رواية هوس
باعجاب
و دهشة و هي تتأمل هذه السيارة الفاخرة
فهي تعلم أن هذا النوع من السيارات باهض
جدا و لا يستطيع شرائها سوى فئة قليلة
من الناس و هم فاحشوا الثراء...
توقف ليفتح لها باب السيارة بعد أن أشار
للسائق بأن يركب إحدى سيارات الحرس
بأن سيتولى القيادة بنفسه..
أغلق الباب بهدوء ثم وضع حقيبتها فوق
ليركب مكان السائق...بدأ في القيادة و سرب
من السيارات السوداء الصفحة إنطلق وراءه
ليتبعه...نظر نحو سيلين التي كانت تتأمل الطريق
من وراء شباك السيارة ليتحدث قائلا
دلوقتي حنروح اللفيلا بتاعتي... انا عادة
عايش في قصر جدي لكن مش حقدر آخذك هناك دلوقتي...
مش حابب اقعد
أجمع العيلة و افسرلهم إنت مين و جيتي
هنا ليه و الكلام داه كله عشان مش فاضي
حاليا....النهاردة حترتاحي عشان بكرة
حنسافر لطنط هدى و لما تعمل العملية
و نطمن عليها حنبقى نتكلم في الموضوع
داه... .أومأت له سيلين دون إهتمام بمعرفة التفاصيل
فحاليا لا تريد شيئا من الدنيا سوى شفاء والدتها
على أفراد عائلة والدتها و لذلك لم تهتم كثيرا
بقراره بل شعرت بالراحة فلماذا تشغل نفسها بمعرفة أشخاص لا تريد معرفتهم من الأساس....
. و كأنه قرأ أفكارها ليقول على فكرة داه أحسن
ليكي إنت كمان عشان تريحي دماغك من الدوشة ....كانت تلك آخر كلمة يقولها بقية الطريق...ليعم
السيارة أمام فيلا فخمة بطراز عصري باللونين
الأبيض و يتخللها بعض الرمادي من الأعلى تحيط
بها حديقة شاسعة تسر الناظر....
نزلت سيلين بعد أن فتح لها سيف الباب لتبتسم بخجل و هو يمسك يدها الرقيقة بين كفه ليسير
بها إلى الداخل... صعدا عدة درجات قبل أن يدلفا
الفيلا و ينادي على إحدى العاملات التي حضرت
نظر نحو سيلين ليسألها تحبي تاكلي إيهأجابته بارتباك و خجل عادي... أي حاجة... .سيف بتفكير طيب...زينات... لو سمحتي
حضري أكل خفيف بسرعة عشان جعان
جدا و لو مفيش خلي كلاوس يطلب لينا
سمك من مطعم....
زينات بطاعة حاضر يا باشا دقائق و الأكل يكون جاهز....
أكملت كلامها ثم غادرت...
مش عارف إذا كان طبخوا سمك النهاردة او لا...
طنط هدى زمان كانت بتحب السمك اوي
ففكرت إنك زيها....
سيلين بابتسامة صح مامي بيحب سمك جدا....
سيف بحماس و كأنه عاد طفلا صغيرا تمام
دلوقتي تذوقي و قوليلي سمك ألمانيا أحلى
و إلا سمك مصر....
سار بها نحو الداخل لتتأمل سيلين الفيلا
بانبهار كانت فخمة جدا رغم أنها لاحظت
أنها ذات تصميم رجالي من خلال الأثاث
و الديكور
صعد بها الدرج ثم فتح باب غرفة في أول الرواق
ليحثها على الدخول...
لم تستطع إخفاء إعجابها من جمال الغرفة فهي
في حياتها كاملة لم تدخل مكانا بمثل هذه الفخامة
من قبل كانت الغرفة بناتية لديكور ابيض و بنفسجي
مع أحمر حقا مزيج رائع و مريح للعين...
إبتسم سيف للمرة العشرون هذا اليوم و هو يتأمل
وجهها بتمعن و كأنه لازال غير مصدق لوجودها حتى الآن قائلا بحنو أتمنى الأوضة تعجبك... دي
حتكون بتاعتك من النهاردة بس للاسف الدولاب
فاضي دقائق و حبعثلك شنطتك عشان تغيري
هدومك و اوعدك لما نرجع من ألمانيا حملالك الدولاب
هدوم على ذوقك....
حركت رأسها بالايجاب دون أن تجادله فهي
حقا آخر ما تريده حاليا التحدث خاصة
بعد رؤية السرير فهي حاليا لاتريد سوى الاستلقاء
عليه و النوم لمدة سنة من شدة تعبها ...
سيف و هو يغلق الباب وراءهاغيري هدومك و إنزلي
بسرعة مشت سيلين نحو السرير لتجلس عليه و هي مازالت
تتأمل الغرفة حتى دق الباب لتدخل الخادمة و معها
حقيبتها وضعتها بجانبها قائلة تأمري بحاجة
ثانية يا هانم سيلين و هي تنظر نحوها باستغراب انا مش
إسمي هاني إسمي سيلين.
كتمت الخادمة ضحكتها خوفا من ڠضبها
فهي مازالت لاتعرفها و لا تعرف طبيعة شخصيتها
لتومئ لها بالايجاب و تغادر الغرفة... رواية بقلمي ياسمين عزيز أخذت سيلين شاور سريع و جففت شعرها ثم غيرت ملابسها لفستان صوفي قصير باللون الأزرق الداكن و إرتدت معه حذاء أبيض مسطح
ثم نزلت للأسفل وجدت خادمة أخرى تنتظرها
في أسفل الدرج لتخبرها ان سيف ينتظرها على طاولة الطعام....
قادتها نحو غرفة واسعة لتجده يجلس على
طاولة كبيرة تكفى لعشرون شخصا ما إن رآها
حتى وقف من مكانه يتأملها باعجاب إستطاع
إخفاءه
ببراعة ليقول تعالي اقعدي انا خليتهم
يجيبوا كذا نوع من السمك....
بعدها جلسا يأكلان بهدوء حتى أنهت طعامها
لكن سيف في كل مرة يصر على أن تأكل المزيد
حتى شعرت بالتخمة خلاص مش قادر ياكل اكثر من كده. تحدثت بأعتراض و هي تضع كفها على ثغرها...
سيف بضحك و هو يقرب كوب العصير من
شفتيها خلاص إشربي العصير داه و إطلعي عشان تنامي....
إرتشفت قليلا ثم دفعت الكأس بيدها قائلة بمزاح حاضر يا بابي ...
سيف خلاص إتفقنا انا بابي و إنت بنتي الصغيرة
عشان كده لازم تسمعي كلامي.
سيلين حاضر بس مش في الأكل بليز.
سيف بضحك و هو ينادي الخادمة حتى أتت
زينات خذي الهانم لأوضتها.
صعدت الدرج بسرعة ثم دخلت غرفتها لترتمي
على الفراش بعد أن نزعت حذاءها لتغط في نوم عميق....
أما سيف فقد دخل مكتبه لينهي بعض الأعمال
المتعلقة به قبل موعد السفر....
في قصر صالح عزالدين.....
إنتهت أروى من تغيير ملابس الصغيرة و تسريح
شعرها القصير الناعم ثم قبلتها ووضعتها على
السجادة حتى تستطيع اللعب بحرية لتدخل
هي إلى الحمام.....
نظرت لجين حولها لتجد نفسها وحيدة
في الغرفة رمت لعبتها من يدها ثم خرجت من
الغرفة لتتجه نحو غرفة والدها...
حاولت الوصول لمقبض الباب لكنها لم تستطع
لقصر قامتها فجأة فتح الباب ليظهر من وراءه
فريد إبتسم عندما وجد صغيرته وراء الباب
المرحة...فريد مممم إيه الخدود الطعمة دي انا حاكلها
كلها دلوقتي...اصلا داه وقت الغدا....
مامي....دول بتوع مامي....
و أشار للثاني و داه خليه لمامي .
حركت لجين رأسها برفض و هي تنبس ببراءة لا
خدو مامي خدود مامي...
مثل فريد الحزن ليقوس شفتيه متمتما بخفوت
إنت بتحبي مامي أكثر مني بقى.. .
أجابته الصغيرة و هي تفتح ذراعيها بحب مامي أوى أوي أوي.
بحب ماما أروى اوي أوي .
فريد و هو يخفي إنزعاجه طب و أنا.
الطفلة ببراءة يا يا يا...مامي أوى .
نفخ فريد بضيق ثم إستقام تاركا الصغيرة
ممدة فوق الأريكة سار نحو احد الرفوف ليفتحه
و جلس بجانب لجين... نظر إليها قائلا يعني
حبيتيها في أربعة أيام...
لم تفهمه الصغيرة و ظلت تلعب بأطراف فستانها
حتى طرق باب الجناح.... فتحه فريد ليتفاجئ
بأروى تدخل بدون إستئذان تبحث عن لجين
هاتفة هي لوجي... مجاتش هنا....
أنهت جملتها لتهرول الصغيرة نحوها إنحنت أروى
لتحملها و تقبل عنقها قائلة بلوم كده يا لوجي
سبتك خمس دقائق عشان أستحمى...اطلع
ملاقيكيش... على الاقل كنتي قلتيلي....
إستند فريد على باب الغرفة يتأملها باعجاب
واضح بدءا من شعرها الأشقر المبلل و قطرات الماء
الحمام الذي كانت ترتديه و كم وجد
صعوبة في التفريق بين بشرتها الوردية
و لونه المماثل لها...
خفض بصره نحو أقدامها الوردية الصغيرة التي
ذكرته بقدمي صغيرته لجين...نفث دخان
سيجارته بضيق و هو يطرد تلك الأفكار من
مخيلته ليجدها تحمل الصغيرة متجهة نحوه تريد الخروج....
وقف أمامه بعد أن تحولت نظراته المعجبة
إلى أخرى مستهزءة خاصة بعد أن تذكر كلام
طفلته منذ قليل البنت متعلقة بيكي اوي...
برافو شاطرة في شغلك عشان كده حديكي
مرتبك مسبقا قبل نهاية الشهر....
صرت أروى أسنانها پغضب مكبوت لتتشبث
بالصغيرة التي كانت تحملها و كأنها مصدر حمايتها
اومأت له بالايجاب دون أن تتكلم و هي تتسمر في
مكانها أمامه تنتظره حتى يبتعد عن الباب...
رفعت عيناها نحوه لتجده يمد لها ببطاقة
بنكية و هو يقول بغرور خدي...الكارت دي
فيها مرتب سنة...
طبعا لو فضلتي هنا... .
حركت
يدها أمامها لتزيح عنها الدخان و هي تجيبه
بحدة مينفعش تشرب سجاير لما تكون لجين
في الاوضة... دي لسه طفلة و داه خطړ عليها... .
فريد بسخرية حتخافي على بنتي اكثر مني
و إلا إنت نسيتي نفسك متعيشيش الدور أحسنلك.
رفعت أروى رأسها بتحدي لتأخذ الكارت من
يده و هي تجيبه لا عارفة إني هنا مجرد مربية
و صحة لوجي من أولى اهتماماتي...
بهت فريد من جرأتها فهو لم يتعود عليها هكذا
لذلك أراد إھانتها عشان كده ضيعتيها من شوية
و جيتي هنا عشان تدوري عليها رغم إني نبهت
عليكي إنك معتبيش باب اوضتي ....
أروى رغم شعورها بالإهانة من كلامه إلا أنها
قررت مواجهته انا دخلت آخذ شاور و سبت
لوجي تلعب مكنتش عارفة إنها حتطلع و بعدين
انا لما ملاقيتهاش عرفت إنها جات هنا عشان
هي متعودة تيجي لوحدها....
فريد و هو يطفئ سېجاره بس داه إهمال منك هي كان ممكن تنزل السلم وحدها و توقع... .
ستر المرة دي بس انا حبقى اقفل باب الأوضة
بعد كدة و دلوقتي انا حنزل عشان اغديها اكيد
جاعت....فريد بسخرية حنشوف بس ثاني مرة
لو حصلت غلطة منك انا مش حعديهالك
إنت لسه مشفتيش وشي الثاني .
تنهدت أروى بصوت عال و هي ترمقه بنظرات
حادة تعلم أنه يتعمد إھانتها و يحاول بكل جهده
خلق سبب حتى يذلها لكنها قررت أنها لن تترك
له الفرصة حتى يحقق غرضه... لذلك فضلت
الصمت ليس خوفا منه رغم أنها في الحقيقة
يرتعش جسدها كلما رأته أمامها....
إستاذنت منه مرة أخرى ثم توجهت نحو
غرفة الصغيرة و التي أصبحت غرفتها منذ
اول ليلة لها هنا... نشفت شعرها جيدا ثم
غيرت ملابسها ثم قررت النزول للأسفل....وجدت بعض أفراد العائلة مجتمعين حول طاولة الطعام التي بترأسها الجد صالح عزالدين... في العادة
لايسمح لهم بالتخلف عن موعد الغداء لكن بسبب
الأعمال أصبح حضور وجبات الطعام إجباريا فقط
وقت الفطور و العشاء بالطبع سيف ليس ضمن
القائمة فهو
لا يحترم كلام جده أو أي فرد من عائلته سوى والدته....
جلست أروى في مكانها على طاولة الطعام و أجلست
لجين في كرسيها الخاص بجانبها بعد دقائق من الانتظار أتى فريد ليجلس بجانبها في مكانه المعتاد
ليشير لهم الجد ببدأ تناول الطعام بعد أن حضر
جميع الموجودين...فقط سيف و صالح هما من كانا مختفيان...
في تلك الفيلا البعيدة عن العمران.....
مسحت يارا دموعها پقهر للمرة العشرون في
تلك الساعات الطويلة التي أمضتها تنظف و ترتب
غرف الفيلا المليئة بالاتربة و الغبار
لعنت صالح في سرها لأنها متأكدة جيدا
انه تعمد إحضارها لهذه الفيلا المهجورة حتى بتنظيفها...
جلست على أحد الكراسي تمسد ساقيها
المتعبتين و هي تتأوه پألم ربنا ينتقم منك
يا وا... يا حقېر... بقى انا يارا عزمي بنت المستشار
ماجد عزمي البس هدوم الخدامات و أنظف و أكنس
و الله لنتقم منك و أخليك.....
قاطعها دخوله المفاجئ من باب الغرفة لتكز على
أسنانها بقوة من شدة ڠضبها و كرهها له و كأنها
ترى شيطانا أمامها....
تجاهلته و هي تكمل تمسيد ساقيها لتستمع
لضحكاته المستهزءة و هو يقول سلامتك ياقطة
إيه تعبتي تؤ تؤ داه لسه وراكي شغل كثير
و كمان من بكرة حتبقي تقومي بشغل الفيلا
لوحدك.....رفعت يارا بصرها نحوه متحدثة بنبرة
ساخرةإنت اكيد بتهزر...انا مش عاوزة
اشوف وشك من النهاردة... كفاية اللي إنت
عملته فيا لحد دلوقتي أظن حققت إنتقامك
بزيادة .هز صالح حاجبه بتعجب منها قائلا إنتقامي
لسه مبدأش صدقيني لسه المشوار طويل قدامك...و يلا قومي