمت ضحى بخفوت _ ده كريم بيه ياماما كريم اللي كلمتك عنه
هزت رأسها عندما تذكرت_ أه أفتكرت السلام
عليكم 
رد كلا من أكنان وكريم قائلين _ وعليكم السلام
ثم توجهت بحديثها ناحية كريم _ شكرا ليك يأبني على كل اللي عملته مع بنتي ثم قامت بالدعاء له يارب ياسعدك يابني سعادة دايمه مفهاش حزنويرزقك الله كل ماهو جميل ويملىء قلبك بالسعادة
رد كريم _ أنا معملتش حاجة تستاهل أي حد مكاني كان ممكن يعمل كده
هزت رأسها نافية _ لا مش أي حد ولاد الاصول المتربين هما اللي مش بيسكتو على الغلط وبيساعدو المحتاج وأنت أبن أصول
زينت شفتيه أبتسامة خفيفة_ العفو عشان أنتو ناس طيبين ربنا وقف اللي يساعد ضحى أنا كنت مجرد وسيلة 
ردت أمينة والابتسامة تزين محياها _ونعم الاخلاق أحنا مش عارفين هنرد جميلك أزاي 
قال ببتسامة_ أنا معملتش حاجة تستاهل ولو عايزه ترديلي الجميل يبقا تعزميني في مرة على الاكل عندكم أصل أنا طول عمري عايش برا وأسمع على حلاوة وجمال الاكل هنا 
هتفت بابتسامة _ من عينيا هعملك أحلى أكل بكرا تشرفنا وهتدوق أحلى حاجة
شعرت ضحى بالخجل همست لأمها _ ازاي الكلام ده ومامت زهرة وجنازتها 
ردت بخفوت _ يالهوووي أنا نسيت ثم وجهت كلامها الى كريم معلش العزومة هتتأخر شوية عشان عندنا حالة ۏفاة 
ظل أكنان متابع صامت للحوار الدائر بينهم لاحظ نظرات كريم الخاصة لضحى وأهتمامه الزائد بيها 
سأل كريم _ مين اللي ماټ 
تحدث أكنان قائلا _ أم زهرة ثم توجه بكلامه الى ضحى وأمها أدخلو ليها هي محتاجكم معاها لما تفوق 
سألت ضحى بفضول _ حضرتك اللى أتصلت بيا 
رد أكنان بهدوء _ أيوه بعد أذنكم وأشار الى كريم بالتحرك معاه 
قال كريم _ هستئذن دلوقتي وأكيد هنتقابل بعدين ثم أنصرف مع أكنان
تذكر كريم من تكون زهرة فهتف قائلا _ زهرة دي تبقا صاحبة ضحى 
أستشعر أكنان الي أين ممكن يؤدي الكلام فقال بمرواغة _ مين ضحى دي وباين حكايتها طويلة بس باين من نظراتك ليها أن في حاجة 
رد كريم بارتباك _ بنت ساعدتها وبس ومفيش حاجة بينا
غمز بمكر _ وساعدتها أزاي 
_ الموضوع طويل هبقا أحكيه ليك بعدين 
_ وأنا هستنى 
_ وأنت أيه حكايتك مع زهرة 
رد بابتسامة ماكرة _ لما تحكيلي الاول هبقا أحيكلك 
أبتسم كريم بخفة وقال_ ماشي أتفقنا 
سأل أكنان _ هتسافر أمتي 
سكت لعدة ثواني قبل الرد حتى قرر ماذا يريد _ هاا أجلت السفر بعدين لحد مانشوف حل لشهاب 
غمز له بأحد حاجبيه _ عليا الكلام ده بس هعديها ليك 
قال كريم مستفسرا _ أخبار بيسان أيه 
ضړب على رأسه بخفه ليهتف قائلا _ ياااه ده نسيت خالص 
سأل كريم بفضول _ نسيت أيه 
هتف بضيق _ بعدين ياكريم سلااااام دلوقتيوعندما أنصرف كريم أخرج هاتفه وقام بتشغيله وأتصل برقم ببيسان فهو أستئذن منها وقال أنه سيعود سريعا لكن ماحدث بعد ذلك من ۏفاة والدة زهرة جعلته يخلف وعده بعدم العودة سريعا هتف پغضب_ زمان بيسان زعلانة منك 
في المطار
أخفى زاهر غضبه بصعوبة تحدث بهدوء ولكنه كان يغلي داخليا _ سوق براحة يازاهر بخاف بخااااف أهو الطيارة فاتتنا
زمت شفتيها بحركة طفولية _ وأنا ذنبي أيه 
عقد بين حاجبيه بعبوس _ طبعا ملكيش ذنب ياحبي 
ردت بتوتر _ أنت بتتريق عليا 
_ لا العفو مش بتريق أنا السبب
_ طب هنعمل أيه دلوقتي 
فكر زاهر في حل لوضعهم هذا وبعد تفكير طرأت على باله فكرة جعلته يبتسم فهتف قائلا _ لقيت حل 
سألت بفضول _ حل أيه
زينت شفتيه أبتسامة ماكرة _ هنقضي شهر العسل في الصعيد في بيت العيلة
أتسعت عينيها پصدمة وهي تقول _ أنت بتتكلم جد 
غمز لها قائلا _ طبعا هروح أشوف أقرب رحلة طالعة أمتى وتحرك مبتعدا 
هتفت بيسان _ أستنى يازاهر بس 
تحدث بأصرار_ خلاص يابيسان أنا قررت ثم تركها غير مبالي بمنادتها له 
تكلمت بلهجة عالية حتى يسمعها_أنا مش عايزه أسافر أسمع الجو حر موووت زاااااهر أستنى 
سمعت رن هاتفها المتواصل قالت بحدة _ الووووو دون النظر الى رقم المتصل
_ لدرجة دي زعلانه مني 
_ عندما سمعت صوته شعرت بالهدوء أخذت عدة لحظات حتى أستوعبت ماقال وهزعل منك ليه ياكينو 
_ عشان وعدتك أجي علطول بعد مأخلص مشواري المهم 
أبتسمت بيسان بخفة _ لا مش زعلانة أنااتلهيت في الفرح واللي حصل بعد كده ملحقتش أسألك قبل ماتمشي مشوار أيه المهم اللي خلاك تسيب فرحي 
تحدث بارتباك _ مش لزم تعرفي هبقا أقولك بعدين 
قالت مبتسمة وهي تحك أنفها بخفة_ أنفي البوليسية تخبرني بوجود رائحة أنثى في هذا المشوار 
زينت ملامح وجه شبه أبتسامة _ خليكي دلوقتي في زاهر وشهر العسل وهنبقا نتكلم مع بعض 
زمت شفتيها بضيق عندما تذكرت ماحدث قالت بعبوس _ شهر عسلي الضړب بعد ماميعاد الطيارة فاتنا وناوي يخلني أقضي شهر العسل في الصعيد تخيل ياأكنان أنا شهر
عسلي هيكون في الصعيد في بيت أهله 
سأل أكنان _ ومين السبب ان ميعاد الطيارة يفوت 
أجابت بارتباك _ أااانا 
تحدث أكنان بهدوء _ يبقا بلاش تنكدي على نفسك 
تمتمت بضيق _ بس 
قال بلهجة حازمة _ من غير بس يابيسان زاهر
بيحبك بلاش نكد 
ردت بضيق _ حاضر سلاااام أنا شايفة زاهر جاي 
_ سلاااام يابيسان هبقا أتصل بيكي بعدين
وفي الغرفة الموجودة بداخلها زهرة  
عندما رأتها أمينه بهذا الوضع نائمة طريحة الفراش لا حول لها ولا قوة شهقت بحزن _ ياعيني عليكي يابنتي
قالت ضحى بخفوت _ وطي صوتك ياماما 
جلست ضحى وأمها بجوار الفراش 
تمتمت ضحى بخفوت _ قولتي لبابا يعمل عزا للست هدي
ردت أمينة بخفوت _ من غير ماحد فينا يتكلم أبوكي بيعرف في الواجب وهو قال من نفسه أنه هيتكفل بكل حاجة بس تعرفي اللي أسمه كريم محترم أوي ربنا يبارك في شبابه لما
تم نسخ الرابط