احببت العاصي

موقع أيام نيوز

أحد الشقق بعصبية حين فتح له أحد الشباب نظر عز الدين إلي الشاب بتأفف ثم دلف إلي الداخل بسرعة وهو يتكلم بكلمات غير مفهومة 
عز الدين أنت لسه نايم يا عمرو أنا متصل بيك بقالي ساعة 
عمرو إيه يا عم ما براحة دا لسه بدري حتي علي معاد الرحلة ثم دقق النظر إلي يده و 
عمرو الله أمال فين الكب كيك أفطر أنا ايه الوقت 
عز الدين هو أنا كنت خلفتك ونسيتك ولا إيه وبعدين مالك كده محسسني أن إحنا هنروح نتفسح 
عمرو بغمز يا ريت و الله وحشتني الفسح بتعتنا بس هنعمل إيه في أبوك وجدك إللي كتموا علي نفسنا 
عز الدين وله إحترم نفسك شويا وبعدين هما سافروا انهارده 
عمرو أيون بقي يعني هنهيص ونجيب الناس تهيص
عز الدين أها يا خويا بس خلصنا يله قوم إلبس عشان نعدي علي البيت عندي أجهز عشان منتأخرش 
عمرو فوريره
عمرو السمري مصري مقيم بباريس يعمل مساعد طيار وهو المساعد الخاص بعز الدين تعرف عليه عز الدين من أكثر من خمس سنوات وأصبحا أصدقاء جدا بحكم العمل و انهما مصريان مثل بعضهما فكان عمرو شاب متوسط القامة يتميز بشعره الطويل نسبيا وبشرته البيضاء و أما عن عينيه فكانت سمراء كاحله ويتميز بأهداب طويلة أنه عمرو طيب القلب ويحب عز الدين جدا 
كانت عائشة تبحث عن ذلك الصبي المحبب إلي قلب عاصي إنه يوسف الفتي المدلل إبن أحد المزارعين حضرت عاصي ولادته فكان لولادة يوسف ذكري محببه علي قلب الجميع فلقد ولد يوسف يوم ولادت
مطر ومن يعرف عاصي جيدا يعرف مطر أيضا ومطر هي فرسة عاصي التي ولدت علي يديها و في تلك اللحظة عرفت عاصي بولادت أحد العاملات في
حقول القمح فأسرعت إلي
هناك فوجدت أحدي الفلاحات تعطيها طفل صغير وتبتسم و تبشرها بيوسف فابتسمت عاصي ومن ذلك اليوم و أصبح يوسف محبب إلي قلبها وهو يحبها ويراها مثله الأعلي أخذت عائشة تبحث عن الصغير فوجدته
يلعب مع الصغار في أحد الساحات التي خصصتها عاصي للعب و 
عائشة يوسف يوسف 
يوسف وهو يتجه إليها نعم يا أبلة عائشة 
عائشة تعاله عاوزه منك خدمة 
يوسف طيب ما تسبيني شويه ألعب وبعدين أبقي أجيلك 
عائشة مش هينفع تعالى بقولك 
يوسف وهو يخاطب الأطفال خلاص يا عيال بكره نكمل تدريب بقي
عائشة يله يا إبني 
يوسف جيت أهه نعم 
عائشة بص أنا عاوزه منك خدمة أنت الوحيد اللي هتقدر تعملها 
يوسف خدمة إيه يا أبلة عائشة 
عائشة تروح تودي الورقة دي لعاصي وقولها دي أبلة عائشة بتقول دي وصلت من المصنع 
يوسف أبله عاصي عند إسطبل الخيل روحي وديها أنت
عائشة بتهرب لا أصل مش فضية أسمع الكلام بقي يا يوسف عشان خطړي وأنا هقف أستنك وراء شجرة الجميز عشان أشوفك عملت إيه بس أوعي تعرف عاصي مكاني
يوسف حاضر يا أبلة عشان خاطرك بس هسيب المشت وأروح 
عائشة بعدم فهم مشت إيه إللي هتسيبه ده يا يوسف 
يوسف المشت المشت مع أصحابي
عائشة بفهم اه أنت قصدك الماتش مش توضع معلش يا يوسف أصل الموضوع مهم يله بقي روح لعاصي وأديها الورقة 
يوسف ببراءه حاضر 
في ذلك الوقت كانت عاصي في خلوتها نعم فهذا الساعة المخصصة لإختلاء بنفسها وبمطرها المحبب أوقات تصعد علي ظهره وتترك له الطريق لكي يسرع هو إلي حيث لا تدري ويظل مطر يجري حتي يأخذها لمكان خاوي ويبقي هو وهي فقط تهمس له وتخبره بكل همومها تعانقه وتبكي مطر هو سر عاصي وفي العاصي حرية مطر وعلاقة عجيبة يتعجب لها بني البشر كانت تنظف جسد مطر بالفرشاة المخصصة لذلك العمل وهي مبتسمة حين دلف إلي الداخل يوسف و 
يوسف خالة عاصي خالة عاصي 
عاصي تعال يا يوسف أنا هنا عامل إيه
يوسف أنا الحمد لله كنت بلعب مشت مع العيال عشان أبقي شاطر وأنت تلعب معايا زي ما قولت 
عاصي بس كدا من عنيه يا يوسف هنظم ليكم ماتش ونلعب فيه كلنا بس بعد موسم الحصاد
يوسف وتلعب في فريقي 
عاصي حاضر يا حبيبي بس تذاكر الأول و تبقي شاطر
يوسف حاضر أها نسيت الخالة عائشة بعتالك دي معايا و وسلام حالا بقي عشان أروح لها عشان هي مستنيه عند شجرة الجميز 
أخذت عاصي الورقة من الصغيرة حين أسرع هو بالخروج من الإسطبل نظرت إلي محتواها فاتسعت حدقة عينها وإرتسمت علامات الڠضب علي وجهها و أسرعت عاصي بالخروج وإتجهت مسرعه إلي مكان وجود عائشة وهي تتفوه بكلمات غير مفهومة 
في ڤيلا كامل مهران جلس الجد مصطفي وبجانبه آدم وعلي قرب منهم جلس ماجد وبجانبه كامل حين دلفت أم السعد وهي تحمل بعض المشروبات وأخذت تبتسم وترحب بهم بسعادة و 
أم السعد بفرحة الدنيا نورت يا سيدي 
مصطفي بابتسامة تسلمي يا أم السعد عامله إيه وولادك عاملين إيه 
ام السعد بشكر الحمد لله يا سيدي بيدعولك ربنا يطول لنا في عمرك 
مصطفي تسلمي يا أم السعد 
وهنا سمع الكل هتاف عالي فرح ينبعث من الأعلي و سلمي تسرع في نزول درجات السلم و 
سلمي بفرحة ياااه جدي هنا جدي حبيبي 
وأسرعت إليه وهي تضحك بشدة نعم فهي مدللة الجميع حقا سلمي فتاة عائلة مهران وللقلب الطيب علامات فأصحاب القلوب الطيب دائما تكون سماهم علي و جوههم وهكذا كانت سلمي مرحة طيبة القلب محبوبه متواضعة وبشدة إ ت سلمي جدها ثم قبلت يده و 
سلمي الحمد لله علي السلامة يا جدي 
مصطفي بحنان الله يسلمك يا روح جدك عامله ايه 
سلمي بخير طول ما أنت بخير 
كامل مفيش بوسة و لبابا ولا أي حاجه 
قاله كامل مزحا في حين جرت سلمي علي أ وألدها وهي تضحك بمرح و
سلمي وحشتني يا بابا جدا 
كامل آه ما أنا لاحظت أه 
سلمي أنت حبيبي يا بابا والله 
ثم سلمت سلمي علي آدم هو الأخر ونظرت إلي أخيها ماجد بفتور فإستعجب ماجد لهذا ولكنه إلتزم الصمت من أجل جده وبعد قليل دلفت السيدة إيمان هي الأخرى وأخذت تسلم عليهم ببرود مصطنع فنظر لها كامل پغضب وبنظرات محتقنة و
كامل من فضلك يا
إيمان ممكن دقيقة 
حركة رأسها بقبول ثم قامت وقفت وسارت إلي الخارج بصحبة زوجها و 
كامل دي مقابلة تقبلينا بيها يا ست هانم 
إيمان عاوزين أقبلكم إزاي يعني و أنتم جايين من غيره يا
كامل ده وعدك أنت وبابا ليا فين إبني فين يا كامل 
كامل پغضب أبنك يا هانم مش عاوز يبقي معانا وبيتحجج نعمله إيه يعني 
إيمان تتصرف يا كامل عز
لازم يجي ويبقي معانا وينسي الغربه 
وهنا دقت عصا مصطفي مهران بأرض فنظروا إليه فكان غاضب فزوجة إبنه ترفع صوتها في حضرته والأدهى أمام زوجها وهذا لا يليق و 
مصطفي پغضب وهو يقف وخلفه أحفادة وبجانبهم آدم صوتك ميعلاش يا بنت حسن المرشدي ولدك مش صغير ولدك راجل 
إيمان أنا تعبت من بعده يا بابا وأنتم السبب في بعده عني 
مصطفي إبنك اللي إختار طريقه واحده ومحدش سبب غربته 
إيمان لا أنتم السبب لما محدش رضي علي دراسته فسافر
عشان يدرس اللي بيحبه أنتم اللي ضيعتم إبني من بين إيديا 
كامل پغضب إحنا ولا تحكماتك أنت وسيطرتك هي اللي بسببها فضل أنه يبعد عن الكل 
مصطفي ولدك هيكون عندك عن قريب بس ياريتك تعرفي تحافظي عليه يله يا آدم بدي أرجع بلدي 
كامل إزاي يا بابا بس لازم نتغدي سوا 
مصطفي ملوش لزوم يا ولدي عاوز أرجع المزرعة قبل الليل 
سلمي عشاني يا جدي خليك معانا 
مصطفي معلش يا غالية لازم أرجع وأنت تبقي تجي تعدي معايا يوم أجازتك وأنا هخلي ماجد يجيبك ليا يله يا آدم 
كامل يا بابا 
مصطفي بلا منهده يا كامل بقول عاوز أرجع بلدي 
كامل خلاص يا بابا برحتك بس أهم حاجه متتعبش نفسك 
مصطفي ماشي يا ولدي يله أشوفك علي خير 
حزنت سلمي لان جدها سيرحل ويعود إلي مزرعة كانت تود أن تجلس معه تستمع إليه و إلي نصائحة و تستمتع بحنانه وها هو سيرحل جاء ليرحل نظر مصطفي إلي صغيرته و 
مصطفي بحنان أنت عرفه چدك زي الطير اللي ميقدرش يبعد عن عشه ثم إبتسم و هتف بس هستناك تنوري البلد وتقعدي مع جدك يومين 
سلمي بحب هخلص إمتحان وأجيلك علي طول 
مصطفي هستناك يا قلب جدك 
ورحل رحل مصطفي مهران من أرض لأرض ومن سماء إلي سماء كي يستقر وأخيرا علي أرضه أرض شرفه وعرضه و دفئ روحه 
وبعد رحله دامت ساعات هبطت طائرته في مطار باريس كان هو قائدها كابتن طيار عز الدين كامل مهران يهنئهم بسلامة الوصول إلي بلادهم بسلام حلمه الذي تحقق رغما عن الجميع أن يطير وقد صار كابتن عز يحب عمله كثيرا و يحب السماء يحبها لهدوءها و نقاءها و سلامها يعشق سكونها عز الدين كامل مهران شاب في السابع والعشرين من عمره أعطاه الله الكثير والكثير ليصبح مميزا نعم مميزا عن غيره من الشباب فعز الدين صاحب الشموخ والعزة يمتاز بالجاذبية المدمرة علي قلوب بنات حواء صاحب الرقم القياسي في الصداقات والفتحات و الغزوات ولكن ليست في حروب مقننه معترف بها لا فأرقامه و انتصاراته كانت في صداقات الفتيات والعلاقات لقد خلت الطائره من ركابها في مكان يشبه القمره كان هو يقبل أحدي الفتيات التي وقعدت أسيرة بجاذبية إبن آل مهران وبالخارج كان عمرو صديقة يبحث عنه حين توجه إلي تلك القمره بخطوات حذره ثم فتح بابها بسرعة فتفاجئ بما يحدث وإستدار سريعا فاضطربت الفتاة بشده وتتحنح عز الدين بمكانه و 
عمرو أسف أسف 
أستأذنت الفتاة سريعا وخرجت من الغرفة بخطوات مسرعة بينما نظر عز الدين إلي عمرو بغل ممزوج پغضب و 
عز الدين ساخرا أنت دائما كده بتيجي في وقتك 
عمرو ربنا يخليك يا عمهم دا أنا قالب عليك الدنيا من الصبح 
عز الدين ليه الدنيا خربت ولا إيه 
عمرو لا يا عم مخربتش بس عاوز نشوف هنسهر فين انهارده أنت أيامك بقت معدودة هنا ثم غمز بعينه وأكمل ولازم نستغل الوقت ده
عز الدين أيامي بقت معدودة الله يخربيت لسانك أنت بتفول عليا يا زفت 
عمرو لا يا عم دا أنت حبيبي المهم أنت كنت بتعمل إيه مع البنت روز 
عز الدين كان عندها مشكلة وبحاول أحلها لها
عمرو وهو يغمز له وحلتها 
عز الدين بإبتسامه عيب عليك أنت عرفني مفيش مشكلة تقف قدامي 
وأخذ يضحك ضحكة عالية
شاركه فيها صديقه وهما يتصافحان والأمر كله بالنسبة لهم عادة أن يبقوا محور أنظار بنات حواء واليوم مع هذه وغدا مع هذه وهكذا إعتادوا 
نظرت عاصي إلي عائشة پغضب فهي تشعر أنها تتعامل مع طفلة صغيرة لا تعلم مقدار الکاړثة التي أوقعهم هذا البغيض ماجد هذا الذي لا يفقه شيئا في حياته سوا عجرفته وغروره ذلك المغرور أوقعها
تم نسخ الرابط