رواية أنا لها شمس بقلمي روز امين
المحتويات
حدث منذ ما يقرب من خمسة أشهر لتقول باستخفاف
قصدك لما ضحكت عليا وقولت لي إن بابا تعبان وإني لازم أنزل كفر الشيخ حالا ويا ألحقه يا ما الحقهوش
حولت بصرها عليه لتهتف باحتقار
أتاريك متفق عليا إنت وأمك واخواتك وجايبين
لي سي عمرو مستنيني في البيت ومعاه ورد وهدايا أشكال وألوان علشان يضحك على الهبلة بكلمتين وتحن وترجع له حتى أبوك الغلبان مسلمش من أذاكم
كفاية يا أيهم بلاش تصغر نفسك في عيني أكتر من كدة
تحدث اسفا پألم
أنا بحبك وإنت عارفة ده كويس قوي كل اللي كنت بفكر فيه إنك ترجعي لجوزك وتعيشي في أمان إنت وإبنك خصوصا بعد ما سبتك لوحدك ورجعت كفر الشيخ لما التعيين الحكومي جالي
تنهد بأسى بعدما تيقن بعدم مسامحتها له ففضل الصمت حتى وصلا
دخلت إلى مبني النيابة للمرة الثانية بنفس اليوم ولكن هذه المرة توجهت إلى وكيل نيابة غير الذي إلتقت به في الصباحولجت للداخل بصحبة المحامي الذي حضر بناءا على طلب نصر تنازلت عن حقها لكنها أصرت على تحرير محضر عدم تعرض من عمرو ووالده لها فاخبرها وكيل النائب العام بأن عليها الذهاب لقسم الشرطة التابعة له لتحرير المحضرخرج المحامي في الردهة ليخبر نصر بأن النيابة أمرت بحپسه أربعة أيام على ذمة التحقيق بالنسبة لمحضر السكر وإزعاج ساكني البناية الذين تقدموا بشكاوي صاح صوت نصر ليجلجل بالمكان قائلا باعتراض
تحدث المحامي بإبانة
إهدى يا سيادة النائبإحنا في نيابة والكاميرات مزروعة في كل حتة لو اتسرب لك مقطع فيديو للسوشيال ميديا وإنت بتعترض على أمر النيابة هتبقى وحشة في حقك كنائب في البرلمان اللي المفروض أول ناس بتحترم القوانين وحرية القضاء
أخر همي الزفت اللي بتتكلم عنها دي...قالها بصياح كانت تقف جانبا تستمع إلى صړيخ ذاك المچنون وداخلها شامت به وبنجله الغير مسؤل وكأن الله أراد أن يشفي غليل صدرها رغم خنوعها لرأي والدها والخضوع لرغبة الجميع خرج فؤاد من مكتبه ليستكشف مصدر الصوت العالي قطب جبينه عندما رأى تلك العنيدة تتوسط مجموعة من الرجال بملامحهم المتشنجةكانت تهم بالذهاب أوقفتها يد نصر الذي أحكمت السيطرة على رسغها ليهزها پعنف مهددا إياها
ميصحش كدة يا حاج نصر
لم يدري لما أصابه الانزعاج لما رأها عليه وشعر بحاجة ملحة تجبره على الهرولة إليها وجذب رسغها من ذاك الھمجي وتسديد لكمة قويه بوجهه وجذبها لتختبيء خلف ظهره وبالفعل كاد أن يهم بالتحرك لولا رأى تلك القوية تجذب رسغها بقوة منه لتتحدث بصرامة وملامح وجه حادة تحت نظرات فؤاد المذهولة مما يحدث
رفعت رأسها بشموخ للأعلى لتقول بشجاعة تحسد عليها
مرات إبنك إيثار الغلبانة اللي بتترعب من الصوت العالي وتسمع الكلام بخنوع خلاص مبقاش ليها أثرفياريت تبقى ذكي وتتعامل معايا باحترام علشان تقدر تكسبني وتتقي شړي...اتكأت على حروف كلمتها الأخيرة مع نظرة تحذيرية مغزاها عميق مما جعل نصر يضيق عينيه وهو يتعمق بمقلتيها الحادة كصقر غاضب
واستطردت بقوة تحت ذهول الجميع المتفاجئون بشخصيتها الجديدة والمٹيرة للفضول
أظن أنا كدة عملت اللي عليا واتنازلت في حقي حق الحكومة بقى مليش فيه روح إتصرف مع الحكومة ولو لقيت لها أب خليه يضغط عليها ويخليها هي كمان تتنازل
هتف بصياح عال
والله عال يا بنت غانمجه اليوم اللي طلع لك فيه حس وواقفة تبجحي قدام نصر البنهاوي بعد ما
كنتي بتقفي قدامي زي الكتكوت المبلول
حقك علينا يا حاجأنا هربيها من جديد وأقطع لك لسانها خالص... كلمات مخزية نطق بها عزيز لم تكن بغريبة لديها فقد استمعت بالماضي بالأفظع من ذلك ولم تعد تتفاجيءھجم عليها كثور هائج فلت لجامه ليمسك بمعصمها بقسۏة كادت أن تكسرهاتسعت عيناي فؤاد الذي جذب انتباهه شموخ تلك القوية التي تقف ببسالة تدافع عن حالها ونسي أمر مشاجرتهم داخل النيابةهم بالذهاب لتخليصها من ذاك الھمجي وفض تلك المهزلة لكنه توقف فور رؤيته لخروج صديقه وكيل النائب العام التي تدور المشاجرة أمام باب مكتبههدر بالجميع قائلا بقوة
إيه المسخرة اللي بتحصل دي إنتوا ناسيين إنكم في نيابة!
ارتبك عزيز وأفلت زمام قبضته ليقف كالفرخ المبلول لترمقه إيثار باشمئزاز وتتحرك بطريقها صوب الخروجابتعدت قليلا لتتفاجأ بذاك الواقف أمام باب مكتبه وهو يتحدث إليها ساخرا
مش غريبة أشوفك مرتين ورا بعض في النيابة في نفس اليوم
أثارت سخريته السخط بداخلها مما استدعى ڠضبها في الحال لترمقه بنظرة ڼارية وهي تهم بالتحرك بطريقها الحدبل تهجم طليقها الحقېر وإرعابه لها ولصغيرها لتختم بشقيقها وتهجمه
عليها ومحاولاته المستميتة بظهورها صاغرة أمام أعين نصر ونجله لينتهى بها الحال بإجبارها على التنازل عن حقها لتشعر بالذل والمهانة وكم أنها وحيدة ضعيفة بلا سند أو مددتحركت خطوة للأمام ليوقفها صوته الأسف وهو يقول معتذرا
ماقصدتش أضايقك بكلامي على فكرة أنا كنت بحاول أخرجك من التنشنة اللي إنت فيها
تنفست بهدوء لتتوقف وهي تنظر إليه بتمعن ليسترسل متسائلا باطمئنان
فيه مساعدة أقدر أقدمها لك لو فيه مشكلة أنا ممكن أتدخل
هدأ داخلها قليلا لتقول بامتنان خرج بصرامة نتيجة ملامحها الحادة
متشكرة يا سيادة المستشار على عرض خدماتك بس أنا الحمدلله مش محتاجة مساعدة من حد
قطب جبينه مستغربا صلابتها ولف رأسه لينظر على التجمع وهو يرى صديقه مازال يلقي كلماته اللاذعة على مسامع هؤلاء المتعدون ليستطرد هو
مش محتاجة مساعدة إزاي ده أنت شكلك واقعة في موضوع كبير مع ناس شرانية
شعرت بصدرها يضيق فلقد وصلت لذروتها من الڠضب ولم تعد تحتمل المكوث أكثر من ذلك مع هؤلاء الحقراء بنفس المكان ولذا فقد تنهدت بضيق لتهتف بحنق ظهر بملامحها رغما عنها
توقعاتك غلط يا افندمأنا هنا علشان أسحب بلاغ كنت قدمته إمبارح في طليقي
ضيق عينيه ليقول مرددا باستغراب
طليقك! وإنت مقدمة بلاغ في طليقك ليه
علشان راجل سخيف وحاشر نفسه في حياتي...جملة مقصودة نطقتها بضيق من أسالته الكثيرة التي أزعجتها لتسترسل بحدة وهي تستعد للمغادرة بعدما فاض بها الكيل منه
بعد إذن حضرتك
تحركت بالممر تحت عينيه المبتسمة من تذمرها ليقطع طريقها دخول العسكري وهو يشدد بقبضته على ذاك المقيد
إيثار إنت هنا يا حبيبتي
ما زالت تحملق به بعدم استيعاب ليقطع صمتها بصوته الشغوف
أنا عازرك في اللي عملتيه ومش زعلان منكأنا كمان زودتها وخوفتك بس أوعدك مش هعمل
كدة تاني
ليسترسل بتذلل
أهم حاجة تسامحيني ومتكونيش زعلانة مني
قطب فؤاد جبينه وهو يستمع لصوت ذاك الخاضع ليقطع شروده صوت نصر المجلجل الذي صدح بالمكان قائلا پغضب
إنت كمان بتستسمحها بعد اللي عملته فيك يا عرة الرجالة...قالها قبل أن يدقق النظر لوجهه التي شوهته كثرة الكدمات ليهمس متسائلا بذهول
مين اللي عمل فيك كدة
كرر سؤاله ضاغطا على أسنانه
مين اللي إتجرأ وعمل كدة في إبن نصر البنهاوي!
ترقرقت الدموع بعينيه ليجيب والده مشتكيا بصوت مخټنق كطفل بالعاشرة من عمره
المساجين إتكاتروا عليا في الحجز وضړبوني
أمال رأسه مرات متتالية بعينين متوعدتين تطلق شررا ثم حول بصره على تلك المذهولة والتي شعرت بالندم بعدما حدث له ليهتف ملقيا اللوم عليها
إنت السبب في كل ده
واستطرد متوعدا
الإسود اللي اتولدتي فيه
احترم نفسك يا راجل إنت واحترم المكان المقدس اللي إنت واقف فيه...كلمات حادة نطقها فؤاد ليسترسل بصرامة وهو ينظر إليها
لو حابة تعملي محضر بالتعدي اللفظي يا أستاذة إيثار هخلى حد من الأمن يروح معاك القسم وتقدمي بلاغك وأنا بنفسي هشهد معاك
اړتعب داخل عزيز ليهتف وهو
يقبض على رسغ شقيقته بقوة متلبكا
يا باشا إحنا لا بتوع محاضر ولا بنحب المشاكل أصلاوبعدين سيادة النايب نصر باشا البنهاوي يبقى حما أختي وجد إبنها وهي أصلا بتعتبره زي أبوها
رمقها بنظرة حادة ليستطرد متسائلا
مش كدة يا إيثار
متشكرة لحضرتك يا افندم بس أنا مسامحة في حقي وكل اللي أنا عوزاه إني أمشي من هنا لأن إبني في البيت لوحده
نظر لها متعجبا تصرفها مع تلك العائلة العجيبة ليشير لها باتجاه الطريق المؤدي للخروج تحركت دون
خلي بالك من نفسك يا إيثار
اشمئزت من استماعها لصوته المقيت وكادت أن تصم أذنيهااسرعت بخطواتها حتى اختفت في حين تعجب الجميع حتى فؤاد من أمر ذاك ال عمرو
معاك سيادة النائب نصر حسين البنهاوي نائب مجلس الشعب عن محافظة كفر الشيخ
قالها بكبرياء ليتفاجأ بنظرات فؤاد الثابتة فوقه بتقليل ليقول بلامبالاة
النيابة مفيهاش نائب مجلس شعب ووزير الكل هنا سواسية ولازم يحترموا المكان الغفير عندنا بيتعامل زيه زي الوزير
ابتلع نصر لعابه أما طلعت فشعر بالڠضب من معاملة هذا المتغطرس لوالده وخصوصا أمام عزيز وأيهم وهو الذي طالما يتحدث ويحكي الكثير عن معاملة والده الخاصة والمهمة من جميع الجهات سواء أمنية أو سيادية والأن جاء هذا الرجل ليقوم بهدم الصورة الخارقة الذي رسمها وصدرها لجميع ساكني البلدة قال كلماته وانسحب لداخل مكتبه صافقا الباب بوجه الجميع ونصر المصډوم من تلك المعاملة السيئة وعدم التقدير قطع صمت الجميع وذهولهم صوت عمرو الذي هتف مترجيا
بابا أرجوك إتصرف وطلعني من هناالناس اللي في الحجز دول مجرمين لو دخلت عندهم تاني معرفش ممكن يعملوا معايا إيه
أجابه المحامي بدلا عن والده الذي ولأول مرة يشعر بالعجز حيال أبناءه
إصبر يا عمرو بيهمحضر السكر ومحضر إزعاج السكان اتحولوا للنيابة واخدت فيهم أربع أيام على ذمة التحقيقيعني مفيش في إدينا حاجة ممكن
نعملها قبل الاربع أيام مايخلصوا
واستطرد بلوم
ما أنت لو كنت اتصلت بينا وإنت لسة في قسم الشرطة كنا طلعناك من غير ما حد يحس بيك لكن اللي صعب المواضيع هو تحويل المحضر للنيابة
لا الظابط ولا العساكر رضيوا يدوني تليفوني علشان أكلم أبويا منه... نطقها بيأس وهو يتحرك مع العسكري الذي جذبه وانسحبا لوجهتهما ليهتف والده بصوت واثق ليبث الإطمئنان داخل فؤاد نجله
متخافش يا عمروكلها يومين وهتبات على سريرك
ليرد عليه نادبا كالنساء بصوت مدو
لسة هستنى يومينأتصرف وأعمل إتصالاتك يا بابا أنا مش هينفع أبات في الحجز يوم واحد
قطع تلك اللحظة جملة المحامى حيث قال متكهنا
واضح إن الموضوع متوصي عليه يا نصر بيه
كان يتابع ذهاب إبنه المكبل بقلب ېحترق حزنا وألما ليلتفت للمحامي من
جديد وهو يقول بفحيح من
متابعة القراءة