عزمت علي استعادة مكانتها بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
قالت
كويسة يابنى .. لسه نازلة من عندها من شوية وكانت كويسة
شعر أنه لن يأخذ منها أكثر من هذا وأنها مرتابة من سؤاله عنها من البداية فقرر أن يكتفى بما حصل عليه من معلومات أنهى المكالمة مع والدته ولكن قلبه لم يكن مطمئنا أبدا هناك شىء يخبره أنها ليست على ما يرام بحث فى هاتفه على رقم بلال وأتصل به ..لم يكن بلال أقل دهشة من والدته فى اتصال فارس به وسؤاله عن مهرة ولكنه أجاب
أنا عندها دلوقتى
أبتلع فارس ريقة من المفاجأة وقال بلهفة
ليه هى تعبت تانى
رفع بلال حاجبيه وهو يقول
لا أبدا فى دكتور صاحبى جبته يشوفها ..والدتها اتصلت بينا وقالت مبتكلمش ومبتردش على حد ومبتاكلش وبتعيط على طول ..طبعا انت عارف ان ده مش تخصصى
الدكتور قال أيه
بلال
لسه خارج اهو اقفل وانا هبقى أكلمك
هتف فارس على الفور
لالا متقفلش خالينى على الخط وقولى قالك ايه
نظر بلال إلى الهاتف بدهشة ثم أنزله للأسفل قليلا وهو يتحدث للطبيب الذى قال
حالة من حالات الاكتئاب البسيط وان شاء الله هتعدى مع الوقت بسرعة
ثم نظر الطبيب إلى الجميع وهو يقول
هو فى حد زعلها
قالت أم يحيى سريعا
هى بقالها كام يوم كده مش عارفة مالها.. أكلها قليل ومبتنامش كويس ومش مركزة
قال الطبيب متفهما
عموما فى سنها ده الحالة النفسية بتبقى متقلبة متقلقوش مع الوقت هتتحسن وترجع لطبيعتها انتوا بس متضغطوش عليها فحاجة .
ممكن بعد أذنك أكلمه اباركله
تفاجأ فارس بكلام أم يحيى ولكنه وجدها فرصة مناسبة تماما فقال
ولا يهمك يا ست ام يحيى مانا كنت موجود وشايف بنفسى ...هو الدكتور قال ايه
قالت بحزن
بيقول اكتئاب وهيعدى ان شاء الله ..أنا والله ما فاهمة يعنى أيه اكتئاب أصلا يا أستاذ فارس.. أنا اللى يهمنى أن بنتى تقوم زى الأول بس مش عارفة اعمل ايه
قال فارس بإشفاق
أكتئاب !!
ثم قال فى سرعة
لو سمحتى خلينى أكلمها
ياريت يابنى.. دى لا بتاكل ولا بتتحرك ولا بتتكلم
شعر فارس أن قلبه يعتصر فى صدره وينقبض بقوة على حالها الذى لا يعلم له سبب فقال
طب حطى التليفون على ودنها وانا هكلمها يمكن تستجيب لكلامى
نظرت أم يحيى إلى بلال الذى كان يتحدث مع الطبيب الاخر ويحيى يقف معه يستمع لحديثهم فدخلت لغرفة مهرة وجدتها كما هى نائمة على الفراش تنظر لسقف الغرفة دون حراك أقتربت منها ووضعت الهاتف على أذنها وقالت
أهى معاك أهى ..
ثم نقلت الهاتف على اذن مهرة أخذ فارس نفسا عميقا وقال بهدوء
مهرة
أنتفض جسدها الصغير بمجرد أن سمعت صوته وأخذ صدرها يعلو ويهبط فى سرعة وهى لا تزال محدقة فى سقف الغرفة وهو يقول ببطء
بدأت الدموع تقفز من مقلتيها واحدة تلو الأخرى بغزارة ودون توقف ترسم طريقا على خديها وما أن ينقطع بها السبل حتى تغير مسارها لتروى وسادتها التى شاركتها لياليها الموحشة من قبل كلما تكلم كلما أراد أن لا يتوقف أبدا فظل ينادى عليها مرارا وتكرارا بتصميم
انا فارس يا مهرة .. كلمينى قوليلى مالك.. أشكيلى مين اللى ضايقك
قال كلمته الأخيرة ووجد عبراته تقفز هى الأخرى على خديه وبدا صوته يشبه البكاء وهو يرجوها أن تتحدث أن تقول أى شىء خالطت دموعه دموعها ولكن عن بعد لم يراها ولم يسمع الا صوت شهقاتها التى بدأت فى الظهور أخيرا وهى تبكى . ولم تراه ولم تسمع الا نداءاته المختلطة بالبكاء وكأنه يعتذرعن شىء لا يعرفه أو لا يفهمه ...فقط يشعر به...
هبت أم يحيى واقفة وهى تمسك بالهاتف خرجت سريعا وهى تقول للطبيب بلهفة
مهرة بټعيط بصوت عالى يا دكتور صوتها طلع
هتف يحيى بسعادة
بجد يا ماما اتكلمت يعنى
قالت من بين دموعها
لاء بس بټعيط بصوت عالى
أعطت أم يحيى الهاتف إلى بلال وهى تشكره قائلة
متشكره أوى يا دكتور بلال.. الأستاذ فارس أول لما كلمها ابتدت ټعيط وصوتها طلع أخيرا الحمد لله
باتت ليلتها مترنحة خائڤة تخشاه تترقب خطواته تضع أذنها على الباب تستمع لصوت أنفاسه كلما اقترب من الغرفة اهتز جسدها ړعبا تظن أنه سيقتلها بالتأكيد سيقتلها لن يرضى على رجولته أن يعيش مع امرأة فعلت فعلتها أذا ماذا يفعل لماذا تأخر مصيرها إلى هذا الحد سمعت صوته يتجه للحمام ويغلقه خلفه
فتحت الباب فى بطء وهدوء ويديها ترتعش وأوصالها ترتجف خوفا مشت ببطء وحذر إلى الحمام ووضعت اذنها وتنصت بإضطراب شديد سمعت صوت المياه فعلمت أنه يغتسل أغمضت عينيها وكادت أن تزفر بقوة ولكنها وضعت يديها على فمها خشية أن يسمعها عادت تمشى وكأنها تزحف بحذر إلى غرفتها وأغلقتها مرة أخرى عليها.
ظلت
متابعة القراءة