رواية يونس بقلم اسراء علي
ﻳﻮﻧﺲ ﺑ ﺟﻔﺎﺀ _ ﺃﻟﻢ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﺤﺪﺙ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ..! ﻫﻴﺎ ﺗﺤﺪﺛﻲ
ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﻔﺎﺩﻯ ﻧﻮﺑﺔ ﻏﻀﺐ ﻗﺎﺩﻣﺔ .. ﺛﻢ ﺭﻓﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﺴﺤﺐ ﻳﺪﻫﺎ ﺃﺳﻔﻞ ﺳﺘﺮﺗﻪ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻣﺴﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﺃﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﺑ ﻗﺴﻮﺓ .. ﺛﻢ ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺫﻧﻬﺎ ﻭﻫﻤﺲ ﺑ ﺧﺒﺚ
ﻟﻦ ﺗﺠﺪﻱ ﻣﺎ ﺗﺒﺤﺜﻲ ﻋﻨﻪ .. ﻓ ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺑ ﺃﺣﻤﻖ ﻟﻜﻲ ﻻ
ﺃﻋﺮﻑ ﺑﻤﺎ ﺗﻔﻜﺮﻳﻦ
ﺇﺑﺘﻌﺪ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺪﻭﻫﻪ .. ﻓ ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺑ ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ ﺛﻢ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻗﺺ
ﻭﻟﻦ ﺗﺠﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻲ .. ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺧﺒﺮﻱ ﺭﺟﺎﻟﻚ ﺑ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻔﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ...
ﺛﻢ ﺃﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﻭﺭﺣﻞ .. ﺃﺧﺬ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ .. ﻫﻮﻯ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺇﺭﺗﻌﺪﺕ ﻓﺮﺍﺋﺼﻪ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻬﺎ .. ﻇﻞ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻛ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺪ ﺇﻧﺸﻘﺖ ﻭﺇﺑﺘﻠﻌﺘﻬﺎ .. ﺩﻟﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﻴﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﻼﻡ .. ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻬﺎ ﺻﻤﺖ ﺛﻢ ﺍﻟﺼﻤﺖ .. ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺸﺔ .. ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺻﺮﺥ ﺑ ﺻﻮﺕ ﻗﺪ ﺑﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻟﻢ
١ ديسمبر ٢٠١٨
ﺍﻟﻔﺼﻞ _ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ _ ﻋﺶﺭ
ﻳﻮﻧﺲ
ﻋﺬﺭﺍ ﺇﻣﺒﺎﺭﺡ ﺍﻟﻨﺖ ﻓﺼﻞ ﻭﻣﺶ ﻗﺪﺭﺕ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻋﺸﺎﻥ ﻛﺪﺍ ﻧﺰﻟﺘﻪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﺩﺓ
ﺍﻟﺤﺐ ﻳﺴﺘﺄﺫﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺘﺤﻢ ﻗﻠﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺌﺬﺍﻥ ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻣﺼﻴﺒﺘﻨﺎ .
ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻗﻠﺒﻪ .. ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻭﺻﺮﺥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﺑﺘﻮﻭﻭﻭﻝ !!!
ﺃﺑﻌﺪ ﻳﺪﻩ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﻭﻋﻨﺪ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﺎ .. ﺷﻌﺮ ﺑ ﺇﻧﻘﺒﺎﺿﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ .. ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ .. ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻟﻢ .. ﺣﺪﻕ ﺑ ﻗﻮﺓ ﻟﻴﺮﻯ ﺷﺒﺢ ﺷﺨﺼﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﺫﺭﺍﻋﻪ
ﻭﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﺗﺒﻌﺪﺍﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻨﻪ .. ﺍﻷﺧﺮ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻣﻨﻪ .. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﺎﻝ ﺷﻚ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻌﺬﺑﺔ ﻓﺆﺍﺩﻩ ...
ﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﻘﺪﺣﺎﻥ ﺑ ﺷﺮﺭ ﻳﺤﺮﻕ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭﺍﻟﻴﺎﺑﺲ ﻭﺣﺮﻭﻕ ﻧﺤﺮﻩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺃﻧﺒﺄﺕ ﺑ ﻭﻗﻮﻉ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻣﻔﺠﻌﺔ .. ﻛﻮﺭ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻭﺑ ﻋﻨﻒ ﺑﺎﻟﻎ ﺣﻄﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ...
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻒ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ .. ﻳﻀﻊ ﻳﺪﺍﻩ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻭﻳﻘﺘﺮﺏ ﺑ ﺑﻄﺊ ﻣﺘﺨﺎﺑﺚ .. ﻭﺑ ﻧﺒﺮﺓ ﻣﺎﻛﺮﺓ ﺗﺸﺪﻕ
ﺇﺳﺘﺮﻋﻰ ﺇﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺕ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻮﺍﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﺃﻥ ﺗﻮﺿﺢ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ .. ﻟﺘﻘﻮﻝ ﺑ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺸﺪﻭﻫﻪ
ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﺪﻯ ﻋﺰ !!
ﺃﺷﺎﺭ ﺑ ﺳﺒﺎﺑﺘﻪ ﻧﺎﻓﻴﺎ ﻭﻗﺎﻝ _ ﻻ .. ﺑﻞ ﺃﻋﻤﻞ ﻣﻌﻪ
ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺫﻧﻬﺎ ﻓ ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ .. ﻓ ﺗﺸﺪﻕ ﺑ ﻧﺒﺮﺓ ﺗﺸﺒﻪ ﻓﺤﻴﺢ ﺍﻷﻓﺎﻋﻲ
ﺃﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻋﺎﺩﺗﻚ ﻟﻪ !!
ﺛﻢ ﺇﺑﺘﻌﺪ ﻳﺘﻔﺮﺵ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻬﻮﺗﺔ .. ﺛﻢ ﺃﻛﻤﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ
ﻭﺃﻧﺎ ﺳﻮﻑ ﺃﻋﻴﺪﻙ ﻟﻪ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺴﻠﻰ ﻗﻠﻴﻠﺎ
ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻠﻮﻯ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺑﺮﺍﺛﻨﻪ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺣﻜﻢ ﻗﻴﺪﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺃﻣﺴﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﻗﻴﺪﻫﻤﺎ ﺃﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﻧﻔﺴﺎ ﻋﻤﻴﻖ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑ ﻧﺒﺮﺓ ﻗﺪ ﻣﻸﺗﻬﺎ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ
ﺷﺤﺐ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺻﺮﺧﺖ .. ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮ ﺻﺮﺧﺘﻬﺎ .. ﺳﻤﻌﺎ ﺻﻮﺕ ﺗﺤﻄﻢ ﺯﺟﺎﺝ .. ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺳﺎﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻌﻔﻪ ﺍﻟﻮﻗﺖ .. ﻓ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﻨﻘﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﻪ .. ﻳﻤﺴﻚ ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺇﻗﺘﻼﻋﻬﺎ .. ﺗﺤﻮﻝ ﻭﺟﻬﻪ ﺳﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﻠﺔ ﺯﺭﻗﺎﺀ .. ﺑﺎﻏﺘﻪ ﻳﻮﻧﺲ ﺑ ﻟﻜﻤﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻛﺴﺮ ﺃﻧﻔﻪ .. ﻭﻫﺪﺭ ﺑ ﺻﻮﺕ ﻗﺎﺗﻢ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻏﺪ .. ﺳﺄﻗﺘﻠﻚ
ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﻮﻝ ﻣﻨﻜﻤﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎ .. ﻭﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ .. ﻧﻬﺾ ﺳﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺮﻧﺢ ﻟﻴﺒﺎﻏﺘﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑ ﺿﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﻔﺼﻪ ﺍﻟﺼﺪﺭﻱ .. ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻛﺴﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﺿﻠﻌﻪ .. ﻛﺎﺩ